لبيك
لبيك يشدو بها الحجاج إذ ساروا *** نحـو الهدى كالذي تحدوه أنـوارُ
من كل فجّ أتوْكَ، اللـهُ أسكنهم *** سراً عظيماً، وكمْ في الحج أسرارُ؟
سبحان من وحّد الحجاجَ من أممٍ *** شتّـى فلم تبـقَ للتفريـقِ آثـارُ
وهم يطوفون حولَ البيت، واعجباً *** كأنـه كوكـبْ والنـاس أقـمارُ
حلّوا ضيوفاً على المولى فأكرمهمْ *** وأُسدِلتَ دونَ ما اقْترفوهُ أسـتارُ
وجـادَ مِن عِظَمِ النَّعماءِ مغفـرةً *** الحمـدُ للـهِ، إن اللـهَ غـفّارُ
الحج عبادة تجلو فيها الثنائية كبقية العبادات في الإسلام التي تتصف " بالثنائية"
إذ يشترك الجانب المادي والجانب الروحي، كما يظهر الجانب الجانب الفردي والجانب
الجماعي وظهور هذه الجوانب كلها في الحج ملفت للنظر وداع للتفكر والاستذكار.
ولله نفحاتِ من رحمته، يصيب بها من يشاء من عباده. وسلو الله أن يستر عوراتكم
ويؤمن روعاتكم. ( الطبراني).
وتعرضوا لها فلعل أحدكم أن تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبداً.
وإن أشهر الحج وأيامه من مواسم الرحمة.
ما قصد الحاج الصادق بنيته مكة المكرمة إلا طالباً من الله الرحمة والمغفرة بعد الرضوان.
تلبيةً لأمر الله سبحانه وتعالى، لقوله سبحانه:{ وأتمو الحج والعمرة للـه }البقرة: 196
فهذا البلد الحرام موطن الدعاء، والدعاء مخ العبادة، قال ابن رجب الحنبلي:
السعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات، وتقرب فيها إلى مولاه بما فيها من
وظائف الطاعات، فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات فيسعد بها سعادة يأمن بعدها
من النار وما فيها من اللفحات..
* تظهر وحدة المسلمين في القرية أو الحي خمس مرات في اليوم الواحد، إذ يلتقي
المصلون في جامع القرية أو الحي.
* وتتجلى وحدة المسلمين من أهل القرى أو المنطقة في صلاة الجمعة كل أسبوع.
* وتظهر واضحة وحدة المسلمين من أهل المدينة والمدن الأخرى في مصلى العيدين
كل عام.إنه لقاء سنوي
ولكن وحدة المسلمين كأمة – والمسلمون أمة واحدة دون سائر الناس- من الأرض
شرقها وغربها، شمالها وجنوبها تظهر بدليل عملي وواقع ملموس وملحوظ في الحج
كل سنة،فالمسلمون من شتى بقاع الأرض يلتقون على صعيد واحد في زمن معلوم
على أرض معلومةللقيام بأعمال مناسك الحج، هذه المناسك لا تقبل أبداً إلا هناك على
أرض الحج، فالحج هو الاجتماع السنوي للمسلمين، قد قدموا من كل مكان.
وهنا يستشعر المسلمون عملياً أيضاً: معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :
" كلكم لآدم وآدم من تراب" [ أبو داوود]، يقف الأسود جانب الأبيض، والأشقر قرب
الأصفر في صف واحد وطواف واحد، لا فرق ولا فضل على أحد على أحد إلا
بالتقوى، { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } [ الحجرات:13].