قال تعالى:
{ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ}
١٨٣ البقرة
يخبر تعالى بما منَّ به على عباده، بأنه فرض عليهم الصيام، كما فرضه على
الأمم السابقة لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان
وفيه تنشيط لهذه الأمة بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال،
والمسارعة إلى صالح الخصال،وأنه ليس من الأمور الثقيلة التي اختصيتم بها.
(السعدي: 86.)
(يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصَّوْمُ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ...) الْحَدِيثَ؛ خص الصوم
بأنه له –وإن كانت العبادات كلها له- لأمرين باين الصوم بهما سائر العبادات
أحدهما: أن الصوم يمنع من ملاذ النفس وشهواتها ما لا يمنع منه سائر العبادات
إلا الصلاة.
الثاني: أن الصوم سر بين العبد وربه، لا يظهر إلا له، فلذلك صار مختصاً به
وما سواه من العبادات ظاهر، ربما فعله تصنعاً ورياء، فلهذا صار أخص بالصوم
من غيره.
(القرطبي: 3/123.)