ابن المقفع هو روزُبة بن داذويه ولد في مدينة فارس في بلدة صغيرة تُدعى جور والمعروفة حالياً
باسم فيروز أباد عام ( 724م)، ولُقب بالمقفع لأنه أخذ من أموال الدولة، ثم عاقبه الحجاج
بالضرب على يديه حتى تشنجتا فعرف بالمقفع وعُرف ابنه بابن المقفع، وأسلم بعد أن انتقل مع
والده لمدينة البصرة، حيث كان يذهب للمساجد ليأخذ العلم من العلماء الأجلاّء وبعد اعتناقه
الإسلام أطلق على نفسه اسم عبد الله واكتنى بأبي محمد، وهو من الكتاب المخضرمين الذين
عاشوا في عصرين متتاليين وهما العصر العباسي والأموي. نشأة ابن المقفع نشأ ابن المقفع
في البصرة وأتقن اللغة العربية بجانب اللغة الفارسية واليونانية، وجمع بين ثقافاتهم، وظهر
ذلك بشكل واضح من خلال كتاباته التي سجلت تاريخاً عميقاً في الدولة الإسلامية، وله العديد
من الكتب والمصنفات في الأدب الكبير والصغير، والموضوع الرئيسي في هذه المصنفات
هو الحديث عن تهذيب الخُلق والنفس والصداقة والصديق، وكانت تحمل رسالة لكل من
الولاة والسلاطين.
أهم مصنفات ابن المقفع رسالة الصحابة: والمقصود بالصحابة في المصنف هم أصحاب
الولاة والخلفاء في عهد المنصور وبرع في الحديث عن الأوضاع الاقتصادية والسياسية
والاجتماعية والعسكرية في تلك الفترة. ترجمان كليلة ودمنة:
وحاز هذا الكتاب على شهرة عالمية حيث ترجم من الفارسية إلى العربية، ويحتوي هذا
الكتاب على الأساليب الأدبية والسياسية. كتاب ( نامه تنسر ): ويُعد من أكبر الوثائق
التشريعية التي مرت عبر العصر الفارسي وتمت ترجمته للعربية. كتاب التاج في سيرة
أنوشروان: وهذا الكتاب يتحدث عن تقاليد الحكم الملكي وعن سياسة الحكم والملك والرعايا.
أسلوب ابن االمقفع عُرف ابن المقفع برأس مدرسة الكتابة، وصاحب الأسلوب المميز في
الكتابة التي تقوم على الوضوح والسهولة والترسل، وكان يبتعد عن الألفاظ الغريبة ويميل
للمعاني السهلة والبسيطة. عُرف أسلوبه بين الكتاب بالسهل الممتنع، غير أنه كان بعيداً كل
البعد عن التكلف والصنعة وبثقافته التي جمعت بين العربية والفارسية وكان متأثراً بأستاذه
النابغة عبد الحميد، ويظهر هذا واضحاً عند الاطلاع على كتاباته مثل قوله: "ابذل لصديقك
دمك ومالك، ولمعرفتك رفدك ومحضرك، وللعامة بشرك وتحنّنك، ولعدوك عدلك. واضنن بدينك
وعرضك عن كل أحد". وفاة ابن المقفع توفي ابن المقفع إثر تعرضه لفتنة عندما كان يعمل
كاتباً عند أعمام المنصور، حيث ناصرهم على أخذ الأمان من ابن أخيه وعدم قتله، ولكن
ابن المقفع رأى نفسه متورطاً في هذا الخلاف العائلي وقام المنصور بقتله، وقد قيل أنه تم
تقطيعه إلى أجزاء ثم تم حرقه وذلك في عام ( 142) للهجرة.