إنّ ممّا أنعم به الله سبحانه وتعالى على هذه الأمّة، ليلة وصفها الله تبارك
وتعالى بأنّها مباركة لكثرة خيرها وبركتها وفضلها. إنّها ليلة القدر، عظيمة
القدر، ولها أعظم الشّرف وأوفى الأجر، أُنزل فيها القرآن،
قال الله جلّ وعلا: “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ”
القدر:1-2.
وقال سبحانه وتعالى:{ “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ”} الدّخان:،
وهذه اللّيلة، هي في شهر رمضان المبارك ليست في غيره، قال الله تعالى:
“شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ” البقرة.
نوّه الله عزّ وجلّ بشأن ليلة القدر وأظهر عظمتها،
فقال جلّ وعلا: {“وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ”}
القدر.
فالعبادةُ فيها أفضَلُ عند اللهِ مِن عبادة ألفِ شَهرٍ، ليس فيها ليلةُ القَدرِ، وألفُ
شَهرٍ تَعادِلُ: ثلاثًا وثمانينَ سَنَةً وأربعةَ أشهُرٍ.
يُشرَعُ الدُّعاءُ فيها والتقَرُّبُ به إلى اللهِ تبارك وتعالى.
الدَّليل منَ السُّنَّة عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: ((قلتُ: يا رسولَ اللهِ،
أرأيتَ إنْ عَلِمْتُ أيُّ ليلةٍ ليلةُ القَدرِ، ما أقولُ فيها؟ قال: قُولي: اللَّهُمَّ، إنِكَّ
عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فاعْفُ عَنِّي)).
ليلةُ القَدْرِ في العَشْرِ الأواخِرِ مِن رَمَضانَ، وهي في الأوتارِ أقرَبُ مِنَ الأشفاعِ،
عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:
((تَحَرَّوْا ليلةَ القَدْرِ في الوِترِ مِنَ العَشرِ الأواخِرِ مِن رَمَضانَ)) .
عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:
((التَمِسُوها في العَشرِ الأواخِرِ مِن رمضانَ، ليلةُ القَدْرِ في تاسعةٍ تبقى،
في سابعةٍ تبقى، في خامسةٍ تبقى)) .
اللهم بلغنا ليلة القدر وأرزقنا قيامها على الوجه الذي يرضيك عنا اللهم انك
عفو تحب العفو فاعفو عنا.،