حال الناس بغير التوحيد:
لقد كانت حياة الناس قبل دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لتوحيد
الله تعالى في حالة متردية من الجهل وعبادة الأصنام والأحجار
والطواغيت.
للتوحيد آثار عدة في حياة الإنسان من أهمها:
1ـ التوحيد يُعلق القلب بالله وحده، فينشرح الصدر، ويطمئن القلب
ويرضى بقضاء الله وقدره، قال الله سبحانه وتعالى : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ
صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ
أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) الزمر /22.
2ـ التوحيد هو الطريق الوحيد الذي يوصل سالكه إلى العبادة الصحيحة
التي يريدها الله جلّ وعلا من عباده.
3ـ التوحيد يؤدي إلى ولاية الله للعبد بحفظه ورعايته في دينه ودنياه
وآخرته، قال تعالى:
أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ.
يونس/62، 63
4ـ التوحيد يؤدي إلى هداية العبد، قال تعالى: (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ
وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) التغابن/11
5ـ التوحيد يخرج الإنسان من ظلمات الكفر والشرك والنفاق إلى نور التوحيد
والإيمان،
قال الله عز وجل: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
البقرة/257.
6ـ التوحيد يزيد الإيمان في القلب ويُكره الكفر والفسوق والعصيان، قال
تعالى : ( وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ
وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ) الحجرات/ 7 .
7ـ التوحيد يطهر القلب من الشكوك والوساوس والحيرة والضنك والضيق،
قال ربنا تبارك وتعالى : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً
وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) طه/ 124
ـ التوحيد يجعل للحياة قيمة ومعنى، فيوقن الموحّد أن الله لم يخلقه عبثاً
وسُدى، يقول الله تعالى:قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً
مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ
وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ الأنعام161-163.
(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَالتَّوَّابُ الرَّحِيمُ)