نلاحظ دائما أننا عند التنفس يكون انسياب الهواء مختلفا في إحدى فتحتي
الأنف عن الأخرى، فهل هذه مشكلة
في الحقيقة أن هذا هو الوضع الطبيعي للأنف، وهي عملية لا إرادية يقوم
بتنظيمها الدماغ ويوزع الحمل بين المنخارين بالتناوب طيلة اليوم. وهذه
الآلية الجسمية اسمها العلمي هو الدورة الأنفية أو Nasal Cycle
وارتباط هذا الأمر في أذهاننا بالمرض هو بسبب أننا نلاحظ هذه الميكانيكية
في التنفس بوضوح عندما نصاب بالرشح أو الزكام فحين يقوم المخ بتضييق
إحدى الفتحتين كعادته يؤدي ذلك إلى انغلاق الفتحة تماما بسبب الحالة الغير
طبيعية للأنف حينها.
مالفائدة من هذه العملية التي يقوم بها الدماغ في تضييق وتوسعة فتحات الأنف
أولا يحتوي الأنف على سائل مخاطي ومستشعرات رائحة تحتاج أن تحافظ على
الرطوبة لكي تقوم بعملها بشكل طبيعي، وانسياب الهواء الكامل بشكل مستمر
يؤدي إلى الجفاف والتشقق والنزيف، فتساهم هذه العملية في حفظ الأنف من
كل ذلك بتوزيع الانسياب القوي والضعيف
ثانيا، الروائح نوعان، نوع يلتقطه الأنف بسرعة ونوع يحتاج أن يمر ببطء
على مستشعرات الرائحة في الأنف لكي يتم الاستشعار بشكل تام، فعندما تمر
رائحة من النوع سريع الالتقاط فيتم استشعارها في الجهة الأوسع، وعندما تمر
رائحة من النوع بطيء الاستشعار فيتم التقاطها بشكل أفضل في الفتحة المنغلقة
جزئيا بسبب بطء حركة الهواء مما يعطي المستشعرات فرصة أكبر في معالجة
الرائحة واستيعابها.