مع حلول عيد الأضحى المبارك، يتذكر الوطن العربي مشهد إعدام الرئيس العراقى صدام حسين، والذى تم إعدامه قبل تسعه أعوام، في مشهد آثار تعاطف المسلمين، الذين شاهدوا لحظة إعدام الرئيس العراقي صدام حسين، عقب صلاة عيد الأضحى المبارك مباشرة.
ولم تبق الصورة فقط في الأذهان، ولكن بقيت أيضا نبوءة قالها صدام قبل أن يتم إعدامه، حين قال مقولته الشهيرة للحكام العرب: "أنا ستعدمني أمريكا.. أما أنتم ستعدمكم شعوبكم"، ولم تعد هذه مجرد مقولة، حيث إننا نراها بأعيننا في الوقت الراهن.
وقبل أن توضع رقبته على حبل المشنقة بدقائق، قال صدام: "أريد المعطف الذي كنت أرتديه"، فقيل له: طلبك مجاب ولكن لماذا تريده؟.. فرد صدام: "الجو في العراق عند الفجر يكون بارداً.. ولا أريد أن ارتجف فيعتقد شعبي أن قائدهم يرتجف خوفًا من الموت!".
وأطلق العراقون عبارة "شهيد الحج الأكبر"، منذ وقتها على الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، كما اعتبر العراقيون صدام زعيم المقاومة العراقية، بعد أن أصدرت محكمة عراقية حكمًا بإعدام "مهيب الركن" لاتهامه بتنفيذ مجازر في الثمانينات ببلدة الدجيل، حيث نال حكم الإعدام استحسان الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
وبإعدام صدام، انتهت مرحلة من تاريخ العراق الذى حكمه لنحو ربع قرن، بعد أن نفذ الحكم صباح أول أيام عيد الأضحى المبارك من عام 2006، الأمر الذى آثار غضب المسلمين حول أنحاء العالم، ورفضه شعوب الشرق الأوسط، واعتبروا أن التوقيت تحديا لمشاعر المسلمين في يوم العيد، في حين رأي البعض أن حكم الإعدام كان يمكن تنفيذه في وقت آخر غير العيد، ومن وقت لآخر يظهر مقطع فيديو صوتي أو مرئي لمحاولة إثبات أن صدام الحقيقي لم يعدم، كعادة جميع الأقوياء الذين يرفض أنصارهم الاعتراف بنهايتهم.
ولم يكن إعدام رئيس عربي في أول أيام عيد الأضحى بالهين، حيث شاهد العرب لحظة دخول صدام حسين مكتوف اليدين غرفة الإعدام، محافظا على تماسكه، وبقدر الإمكان نجح في طرد علامات الخوف والهلع من ملامحه، يعلم جيدا أنه مقدم على الموت، ومع ذلك لم يحاول إعطاء الفرصة للكاميرا التي تترقب انفعالاته تغيير صورته كرجل القوي "صدام حسين".