جلس رجل ﻋﻠﻰ شاطئ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻟﻴﻼ قبل ﺍﻟﻔﺠﺮ .. ﻓﻮﺟﺪ
كيساً مملوء ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺭة ..
ﻓﻤﺪ ﻳﺪﻩ ﻭأخذ ﺣﺠرا ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﻭألقاه ﻓﻰ اﻟﺒﺤﺮ ﻓأعجبه ﺻﻮﺕ
ﺍﻟﺤﺠﺎﺭة ﻭﻫﻰ ﺗﻘﺬﻑ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ، فأعاد ﺍﻟﻜَﺮّة ﻣﺮة أخرى...
وظل يقذف الحجارة ﻓﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ .. ﻷﻥ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﻘﻂ ﻓﻰ
ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟرجل، ﻭﻛﺎن ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻗﺪ ﺍﻗﺘﺮﺏ، ﻭﺑﺪأ ﻳﺘﻀﺢ
ما فى ﺍﻟﻜﻴﺲ ﺍﻟﺬﻯ ﺑﺠﻮﺍﺭه .. ﺣﺘﻰ ﻣﺎ ﺑﻘﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﻜﻴﺲ إلا حجر واحد ..
ﻭﻗﺪ أﺷﺮﻗﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ..
ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﺍﻟﻰ ﻫﺬا ﺍﻟﺤﺠر:
ﻓﻮﺟﺪه "ﺟﻮﻫﺮة" ﻭﺍﻛﺘﺸﻒ أن ﻛﻞ ﻣﺎ ألقاه فى البحر ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻛﺎﻧﺖ
"ﺟﻮﺍﻫﺮ" ﻭﻟﻴست ﺣﺠارة..
ﻭﻇﻞ الرجل ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻨﺒﺮة ﻧﺪﻡ:
ﻳﺎﻟﻐﺒﺎﺋﻰ
ﻛﻨﺖ أﻗﺬﻑ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮ ﻋﻠﻰ
أﻧﻬﺎ ﺣﺠﺎﺭة ﻷﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺼﻮﺗﻬﺎ ﻓﻘﻂ
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ أﻋﻠﻢ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻣﺎ فرطت فيها هكذا
للأسف الشديد كلنا هذا الرجل:
- ( كيس ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮ) ﻫﻮ العمر الذي نلقي به ساعة وراء ساعة
دون فائدة ..
-- (ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻤﺎﺀ) هو متاع الدنيا الزائل وشهواتها ..
-- ( ظلام الليل) هو الغفلة التى نعيشها ..
-- (ظهور الفجر) هو ظهور الحقيقة "فكشفنا عنك غطاءك" ..
وذلك عند الموت حيث لارجعة
من الآﻥ ﻛﻦ ﻳﻘظا
ولاتضيع أوقاتك وجواهرك بلا فائدة .. فتندم حيث لاينفع الندم ..
.. هدانا الله وإياكم، وأيقظنا من غفلتنا، وبصرنا بالحقيقة