من أشهر الأمثال العربية لما يدل عليه من قيمة إنسانية تحذر الإنسان
وتعظه بأن لا يغدر بأخيه الإنسان لأن في ذلك مضرة لكليهما.
وعن قصة هذا المثل فيقال أن هناك أخان أحدهما تاجر كبير غنى، والآخر
أعمى فقير، وكان الأخ الغني قد اعتاد أن يجلس بالقرب من باب دكانه يتسامر
مع مجموعة من أصدقاءه التجار، وكان أخاه الفقير الأعمى يمر من أمامهم
كل يوم، يضرب الأرض بعصاه، وعندما يلتفت التجار والناس يخجل أخاه
الثري منه ومن حاله، وقرر أن يتخلص منه في ذات يوم، فاستدعى خدمه
وطلب منهم أن يقوموا بحفر حفرة كبيرة عندما يسدل الليل ستاره، وعندما
يمر الأعمى من باب الدكان في طريقه لصلاة الفجر يقع في الحفرة، ثم يأتي
الخدم ويلقون عليه التراب ويدفنوه، وبالفعل قام الخدم بحفر الحفرة، وعندما
حان وقت صلاة الفجر قام الرجل الغني وخرج من منزله ومر من أمام الدكان
ناسيا أمر الحفرة، فوقع فيها، ولم يميزه الخدم في الظلام، وظنوا أنه الأخ
الأعمى فسارعوا وطمروا الحفرة بالتراب وفي الصباح لم يأتي الرجل الغني
لفتح الدكان، ووقف العمال والخدم في بابها ينتظرونه، وإذا بالرجل الأعمى
يأتي من بعيد يضرب الأرض بعصاه، دهش الخدم ونظروا في وجوه بعضهم
البعض، وقال أحدهم: "حفر حفرة لأخاه فوقع فيها"، ويقال أن هذه الجملة
أصبحت مثلا عربيا يدل على أن الغدر والخيانة، والانتقام تلقي شرورها على
صاحبها.