المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 غلبة اليأس على أبناء الأمة الاسلامية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : غلبة اليأس على أبناء الأمة الاسلامية 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

غلبة اليأس على أبناء الأمة الاسلامية Empty
مُساهمةموضوع: غلبة اليأس على أبناء الأمة الاسلامية   غلبة اليأس على أبناء الأمة الاسلامية I_icon_minitimeالجمعة 5 أبريل 2013 - 18:59

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
=
غلبة اليأس على أبناء الأمة الاسلامية 23_07_2012_aa_05
غلبة اليأس على أبناء الأُمَّة:

قال
صاحبي والهمُّ يُقيمه ويُقعده، والكآبةُ تطويه وتنشره، لقيني وقد خيَّمت
على وجهه سحابةٌ، سحابةٌ من الحزن واليأس، انتابته كما انتابت كثيرين من
أبناء الإسلام في عصرنا هذا، وفي مرحلتنا هذه بالذات، صاحبي هذا ليس
فردًا، إنمَّا هو نموذجٌ لِكثيرينَ ممَّن أطفأ اليأس مصابيح الأمل في
قلوبهم، وقطع خيوط الرَّجاء في أنفسهم، وسُدَّت عليهم المنافذ، فلم
تَنْفُذ إليهم أشعَّة الأمل في المستقبل.

قال
صاحبي: أمَا لهذا اللَّيل من آخر؟ أمَا لهذا الإسلام من غدٍ يُشرق؟ تُشرق
شمسه، ويَطْلُعُ صباحه، ويَنْتَصِرُ فيه الحقُّ على الباطل، والهدى على
الضَّلال، والفضيلة على الرَّذيلة، وتعلو كلمة الله فيه على كلمة
الطَّاغوت.

انهزام المسلمين في مجالات كثيرة:

قال
صاحبي: طالما حدَّثتمونا أنَّ المستقبل لهذا الدين، وأنَّ الغد لهذا
الإسلام، وأنَّ للإسلام أيامًا مقبلة، وأنَّ القرن التَّاسع عشر إذا كان
قرن الرَّأسمالية، والقرن العشرين إذا كان قرن الشيوعية، فإنَّ القرن
الحادي والعشرين فهو قرن الإسلام.

طالما
حدَّثتمونا عن هذا، سمعناه منكم شفاهًا، وقرأناه لكم كتابةً، ولكن أين
هذا اليوم؟ ونحن نَنْهَزِمُ في كلِّ الميادين، ننهزم عسكريًّا، وننهزم
اقتصاديًّا، وننهزم قبل ذلك نفسيًّا أمام المعسكرات المعادية للإسلام، أمام
القوى المتربِّصة بنا، الصَّلِيبية تفعل فعلها، والصُّهيونية تعمل عملها،
والوثنيَّة تسير في طريقها، وكلُّ القوى تعمل، ولا نستطيع نحن أن نقاوم
ولا نفعل شيئًا.

الصليبيَّة ومحاربتها للإسلام:

ها هي الصليبية الجديدة تقيم المجازر في البوسنة والهرسك[1]،
وتشحذُ السَّكاكين بعد البوسنة والهرسك لكوسوفو ومقدونيا وألبانيا، ها هي
الصَّلِيبية تحاربنا في الفلبين، وتحاربنا في جنوب السودان، وتحاربنا تحت
علم الأمم المتحدة في الصومال، تحاربنا علانية، وتحاربنا مقنَّعة، وها هي
تنتصر.

مجازر الصليبية تقع على مشهد من العالم المتحضِّر ولا يفعل شيئًا:

الصليبيون
القدامى صنعوا مجزرةً عندما فتحوا القدس، ولكن لم يسمع الناس بها، غاصوا
في دماء الناس إلى الرُّكب، عشرات الآلاف قُتلوا، إلا أنَّ النَّاس كانوا
لا يسمعون بهذه المعارك، ولا يعرفونها، ولا يَرَوْنَهَا، عُرِفَت بعد ذلك
بفترة من الزمن.

أمَّا
اليوم فالمجازر التي يصنعها الصليبيون الجدد تُرى وتُسْمَع، وتقع على
مشهد من العالم، تنقلها الإذاعات، وتبثُّها التليفزيونات، والعالم
المتمدِّن العالم الجديد يرى ويسمع ويشاهد، فماذا صنع العالم؟ ماذا صنع
النظام العالمي الجديد، ماذا صنعت هيئة الأمم ومجلس أمنها؟ لم يصنعوا
شيئًا! إنهم يقولون ولا يفعلون، يهدِّدون ولا يُنَفِّذُون، يتكلَّمون
كثيرًا ولا يصنعون شيئًا.

سلبية المسلمون أمام هذه المجازر:

وماذا
صنعنا نحن المسلمين أمام هذه الأحداث؟ لم نصنع شيئًا، أين فاعلية المؤتمر
الإسلامي؟ أين إيجابية الجامعة العربية؟ لم نرَ شيئًا! الصَّلِيبِيَّة
تعمل عملها، الوثنيَّة تعمل عملها، دمَّروا مساجدنا، عذَّبوا إخواننا،
ذَبِحْ من تُذَبح، ولا نجد مَن يستنكر بصوت عالٍ، تَحْدُثُ الأحداث في
العالم العربي والعالم الإسلامي، ولا تقوم مَسِيرةٌ تحتجُّ، مَسِيرةٌ سلمية
ولو صامتة ترفع اللافتات! ما الَّذي حدث لهذه الأمة؟

انهزام المسلمين أمام الصُّهيونيَّة:

الصُّهيونيَّة،
انتصرت علينا عسكريًّا في بعض الحروب، ثمَّ ها هي تنتصر سياسيًّا،
وتجعلنا نرضى بالدُّون وبالقرار الهون، ونوافق على ما كنَّا نرفضه من قبل،
ونغيِّر كلَّ الثوابت، ونهزُّ كلَّ المقررات، ونغيِّر كلَّ المفاهيم، هذا
ما نراه بأعيننا، أين المستقبل إذن؟

مشكلات البلاد الإسلامية والعربيَّة كثيرة:

البلاد
الإسلامية والأقطار العربيَّة كلُّها تعاني من مشكلات داخليَّة، مشكلات
مستعصية، مشكلات بعضها عُضَال، بعضها قديم، وبعضها جديد، كلُّ البلاد
تعاني من مشكلات، تعاني مشكلات داخليَّة، وتعاني ضغوطًا خارجية.

بلاد الإسلام ترزخ تحت الدُّيون:

بلاد
الإسلام كلُّها ترزح تحت الدِّيُون، مليارات من الدِّيون، اسْتُدِينت
بالرِّبا الحرام، الذي آذن الله تعالى مرتكبيه بحرب من الله ورسوله، قال
تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا
بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا
فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ
رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} [البقرة:278،
279]، والذي لعن رسول الله آكله وموكله، وكاتبه، وشاهديه[2]. اسْتُدِينت بالرِّبا الحرام، بالمليارات، حتى البلاد الغنيَّة، بلاد الوفرة كما كانوا يسمُّونها، أصبحت تستدين.

حرب الخليج الأولى والثانية وأثرها على الأمَّة:

حرب
الخليج الأولى، وحرب الخليج الثانية عملت عملها، وأدَّت مهمَّتها، وكان
الحَصَادُ أن أموال المسلمين ضاعت، بسب بعض المجانين والحمقى والطغاة،
فعلوا الأفاعيل، فرُدَّ على هذه الأفاعيل بأفاعيل، وكانت النتيجة أن
هُدِّمت بلادنا بأيدينا وأموالنا، ثمَّ نبنيها أو يبنيها لنا الآخرون
بأموالنا، وكان من ذلك نفاذ خزائننا.

تمزُّق الأمة الإسلامية:

البلاد
الإسلامية العربية والإسلامية ممزَّقة شرَّ ممزَّق، سياسيًّا
واجتماعيًّا، الحكومات مختلفة، بل الشعوب مختلفة، بل الجماعات الإسلامية
في ما بينها مختلفة.

الفتنة بين الحكَّام والمحكومين:

وأشرُّ
الفتن التي أصبحنا نراها اليوم: تلك الفتنة بين الحكَّام والمحكومين، بين
أولي الأمر والرعية، بين السلطات من ناحية والدعاة والعاملين للإسلام من
ناحية أخرى، فهناك صراعات في بلاد شتَّى، تسيل فيها الدماء، في الجزائر،
وفي مصر، وفي غيرها. هكذا قال صاحبي، أظهر الصورة قاتمة، نظر بمنظار أسود
إلى ما يجري في داخل عالمنا الإسلامي وفي خارجه، القوى الخارجية اتَّفقت
كلُّها علينا.

الغرب يعادينا فكيف نحاوره؟

قال
لي صاحبي: هذا الغرب الذي تدعو إلى الحور معه في كتبك، كيف نحاوره، وهو
يحاول أن يَسفك دمائنا، ويهتك حُرُماتنا، ويُدمِّر علينا كلَّ قواعدنا؟!

هذا
الغرب اليوم يتخذُنا العدو الجديد، سقط العدو القديم، الاتحاد السوفيتي،
فأصبح العدو المنتظر، عدو المستقبل هو الإسلام، سمَّوْه الخطر الأخضر، بعد
زوال الخطر الشُّيُوَعِيِّ الأحمر، وبعد المصالحة مع الخطر الأصفر، الخطر
الصيني، الخطر الأخضر خطر الإسلام، هم يحذِّرون من هذا الخطر، ويُخوفون
منه، يُخوِّفون الحكَّام من هذا الخطر، ويقولون لهم: احذروا من
الإسلاميين، هؤلاء أعدائكم وأعداء المستقبل.

التخويف من الإسلام المعتدل:

ومن
الغريب أنهم اليوم قد غيَّروا النغمة، كانوا قديمًا يقولون لهم: احذروا
من المسلمين المتشدِّدين، الإسلاميين المتطرِّفين. أتدرون ماذا يقولون
اليوم؟ احذروا من الإسلاميين المعتدلين، احذروا من الإسلام المعتدل، إسلام
الوسطية، هذا هو الأشدُّ خطرًا؛ لأنهم أطول عمرًا، هذا هو الذي يتسلَّل
إلى العقول والقلوب، وهذا هو الذي يُقنِعُ النُّخبة، ويجتذب الخاصة، ويؤثر
في المثقَّفين، احذروا الإسلام المعتدل.

الإسلام لا يكون معتدلاً:

يقولون:
الإسلام عنيف بطبعه، لا يمكن أن يكون معتدلاً، إنه يبدأ معتدلاً ثمَّ
يتطرَّف، يتمسكن حتى يتمكَّن، فاحذروا من دعاة الاعتدال، واحذروا من
الإسلام كلِّه. وهذا هو سرُّ النغمة التي نقرؤها ونراها في كتابات، وفي
مقالات، وفي محاضرات للعلمانيين واللادينيين يقولون فيها: لا فرق بين
هؤلاء وأؤلئك، دعاة العنف ودعاة الاعتدال سواء، الإرهابيون والذين ينكرون
الإرهاب كلُّهم سواء. وكما يقول صاحب الأرجوزة:











هكذا يحكمون عليهم بالنيَّات، مَن لم يصنع شيئًا سوف يصنع في المستقبل.

حرمة اليأس والقنوط:

هذه
هي الصورة كما يراها صاحبي، وكما يراها كثيرون، ينظرون إلى الأمور تلك
النَّظرة اليائسة القانطة، فهل نقبل هذه النظرة؟ هل نقبل هذا القنوط وهذا
اليأس؟

إنَّ
اليأس من لوازم الكفر في ديننا، والقنوط من مظاهر الضلال، الله تعالى
يقول: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ
رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف:87]، {وَمَنْ
يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر:56]، نحن لا
نيأس ولا نقنط.

النظر إلى الصورة المضيئة لا الصورة المظلمة:

ولماذا
ننظر إلى الأمور بهذه الصورة؟ لماذا ننظر إلى الجانب السلبي ولا ننظر إلى
الجانب الإيجابي؟ لماذا ننظر إلى الجوانب المظلمة ولا ننظر إلى الجوانب
المضيئة، وما أكثرها؟ لماذا لا ننظر إلى الصحوة الإسلامية المعاصرة التي
هدى الله بها الملايين من الشباب والشابات؟

الجوانب المضيئة في الصحوة الإسلامية:

هذه الصحوة التي رأينا من آثارها: كيف عمرت المساجد بالمصلِّين في جميع الصلوات.

رأينا من آثارها: كيف ازدحمت مواسم الحجِّ ومواسم العمرة بالحجَّاج والمعتمرين.

رأينا من آثارها: انتشار الكتاب الإسلامي، واتِّساع دائرة قرَّائه.

رأينا من آثارها: قيام بنوك وشركات إسلامية في المجال الاقتصادي.

رأينا من آثارها: أعمالاً إسلامية في الجانب الإعلامي.

رأينا من آثارها: قيام مؤسَّسات اجتماعية خيرية إسلامية عالمية على مستوى القارات وعلى مستوى العالم.

رأينا
من آثار الصحوة الإسلامية: قيام الجهاد في أفغانستان. صحيحٌ أننا نبكي،
وتدمع أعيننا، وتدمى قلوبنا لما يحدث من خلافٍ هناك، ولكنَّنا موقنون أنهم
إن شاء الله سينتصرون على خلافاتهم، سينتصرون على المكائد التي تُكاد
لهم.

الصحوة أحيت الجهاد في الـأمَّة:

الصحوة
التي صنعت الجهاد في أفغانستان، الصحوة التي صنعت الجهاد في فلسطين،
وأنشأت المقاومة الإسلامية الباسلة، صنعت ثورة المساجد، وأطفال الحجارة،
وأشبال الحجارة، التي يقول بعضهم عنها: إنها حجارة لا تصيب العدو. الذين
كانوا يفخرون بهذه الحجارة من قريب، أصبحوا يقولون عنها: هي حجارة لا تصيب
العدو!

الصحوة وتديُّن المرأة المسلمة:

نحن
ينبغي أن نذكر الصَّحوة الإسلامية وما صنعت، كيف هدى الله بها الفتيات
والنساء، فارتدين الحجاب طوعًا بعد عقود من السنين، كانت المرأة المسلمة
فيها قد سبقت المرأة الغربية في التعرِّي والتكشٌّف، هذا كلُّه من صنع هذه
الصَّحوة.

القوة الذاتيَّة في الإسلام:

الإسلام
قوي إذن، بقي الاستعمار الفرنسي مائة وثلاثين عامًا في الجزائر، يحاول أن
يذوِّبها، أن يُلغِي شخصيَّتها الدينية والتاريخية، وذلك بمحاربة الإسلام
والعربيَّة، بجعل اللغة الفرنسيَّة هي لغة التَّعليم، وهي لغة الدَّوائر
الحكوميَّة، وهي لغة الحياة العامَّة.

قبعت
اللُّغة العربيَّة في أقلِّ مساحة ممكنة، في المدارس الدِّينيَّة وغير
ذلك، القوانين فرنسية، والتقاليد فرنسية، والثقافة فرنسية، والتعليم
والتربية فرنسيَّة، كلُّ شيء في الحياة أصبح فرنسيًّا، وقد ظنُّوا أن
الأمر قد استتبَّ لهم، وأنَّ قناة القوم لانت، واعتبروا الجزائر جزء من
فرنسا.

الإسلام أعظم مؤثر في جهاد الأمة:

ولكن
ها هو الجهاد الذي قام، وكان الإسلام أعظم مؤثِّر فيه يقلب الموازين
رأسًا على عقب، وتنتصر الجزائر، وتعود مستقلَّة، إنَّ الجزائر بعد أن
انتصرت، وكما تعوَّدنا دائمًا إن الإسلاميين يزرعون والعلمانيين
والاشتراكيين يحصدون، فقامت دولة اشتراكية ماركسية ديمقراطية إلى آخره،
ولكن الصحوة الإسلامية غيَّرت هذا كلَّه، وأصبح الشعب شعبًا إسلاميًّا في
كليته ومجموعة، الإسلام إذن قوي، لماذا لا نرى هذا كلَّه؟ لماذا ننظر إلى
الجوانب المظلمة، ولا ننظر إلى المجالات المشرقة، التي تجلَّت فيها قوَّة
الإسلام.

الإسلام لن يُهزَمُ أبدًا مهما كانت الشَّدائد:

الإسلام
لن يهزم أبدًا، لن تُنَكَّس أعلامه، لن تسقط راية لا إله إلا الله محمدٌ
رسول الله، لقد عوَّدنا الإسلام على مدار تاريخه كلِّه: أنَّه أشدُّ ما
يكون قوَّة حينما تحيط به الأزمات والشدائد من كلِّ جانب، منذ حروب
الرِّدة في عهد أبي بكر رضي الله عنه، ومنذ حروب التَّتار والصليبيين، إلى
عهود الاستعمار الجديد، انتصر الإسلام، لماذا لا نذكر هذا كلَّه؟

انتصار الإسلام على التتار:

في
القرن السابع الهجري الرابع عشر الميلادي جاء التَّتار ودخلوا بغداد، بعد
أن أسقطوا دولاً في طريقهم، وداسوا بخيولهم على جثث عشرات الآلاف،
ودمَّروا الحضارة الإسلاميَّة الشامخة في بغداد، وسالت الدماء أنهارًا،
وسال مداد الكتب حتى اسودَّت مياه دجلة، وكان الناس يقولون: إذا قيل لك إن
التتار قد انهزموا فلا تصدِّق.

ولكن
مع هذا انتصر الإسلام، انتصر الإسلام عسكريًّا على يد قطز بعد سنتين فقط،
سنة 656هـ سقطت بغداد أمام هؤلاء التتار، وفي سنة 658هـ كانت معركة عين
جالوت في الخامس والعشرين من رمضان، التي انتصر فيها قطز وجيشه المصري على
هؤلاء الذين لم تقُم لهم قائمة عسكرية بعد ذلك.

التَّتار يدخلون في الإسلام:

ثمَّ
انتصر الإسلام عليهم مرَّة أخرى، حينما دخلوا في الإسلام، الأمير السابع
من أمرائهم الأحد عشر دخل في الإسلام، وأعلن أن الإسلام هو دين الدولة،
كان إسلامهم في أول الأمر إسلامًا ضعيفًا، ثمَّ حسُن إسلامهم، وحكموا الهند
بعد ذلك، حكم المغول في الهند، وأقاموا حضارة يفخر بها أهل الهند أنفسهم،
لا زالت آثارها هي التي تُزار ممَّن يذهب إلى الهند من أنحاء العالم.

انتصار الإسلام دينيًّا:

انتصر
الإسلام في الماضي عسكريًّا، وانتصر الإسلام دينيًّا، وانتصر في هذا
القرن نفسه مرَّة أخرى، حينما دخل إلى جزيرة سومطرة في أندونسيا واستولى
عليها، وذهب إلى ماليزيا، دون جيش فاتح، دون سيفٍ يشهر، دون جندي يقاتل،
الإسلام انتشر عن طريق الدعوة في هذه البلاد، انتشر الإسلام بعد أن ظنَّ
الناس به الظنون، وبعد أن حسبوا أن بساطه قد طوي بعد سقوط بغداد.

الإسلام إذا ضُيِّق عليه انتصر في آخر:

ولكن
الإسلام دائمًا إذا سقطت له راية في مكان، ارتفعت له راية ورايات في
أماكن أخرى، وسرعان ما افتتح الإسلام مجالات أخرى، السلاجقة الذين كانوا
يقاتلون المسلمين، أصبحوا مسلمين، دخلوا في الإسلام اختيارًا، وأصبحوا من
أعظم ساسة الإسلام، وفتحوا المدارس، نظام الملك وغيرها من المدارس
الإسلامية المعروفة، افتتحها السلاجقة وأصبحوا يدعون إلى الإسلام بعد أن
كانوا يحاربون الإسلام.

العثمانيُّون يفتحون القسطنطينية:

وبعدهم
العثمانيون كذلك، لقد تبنَّوا الإسلام، وقادوا عساكره، حتى افتتحوا
القسطنطينية، مدينة هرقل، عاصمة إمبراطورية الروم الشرقية، إمبراطورية
بيزنطة، فتحها محمد بن مراد المعروف بمحمد الفاتح سنة 1453 ميلادية،
الإسلام طُرِدَ من الأندلس وافتتح القسطنطينية، الإسلام لا يمكن أن تغيب
شمسه، إذا غابت شمسه في بقعة، طلعت في بقعة أخرى، هكذا تعوَّدنا من تاريخ
الإسلام.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
غلبة اليأس على أبناء الأمة الاسلامية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: المنتدى العام :: قسم المواضيع العامة-
انتقل الى: