الثبات على الذنب
والاصرار علية
يحولة الى كبيرة
******
أخطر ما في الموضوع هو قول النبي عليه الصلاة و السلام فيما رواه ابن أبي شيبة في التوبة من حديث ابن عباس :
((لا صغيرة مع الإصرار))
[ابن أبي شيبة عن ابن عباس]
الذنب الصغيرُ الصغير الذي يبدو لك صغيراً
والذي تتوهم أنه صغير لو أنك رأيته صغيراً انقلب كبيراً
لو أصررت عليه
وداومت عليه
ولم تندم على فعله ، ولم تنو التوبة منه
هذا الذنب الصغير الذي لم تندم على فعله
وأصررت عليه وأردت أن تداوم عليه
هذا الذنب الصغير انقلب إلى كبيرة
لماذا ؟
لأن الذي يسير على طريق عريض عريض
وعلى يمينه واد سحيق
لو حرف مقود السيارة قيد أنملة وثبّت هذا الانحراف
لا بد من أن ينزل في الوادي
وأما الكبيرة لو حرف المقود تسعين درجة فجأة ينزل في الوادي
في النهاية الذي يثبت على خطأ طفيف
ولا يندم عليه
ولا ينوي الرجوع عنه
ولا يتوب منه
هذا الذنب الصغير إذا استمرأه الإنسان
وثبت عليه
و أصر عليه
ولم يتب منه صار حجاباً بين العبد وربه
فأخطر ما في الأمر
هذه الصغائر التي لم يندم فاعلها
عليها فتنقلب إلى كبائر .
عَنْ جَابِرٍ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
((إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ))
[مسلم عَنْ جَابِرٍ]
فالمسلم لا يُؤتى من الكبائر فهو بعيد عنها
وفي الأعم الأغلب القتل و السرقة
وشرب الخمر و الزنا
هذه الكبائر التي لا يختلف فيها اثنان
و لكن المشكلة في الذنوب التي نص عليها القرآن بأنها كبائر
أو الذنوب التي نصت عليها السنة بأنها كبائر
هذه الذنوب و تلك المعاصي يجب أن نكون على علم دقيق بها
فمثلا الإضرار بالوصية
أي إدخال الضرر على الورثة من خلال الوصية
فمن أوصى بوفاء دين موهوم غير صحيح بعد موته ليحرم ورثته
ولا سيما الإناث فقد أضرّ بالوصية
و من يضر بالوصية يفعل كبيرة وهو لا يدري
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
((إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ وَالْمَرْأَةُ بِطَاعَةِ اللَّهِ سِتِّينَ سَنَةً ثُمَّ يَحْضُرُهُمَا الْمَوْتُ فَيُضَارَّانِ فِي الْوَصِيَّةِ فَتَجِبُ لَهُمَا النَّارُ ثُمَّ قَرَأَ عَلَيَّ أَبُو هُرَيْرَةَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنْ اللَّهِ إِلَى قَوْلِهِ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ))
[الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]
انزعوا من أذهانكم أن الكبائر هي السرقة
و الزنا
وشرب الخمر
وقتل النفس
فقط ليس غير
إن الكبائر واسعة جداً
الذي يريد أن يغيِّر شرع الله
الذي يريد أن يعطي الذكور
و يحرم الإناث
الذي يريد أن يضر ورثته بوصية جائرة
فيها تصريح بدين خلبي موهوم
مثل هذا الإنسان يلقى الله وهو عليه غضبان
وفي نص الحديث الشريف تجب له النار .