صحابي جليل كان زعيمًا للخزرج، وبايع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيعة العقبة
فأصبح بذلك أحد النقباء الإثنى عشر، وشارك في الغزوات كلها مع النبي صلوات الله
وسلامه عليه وعلى آله ، واتصف بالجود والكرم فكان مسارعًا لخدمة المهاجرين منذ
أن وطأت أقدامهم المدينة المنورة على ساكنها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم.
ولوفاة هذا الصحابي قصة عجيبة ذكرها عدد من الفقهاء وعلماء السير والتراجم، حيث
قيل إن الجن قتلته وذلك في أوائل خلافة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
إنه الصحابي سعد بن عبادة رضي الله عنه، الذي رحل إلى الشام وأقام في مدينة حوران
في بعد عامين من خلافة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومات فيها، حيث قيل
إنه قد بال في نفق كان منزلاً للجن، ومن فوره اخضر جلده ومات ولم يشعر الناس
بموته حتى سمعوا صوتًا يصيح: نحن قتلنا سيد الخزرج سـعـد بـن عباده، ورميناه
بـسهم فلم نخطئ فـؤاده.
تلك القصة رواها عدد من علماء أهل السنة منهم الإمام الحاكم في "المستدرك"
والإمام الطبراني والإمام عبد الرازق عن قتادة بسند منقطع، وذكرها الإمام العيني
في شرح صحيح البخاري أنهم أصابوه بالعين، كما ذكرها الإمام ابن عبد البر في
ترجمة سعد بن عبادة فقال: "وقالوا أنه وجد ميتا في مغتسله وقد اخضر جسده
ولم يشعروا بـموتـه حتى سمعوا قائلا يقول ولا يرون أحدا : قتلنا سيد الخزرج
سعد بن عبادة * ورميناه بسهم فلم يخط فؤاده".
كما ذكرها الإمام ابن الأثير، والإمام ابن جريج، والإمام بن سيرين، والإمام ابن
عساكر في تاريخ دمشق، والإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء"، وفي طبقات
ابن سعد والاستيعاب وتهذيب الكمال وغيرهم.