تمتنع في رمضان عن المباحات من المأكولات والمشروبات؛ فامتناعك عن
المحرمات من باب أولى
ففي الحديث المتفق عليه:"من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة
في أن يدع طعامه وشرابه ".
قال المقدسي في مختصر منهاج القاصدين:"فصوم العموم هو كف البطن
والفرج، وصوم الخصوص هو كف النظر واللسان واليد والسمع وسائر
الجوارح عن الآثام".
إذن الصيام بمفهومه الواسع؛ صيام عن كل ما يخدش الصوم ويضعف أجره.
"ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"
فحفظ الجوارح من الوقوع في المحرمات كالنظر المحرم والكلام المحرم
والسماع المحرم، ومجاهدة النفس على ذلك؛ هو من العبادة في رمضان.
قال ابن القيم في الوابل الصيب:"والصائم هو الذي صامت جوارحه عن الآثام،
ولسانه عن الفحش والكذب وقول الزور، وبطنه عن الطعام والشراب، وفرجه
عن الرفث.
فإن تكلم لم يتكلم بما يجرح صومه وإن فعل لم يفعل ما يفسد صومه فيخرج
كلامه كله نافعا صالحا، وكذلك أعماله فهي بمنزلة الرائحة التي يشمها من
جالس حامل المسك.
وفي الحديث المتفق عليه:" الصوم جنة".
قال القرطبي في فتح الباري: "جنة؛ أي:سترة، فينبغي للصائم أن يصونه
مما يفسده وينقص ثوابه".