السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الخطو الاسرائيلية الفاشلة
لاغتيال صدام حسين
(*)
تفاصيل الخطة الإسرائيلية الفاشلة لاغتيال صدام حسين كان يُفترض أن ينفذها باراك في 1992 لكن رابين أوقفها في اللحظات الأخيرة الأحد 17 صفر 1434هـ - 30 ديسمبر 2012م
الرئيس العراقي الراحل صدام حسين
لندن – محمد عايش
نقلت جريدة "صنداي تايمز" البريطانية عن كتاب جديد منشور في
إسرائيل تفاصيل خطة اغتيال الرئيس العراقي السابق صدام حسين، والتي كان من
المفترض تنفيذها في عام 1992، لولا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين
أمر حينها قائد العملية إيهود باراك بالتوقف عن التنفيذ في اللحظات
الأخيرة.
وجاء قرار رابين بإلغاء عملية الاغتيال المفترض بأن تتم داخل الأراضي
العراقية بعد أن أدت عمليات التدريب عليها إلى مقتل خمسة من قوات النخبة
الإسرائيلية وإصابة ستة آخرين بجراح، في خطأ كارثي تم ارتكابه آنذاك.
ويقول الكتاب الإسرائيلي الذي يكشف لأول مرة هذه التفاصيل، إن التقديرات
لدى أجهزة المخابرات الإسرائيلية هي أن الرئيس العراقي صدام حسين كان من
المفترض أن يشارك في جنازة عائلية لتشييع خاله خير الله طلفاح، وهو أيضاً
والد زوجته ساجدة، حيث كان الإسرائيليون يريدون استهداف الجنازة بمن فيها
واغتيال صدام حسين في عملية خاطفة.
وفي تفاصيل خطة الاغتيال علمت إسرائيل أن طلفاح الذي كان محبوباً جداً
بالنسبة لصدام وقريب من قلبه وصل في مرضه إلى المراحل النهائية خلال عام
1992، وكانت التوقعات بأن يفارق الحياة خلال شهور، على أنه سيدفن في مقابر
العائلة بمدينة تكريت، وعلى أن الأرجح أن يشارك الرئيس صدام في مراسم
التشييع والدفن، وهناك يتم استهدافه.
وبحسب الكتاب الذي تحدث مؤلفه إلى إيهود باراك شخصياً وحصل منه على بعض
المعلومات، فقد تم تدريب فريق من 22 جندياً من قوات النخبة الإسرائيلية على
تنفيذ عملية الاغتيال، وتمت عمليات التدريب في داخل الصحراء العراقية
بالقرب من مدينة النجف، وذلك لضمان محاكاة بيئة مماثلة للبيئة التي سيتم
فيها التنفيذ الفعلي للعملية.
تفاصيل الخطة وفي تفاصيل التنفيذ فإن مروحيتين
عسكريتين إسرائيليتين كان يُفترض أن تهبطا في صحراء العراق، تظل مجموعة من
الجنود لحراستهما، بينما يغادر الباقون في أربع سيارات من الدفع الرباعي
يكون قد تم إعدادهما سلفاً بنفس الهيئة التي تستخدمها قوات الجيش العراقي،
وتتجه هذه السيارات الأربعة باتجاه المقبرة، حيث سيكون الرئيس صدام من بين
المشيعين.
وتنقسم السيارات الأربعة بعد ذلك إلى مجموعتين: الأولى وتضم أربعة أشخاص
يرتدون الزيّ العراقي التقليدي ومهمتهم الانخراط في صفوف المشيعين، ومن بين
هؤلاء الأربعة جندي إسرائيلي يرتدي العباءة العراقية السوداء ويحمل جسماً
يبدو على أنه طفل رضيع، لكنه في الحقيقة جهاز اتصال بموجات الراديو سيرسل
الإشارة اللازمة عند وصول الرئيس صدام إلى المقبرة.
أما المجموعة الثانية فستتمركز على بعد عدة كيلومترات وبحوزتها صواريخ
مضادة للدبابات وجاهزة للاستخدام، وبمجرد وصول الإشارة من المجموعة الأولى،
وهي كلمة السر "أرسل التاكسي" يتم إطلاق الصواريخ، ليكون بذلك قد تم إنهاء
حياة الرئيس صدام، على أن المجموعة الأولى ستكون قد بدأت الانسحاب بعد
تحديد موقع الرئيس وقبل البدء بعملية إطلاق الصواريخ، لتغادر بعد ذلك
المروحيات الحربية وعلى متنها وحدة الكوماندوز الإسرائيلية قبل أن تكون
أجهزة الأمن العراقية قد استجمعت قواها.
ويبدو إيهود باراك في تصريحاته لمؤلف الكتاب الإسرائيلي نادماً على عدم
تنفيذ الخطة، حيث يقول مخاطباً الكاتب: "لقد فقدنا حياة آلاف الجنود
الأمريكيين والبريطانيين بعد ذلك من أجل الإطاحة بصدام حسين.. هل لازلت
تعتقد أن هذه الخطة كانت حمقاء؟".
يُشار إلى أن الرئيس صدام حسين ظل على رأس الحكم في العراق حتى أطيح به في
الغزو الأمريكي عام 2003، وألقي القبض عليه من قبل القوات الأمريكية بعد
عدة شهور، قبل أن يتم تنفيذ حكم الإعدام فيه صباح يوم الثلاثين من
ديسمبر/كانون الأول 2006.