قال رجلٌ للشاعر أبي تمام: أرني ماءَ المَلام في قولك:
لا تسقني ماء الملامِ فإنني **** صَبّ قد استعذْبتُ ماءَ بكائي
فقال أبو تمام ـ وقد علم أنّ الرجل ينتقده:
لا أُريك ماءَ الملام حتى تريني جناح الذّل في قوله تعالى:
" واخفض لهما جناح الذّل من الرحمة"
فسكت الرجل
جلس الشاعران الزهاوي والرّصافي يأكلان ثريدا فوقه دجاجة
محمرّة وما لبثت الدّجاجة حتى مالت ناحية الزّهاوي فقال :
عرف الخير أهله فتقدّم.
فقال الرّصافي :كثُر النّبش تحته فتهدّم
أهدى الشاعر المهجري نعمة فزان إلى صديقه الشاعر المهجري توفيق
صفوان حذاء ؛ في علبة أنيقة ، وكتب عليها هذين البيتين :
لقد أهديت توفيقا حذاء .. فقـــــال الحاسدون وما عليه
أما قال الفتى العربي يوما .. شبيه الشيء منجذب إليه
فرد توفيق عليه بهذين البيتين :
لو كان يهدى إلى الإنسان قيمته .. لكنت أسألك الدنيا وما فيها
لكني قَبِلْت هذا النعلَ معتـَـــقِدا .. أن الهدايا على مقدار مهديها