أهل السنة هم الذين يقتدون برسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -
الذين يصدق عليهم قول الله عز وجل : " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا
قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا" [ الأحزاب : 36 ] .
ويمتثلون قوله عز وجل : " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو
اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ۚ " [ الممتحنة : 6 ] .
وقوله : " فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا
فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " [ النساء : 65 ] .
أما أئمة أهل السنة فهم صحابة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -
والتابعون كسعيد بن المسيب ومحمد بن سيرين ومحمد بن مسلم الزهري
وتابع التابعين كسفيان الثوري وسفيان بن عيينة ومالك ابن أنس وأتباع
التابعين كالإمام الشافعي والإمام أحمد وهكذا الإمام البخاري رحمه الله تعالى
فهؤلاء يعتبرون أئمتنا وقدوتنا رحمهم الله تعالى .
والسني هو الذي يتمسك بكتاب الله وبسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى
آله وسلم - وليست السنة بالإدعاء نعم قد يكون الشخص سنياً وإن كان جاهلاً
ببعض سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إذا كان محباً للسنة
ومحباً لأهل السنة لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في
الصحيحين من حديث أنس : " المرء مع من أحب " ويقول : " أنت مع من
أحببت " .
فمن كان محباً لرسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ومحباً لأهل
السنة فإنه يكون من أهل السنة ، وإن كان يجهل شيئاً من سنة رسول الله -
صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
وأهل السنة بأجمعهم كلهم يؤمنون بأن الله مستوٍ على عرشه إستواءً يليق
بجلاله ويؤمنون بأن الله يُرى في الآخرة أما كونه مستوٌ على عرشه فلقوله
تعالى :
" الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ "[ طه : 5 ] وقوله : " إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ
الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ " [ فاطر : 10 ] .
وأما كونه يُرة فإن الله سبحانه وتعالى يقول : " وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَىٰ
رَبِّهَا نَاظِرَةٌ " [ القيامة : 22 - 23 ] والرسول - صلى الله عليه وعلى
آله وسلم - يقول كما في الصحيحين من حديث جرير بن عبدالله وأبي سعيد
الخدري وأبي هريرة والمعنى متقارب : " إنكم سترون ربكم كما ترون القمر
لا تضامون في رؤيته " أو بهذا المعنى .
ثم بعد ذلك أيضاً : الشخص لا يكون سنياً حتى يكون ماسكاً نفسه من الانجرافات
بعد ذوي الأهواء ، فالصوفي الغالي في التصوف لا يعتبر سنياً ، وهكذا أيضاً من
يقوم بالاحتفال بالموالد ، أو يقصر في العمل في سنة رسول الله - صلى الله عليه
وعلى آله وسلم - كأن يحلق لحيته ويتشبه بأعداء الإسلام هذا ليس سنياً وإن
كان لديه من السنية شيئ فسنيته مزعزعة .