كان أغلب الناس وقتها يُعبّرون عنها بوجود جهات جاسوسية تابعة للحكام
والسلاطين تنقل الكلام لهم . ومع ذلك التعبير القديم يوجد تفسير آخر لهذه
المقولة وهو :
أنّ للجن نصيباً للعيش في بيوت بني البشر وعيش الجن في البيت يختلف
من بيت لآخر تبعاً للظروف .
فكلما كانت الظروف الدينية والاجتماعية جيدة كان الجن صالحون والعكس
صحيح .
ولقد ذكر الله تعالى حاسة السمع الخاصة بالجن كثيراً في كتابه ، منها :
1- قَالَ تَعَالَى : ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ﴾ -
[سُّورَةُ الْجِنِّ : 1.]
2- قَالَ تَعَالَى : ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ﴾ -
[سُّورَةُ الْأَحْقَافِ : 29.]
3- قَالَ تَعَالَى : ﴿وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ﴾ -
[سُّورَةُ الْجِنِّ : 9.]
وفي تلك الآيات الكريمة إشارة إلى أنّ الجن كانوا يسترقون السمع في
أعالي السماء قبل أن يمنعهم الله تعالى ، ناهيك عن استراقهم السمع في
الأرض وعن النظر إلى أجساد بني البشر : قَالَ تَعَالَى : ﴿إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ
وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ﴾ - [سُّورَةُ الْأَعْرَافِ : 27.] .
﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ﴾ -
[سُّورَةُ الْأَنْعَامِ : 128.]