قال الله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا. يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} نوح/10 - 12. قال القرطبي: قوله تعالى {فقلت استغفروا ربكم } أي: سلوه المغفرة من ذنوبكم السالفة بإخلاص الإيمان {إنه كان غفاراً } أي: لم يزل كذلك لمن أناب إليه . وهذا منه ترغيب في التوبة. {يرسل السماء عليكم مدراراً } أي: يرسل ماء السماء، و مدراراً ذا غيث كثير. { ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لهم جنات ويجعل لكم أنهاراً } قال الشعبي: خرج عمر يستسقي فلم يزد على الاستغفار حتى رجع، فأُمطروا فقالوا: ما رأيناك استسقيت ؟ فقال: لقد طلبتُ المطر بمجاديح السماء التي يُستنزل بها المطر ؛ ثم قرأ {استغفروا ربكم إنه كان غفاراً . يرسل السماء عليكم مدراراً }. ( بمجاديح ) جمع مِجْدَح وهو نجم كانت العرب تزعم أنها تمطر به. وأراد عمر رضي الله عنه تكذيب العرب في هذا الزعم الباطل، وبَيَّن أنه استسقى بالسبب الصحيح لنزول المطر وهو الاستغفار وليس النجوم. وشكا رجل إلى الحسن الجدوبة فقال له: استغفر الله ، وشكا آخر إليه الفقر فقال له: استغفر الله ، وقال له آخر: ادع الله أن يرزقني ولداً ؛ فقال له: استغفر الله، وشكا إليه آخر جفاف بستانه فقال له: استغفر الله، فقلنا له في ذلك ؟ فقال: ما قلت من عندي شيئاً ؛ إن الله تعالى يقول في سورة نوح { استغفروا ربكم إنه كان غفاراً . يرسل السماء عليكم مدراراً . ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً } " تفسير القرطبي " ( 18 / 301 - 303 ) باختصار.