قال الإمام القيم ابن قيم الجوزية :
السنة شجرة , والشهور فروعها , و الأيام أغصانها ,و الساعات أو راقها
والأنفاس ثمراتها , فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة , ومن
كانت في معصية فثمرته حنظل .
إنما يكون الجَدَادُ يوم المعاد , فعند الجداد يتبين حلو الثمار من مرها .
والإخلاص والتوحيد شجرة في القلب ,فروعها الأعمال ,وثمرُها طيب الحياة
في الدنيا والنعيم المقيم في الأخرة وكما أن ثمار الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة
فثمرة التوحيد والإخلاص في الدنيا كذلك .
والشرك والكذب والرياء شجرة في القلب , ثمرها في الدنيا الخوف والغم
وضيق الصدر و ظلمة القلب , و ثمرها في الآخرة الزقوم و العذاب المقيم ,
وقد ذكر الله هاتين الشجرتين في سورة إبراهيم . [الفوائد : ص - 214 ] .
أشار رحمه الله إلى قوله تعالى :[أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ
طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا
وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) و َمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ
خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ
بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا
يَشَاء (27) ]( سورة إبراهيم الآية 24 -27 )