في اللغة العربية تُعرف كلمة كبائر بأنها جمع كلمة كبيرة والمقصود بها
الشيء الكبير العظيم ، والكبائر في الإسلام يُرمز بها إلى الذنوب الكبيرة
والعظيمة ؛ حيث قد قام علماء الأمة الإسلامية بتقسيم الذنوب إلى الصغائر
والكبائر ، وفيما يخص كبائر الذنوب ؛ فقد اختلفوا فيما بينهم في تحديد
عددها حيث أشعار بعضهم إلى الكبائر السبع وأشار البعض إلى أنهم تسع
كبائر وأشار البعض الاخر إلى أنم سبعمائة كبيرة ، ومن جهة أخرى ذهب
بعض العلماء إلى أنه لا يوجد حصر لعدد الكبائر .
كبائر الذنوب في القران
من أهم الذنوب العظيمة والكبائر التي وردت في القران الكريم ما يلي :
الشرك بالله
يُعد الشرك بالله تعالى هو أكبر الكبائر ، حيث قد ورد عن النبي ـ صلَّ الله
عليه وسلم ـ قوله :{ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ الإشراك بالله} متفق عليه
وجاء قول الله تعالى أيضًا : { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ
وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ } سورة المائدة [اية : 72] ،
وينقسم الشرك إلى الشرك الأصغر وهو الرياء ، والشرك الأكبر وهو عبادة
وتقديس غير الله تعالى .
قتل النفس
كما أن قتل النفس أيضًا يُعتبر من أكبر الكبائر التي نهانا عنها الخالق عز
وجل حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز : {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ
فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا
سورة المائدة [اية : 32] وقوله تعالى وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا
بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } سورة الأنعام [اية : 151]
عقوق الآباء
أمرنا الله تعالى بضرورة بر الوالدين في الصغر وعند الكبر والإحسان إليهما
وجعل رضاهم سبب أساسي في دخول الجنة وجعل عقوقهما أيضًا من الكبائر
حيث يقول الله تعالى : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا
يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا
كَرِيمًا } سورة الإسراء [اية : 23] .
عدم إقامة الصلاة
يقول رسول الله ـ صل الله عليه وسلم { إن بين الرجل وبين الشرك والكفر
ترك الصلاة } رواه مسلم ، ويقول عليه الصلاة والسلام : { العهد الذي
بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر } رواه أحمد ، ويقول الله تعالى :
فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً *
إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئاً }
سورة مريم [الآيات : 59 ، 60]
السحر
السحيُعتبر السحر من أكبر الذنوب والآثام التي يمكن أن يرتكبها أي شخص
وهو أحد صور الشرك بالله ، حيث أن السحرة يتصلون ويتقربون بالجن
وهو أمر حذرنا ونهانا عنه سيدنا محمد ـ صل الله عليه وسلم ـ حين قال :
{ من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد } رواه أبو داود .
أكل الربا
ويُعد الربا أيضًا من الكبائر التي حذرنا منها الله تعالى لأنه يُعتبر جور على
حقوق الاخرين ويترتب عليه انتشار الفساد والظلم والفقر في المجتمع ، وقد
قال الله تعالى في ذلك : { يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ
كَفَّارٍ أَثِيمٍ } سورة البقرة [اية : 276] .
أكل أموال اليتامى
اليتيم هو من مات عنه والده وهو لا زال لم يبلغ بعد ، ويُعد أكل مال اليتيم
من أشد الذنوب التي تورث الخزي والندامة في الدنيا والاخرة ، وقد قال الله
تعالى في القران الكريم : { إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ
فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا } سورة النساء [اية : 10] .
رمي المحصنات بالباطل
وهو قذف نساء المسلمين بمال ليس فيهن واتهامهم بارتكاب الذنوب والفواحش
دون وجود دليل على ذلك وإنما ظلمًا وبهتانًا ، وهي تُعد من أكبر الكبائر التي
نهى عنها الخالق عز وجل ، وفي أحد مواضع القران جاء قول الله تعالى :
{ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً
وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } سورة النور [اية : 4]