حينما تقع عيناك لأول مرة على صورة لحيوان اللوريس البطيء ربما تحسبه
كائنا وهميا من تصميم خبير بارع في الخدع السينمائية للظهور في أحد الأفلام
الموجهة إلى الأطفال كشخصية ستثير حبهم وتعاطفهم على الفور.
وقد يبدو اللوريس البطيء فعلا أقرب إلى "دبدوب" خيالي بالغ اللطف، لكن هذا
المخلوق الحقيقي تماما هو الكائن السام الوحيد ضمن رتبة الرئيسيات، ففي داخل
فمه الصغير اللطيف تختفي صفوف من الأسنان الصغيرة الحادة يستعملها اللوريس
في الهجوم على فرائسه من الحشرات وفي الدفاع عن نفسه ضد المفترسات.
أما ما يمنح عضة اللوريس بعدا آخر تماما فهي الغدد السامة المختفية في باطن
ذراعه، والتي يلعقها اللوريس عند الشعور بالخطر لتسليح عضته بترسانة من
المواد الكيميائية التي تستطيع تحويل جرح صغير بالأسنان إلى تهديد حقيقي لحياة
المهاجم.
يقول براين فراي الأحيائي في جامعة كوينزلاند الأسترالية والمشارك في الدراسة
إنه "عادة ما تلجأ اللوريسات البطيئة إلى عضاتها السامة في مواجهة المفترسات
أو اللوريسات البطيئة الأخرى مسببة جروحا لا تشفى سريعا"