يُحكى أنّ امرأة كثُر شجارها مع زوجها فعزمتْ على الطلاق منه وذهبتْ
الى شيخ القرية الذي يرجع إليه النّاس في مشاكلهم ،فقصّت عليه قصّتها
فقال لها : سأساعدك بشرط أن تحضري لي شعرة من شارب أسد أخذت
المرأة تُفكّر وتُفكّر فقد وضعها الشّيخ بين أمرين أحلاهما مُرّ إمّا أن تبقى
مع زوجها وتستمر مشاكلهما ،ويسمع النّاس صراخهما ، أو أن تذهب الى
الغابة ، وتخاطر بحياتها ،لأجل شعرة أسد ، هي وسيلتها الوحيدة للخلاص
قصدت السّوق ، واشترت خروفاً ، وذهبت الى مكان يشرف عليه عرين الأسد
فربطت الخروف وابتعدتْ ، فجاء الأسد وأكله .
في اليوم التالي ، ذهبت الى السوق من جديد ، واشترتْ خروفاً آخر وذهبتْ
الى حيث الأسد ،واقتربت من عرينه أكثر ممّا اقتربت أمس وربطت الخروف
فجاء الأسد وأكله .
صبيحة اليوم التالي ذهبتْ الى السوق واشترت خروفاً ثالثاً ،ومضت الى الغابة
عازمة أن تقترب من الأسد أكثر ،أخذتْ تمشي باتجاه عرين الأسد وهي تجر
الخروف خلفها ،والأسد رابض يرمقها الى أن وصلتْ إليه ، وتركت الخروف
أمامه ، فقام وافترسه ،وهي واقفة تنظر إليه
بعد أن شبع الأسد اتخذ وضعيّة كمن يريد النوم فاقتربت منه ، وأخذتْ تمسح
على رأسه الى أن سكن بين يديها كما يسكن طفل بين يديّ أمه ثم برفق نزعتْ
شعرة من شاربه ،وعادت بها مسرعة الى الشيخ
قال لها الشيخ : أليس من العيب أن تنجحي في ترويض أسد وتفشلي في
ترويض رجل احمرّ وجه المرأة خجلاً ,وعادتْ الى بيتها وهي عازمة أن تبذل
ما في وسعها لإصلاح ذات بينهما