هو أبو محمد عبد الله الشهير بابن المقفع (724 – 759م)، أديبٌ ومفكرٌ مسلم،
أبدع في اللغة العربية وبلاغتها، ونشر أسلوباً فلسفياً حكيماً مبسطاً للناس من
خلال اللغة، وله ترجماتٌ عظيمة، من أبرزها "كليلة ودمنة" التي جعلته رائداً
للأدب السياسي الاجتماعي العربي، ومن مؤلفاته الشهيرة كتابا "الأدب الصغير"
و"الأدب الكبير".
كان ابن المقفع، بحسب المؤرخين؛ من أحكم الكتّاب، حتى قاده عقله للتورط
في السياسة ومحاولة إصلاحها، فتدخّل في خلافٍ بين الخليفة العباسي أبي
جعفر المنصور وأحد ولاته الذين تمرّدوا عليه، فكتب رسالة العام 754م، يطلب
فيها من الخليفة الأمان للوالي وحقن الدماء، وتحسين أوضاع الجيش، ولجم
الفقهاء عن الخلافات وتوحيد مرجعيتهم، فكانت رسالته بمثابة بيانٍ ثوريٍ ضد
الخليفة، الذي أمر واليه (سفيان المهلبي) بقتل ابن المقفع بطريقةٍ بشعة من
خلال تقطيع أوصاله، وكان ابن المقفع اتهم بالزندقة من قبل، خصوصاً بعد
ترجمته لكتاب "كليلة ودمنة".