العابد
اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
| موضوع: لآلىء من السنة الأحد 20 سبتمبر 2020 - 5:48 | |
| ( إنما الأعمال بالنيات ) عن امير المؤمنين ابى حفص عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " انما الاعمال بالنيات ، وانما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه" ( رواه البخارى ومسلم ) شرح الحديث : هذا الحديث تفرد بروايته يحيى ابن سعيد الانصارى عن محمد بن ابراهيم التيمى ، عن علقمه بن ابى وقاص الليثى ، عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه . قوله صلى الله عليه وسلم : " انما الاعمال بالنيات " اختلفوا فى تقدير قوله :" انما الاعمال بالنيات " ، فكثير من المتأخرين يزعم ان تقديره الاعمال صحيحة ومقبولة بالنيات والاعمال انما اريد بها الاعمال الشرعيه المفتقرة الى النية . فأما ما لا يفتقر الى نية كالعادات من الاكل والشرب واللبس وغيرها مثل رد الامانات فلا يحتاج الى شئ من ذلك الى نية . وقوله صلى الله عليه وسلم : " وانما لكل امرئ ما نوى " إخبار انه لا يحصل له من عمله الا ما نواه به ، فإن نوى خيرا حصل خير ، وان نوى به شرا حصل له شر . *- واما ما ورد فى كلام السلف من الكلام على النية : فعن سفيان الثورى قال : " ما عالجت شيئا اشد علىّ من نيتى ؛ لانها تتقلب علىّ ". *- وعن يوسف بن اسباط قال : " تخليص النية من فسادها اشد على العاملين من طول الاجتهاد ". *- وقال الفضيل فى قوله تعالى : " ليبلوكم ايكم احسن عملا " قال : اخلصه واصوبه . وقوله صلى الله عليه وسلم : " فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه " . *- وأصل الهجرة : هجران بلد الشرك والانتقال منه الى دار الاسلام ، كما كان المهاجرون قبل فتح مكه يهاجرون منها الى مدينة النبى صلى الله عليه وسلم . فمن هاجر الى دار الاسلام حبا لله ورسوله واظهار دينه حيث كان يعجز عنه فى دار الشرك فهذا هو المهاجر الى الله ورسوله حقا ، وكفاه شرفا انه حصل له ما نواه من هجرته الى الله ورسوله لان حصول ما نواه بهجرته نهاية المطلوب فى الدنيا والاخرة . ومن كانت هجرته من دار الشرك الى دار الاسلام ، ليطلب دنيا يصيبها او امرأه ينكحها فى دار الاسلام ، فهجرته الى ما هاجر اليه من ذلك ،فالاول تاجر والثانى خاطب ، وليس بواحد منهما مهاجر . *- وفى قوله صلى الله عليه وسلم : " الى ما هاجر اليه " تحقير لما طلبه من امر الدنيا ، واستهانة به حيث لم يذكر بلفظه . هذا وسائر الاعمال كالهجرة فى هذا المعنى ، فصلاحها وفسادها بحسب النية الباعثة عليها كالجهاد والحج وغيرهما . اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا يا ربنا سببا لمن اهتدى وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
|
|