قال الله تبارك وتعالى :
{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي
بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }﴿الإسراء: ١﴾
معجزة الإسراء ثابتةٌ بنص القرآن والحديث الصحيح فيجب الإيمان بأن الله أسرى
بالنبي ليلاً من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى ، وقد أجمع أهل الحق من سلف
وخلف ومحدثين ومتكلمين ومفسرين وعلماء وفقهاء على أنّ الإسراء كان بالجسد
والروح .
من عجائب ما رأى الرسول في إسرائه:
الدنيا : رأها بصورة عجوز .
إبليس : رأه متنحياً عن الطريق .
قبر ماشطة بنت فرعون : وشمَّ منه رائحة طيبة .
المجاهدون في سبيل الله : رأهم بصورة قومة يزرعون ويحصدون في يومين .
خطباء الفتنة : رأهم بصورة أناس تُقْرَضُ ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار.
الذي يتكلم بالكلمة الفاسدة : رأه بصورة ثور يخرج من منفذ ضيق ثم يريد أن
يعود فلا يستطيع .
الذين لا يؤدّون الزكاة : رأهم بصورة أناس يَسْرَحون كالأنعام على عوراتهم رقاع .
تاركوا الصلاة : رأى قوماً ترضخ رؤوسهم ثم تعود كما كانت ، فقال جبريل : هؤلاء
الذين تثاقلت رؤوسهم عن تأدية الصلاة .
الزناة : رأهم بصورة أناس يتنافسون على اللحم المنتن ويتركون الجيد .
شاربوا الخمر: رأهم بصورة أناس يشربون منوالصديد الخارج من الزناة .
الذين يمشون بالغيبة : رأهم بصورة قوم يخمشونوز وجوههم وصدورهم بأظفار نحاسية .
أما المعراج فهو ثابت بنص الأحاديث الصحيحة ، أما القرآن فلم ينص عليه نصا صريحا.
من عجائب ما رأى الرسول في المعراج وحصل له :
مالك خازن النار: ولم يضحك في وجه رسول الله .فسأل جبريل لماذا لم يره ضاحكا
إليه كغيره . فقال: إن مالكا لم يضحك منذ خلقه الله تعالى ، ولو ضحك لأحد لضحك إليك.
البيت المعمور : وهو بيت مشرف في السماء السابعة وهو لأهل السماء كالكعبة لأهل
الأرض كل يوم يدخُلُهُ سبعون ألف ملك يصلون فيه ثم يخرجون ولا يعودون أبدا .
سدرة المنتهى : وهي شجرة عظيمة بها من الحسن ما لا يصفه أحد من خلق الله ،
يغشاها فَراشٌ من ذهب ، وأصلها في السماء السادسة وتصل إلى السابعة ، ورأها
رسول الله في السماء السابعة .
الجنة : وهي فوق السموات السبع فيها ما لا عين رأت ولا أذن سَمِعَتْ ولا خَطَرَ
على قلب بشر مما أعده الله للمسلمين الأتقياء خاصة ، ولغيرهم ممن يدخل الجنة نعيم
يشتركون فيه معهم .
العرش : وهو أعظم المخلوقات ، وحوله ملائكة لا يعلم عددهم إلا الله . وله قوائم
كقوائم السرير يحمله أربعة من أعظم الملائكة ، ويوم القيامة يكونون ثمانية .
وصوله إلى مستوى يسمع فيه صريف الأقلام :انفرد رسول الله عن جبريل بعد سدرة
المنتهى حتى وصل إلى مستوى يسمع فيه صريف الأقلام التي تنسخ بها الملائكة
في صحفها من اللوح المحفوظ .
سماعه كلام الله تعالى الذاتي الأزلي الأبدي الذي لا يشبه كلام البشر.
رؤيته لله عز وجل بفؤاده لا بعينه : مما أكرم الله به نبيه في المعراج أن أزال عن
قلبه الحجاب المعنوي فرأى الله بفؤاده ، أي جعل الله له قوة الرؤية في قلبه لا بعينه
لأن الله لا يرى بالعين الفانية في الدنيا ، فقد قال الرسول :
[ إنكم لن تروا ربكم عز و جل حتى تموتوا ] الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث:
الألباني - المصدر: صحيح الجامع -