الأنسان والنار وُلِدا في حقبة من الزمان تكاد تكون واحدة يُثبت ذلك كونُ
النار العنصر الأوّل الذي وفرّ للأنسان سيطرتة على كائنات الحيّة الأخرى.
يستحيل علينا تحديدُ الزمان الذي شبَّت فيه النار بين أنامل البشرالأَوَّلين ,
ولقد حصل ذلك بالتأكيد منذ مئات آلاف السنين . قد يكون أوّل جهدٍ بذله
اجدادُنا الأقدمون_ ونحن في هذا المجال لانسطيع أن نتعدَّى نطاقَ التخمين
هو الأستيلاء على النار التي أشعلتها الشمس أو البرق أو البركان والأحتفاظ
بها مخزونةً في بعض الجمرات , تغذَّيها بعضُ الطحالب والأعشاب اليابسة ؟
باستيلائه على النار توفَّر للأنسان السلاحُ الرهيب الذي يُبعد الضواري والأداة
السحريّة التي تطرد البردَ وتهزم الليل . بها استطاع طبخ طعامه وإذابة الزجاج
وشُغلَ المعادن . كيف تمكّن الأنسانُ من صنع النار ؟ استنادًا إلى الطرق التي
لاتزال متَّبَعَةً حتى اليوم , لدى بعض القبائل البدائية حصل له ذلك بحجكَّ بعض
الأخشاب الشديدة الجفاف حكاً سريعاً مثابراً . وممّا لاشك فية أنَّ أنسان الحقبَة
وفي أصقاعٍ أُخرى من الأرض , قد يكون ولَّد بقرع قطعتين من الحجر الصوان
تلك الشرارة التي أشعلت في بعض الطحالب والأعشاب الجافّة .
أستعمل الأغريق وكذالك الهنود الذين سبقوا ظهور الأزتيك في المكسيك ,
خصائص المرايا المقعَّرَة وحتى العدسيَّات الزجاجية لألهاب القطن بحرارة
الشمس .أما قدّاحات الصُوفان والبنزين والغاز , وعيدان الثقاب والقدّحات
الكهربائيّة أو الأكترونّية فهي وسائل التقنيّة الحديثة التي وُضِعت تحت تصرفُّنا
لأضرام النار .