سمك المنشار أول كائن يتكاثر عذريا في الطبيعة
2015أصبحت سبع سمكات منشار في فلوريدا أول حيوانات تخرج من ولادة
عذرية (بدون تخصيب من ذكر) في بيئتها الطبيعية وبدون مساعدة البشر.
ويشير هذا الاكتشاف إلى أن طرق التكاثر تلك ربما تكون رد فعل طبيعي
لتراجع أعداد واقترابها من الانقراض.
وتوصل علماء البيئة إلى هذه النتائج أثناء دراسة التنوع الوراثي في أنواع مهددة
بالانقراض.
وقال العلماء إن هذه الولادات ربما تكون أكثر شيوعا مما كان يعتقد في السابق،
ونشرت النتائج في دورية كورنت بيولوجي.
هل هو شيوع مفاجئ؟
يوجد الكثير من الأنواع التي يمكن لحيوان واحد التكاثر بمفرده، منها بعض
أنواع السحالي الأمريكية، لكن هذا يحدث في السر بمساعدة البشر.
لكن بالنسبة لحيوان يتكاثر من خلال التزاوج، فإن الولادة العذرية في البيئة
الطبيعية بدون تلقيح خارجي أمر غريب وغير مألوف.
وحتى الآن فإن بعضا من الحيوانات تكاثرت بصورة فردية من خلال الولادة
العذرية في الأسر، وتشمل القائمة أسماك قرش وثعابين وسحلية التنين كومودو
والديك الرومي، وكل هذه الأنواع كانت تتكاثر من خلال التزواج.
وفي عام 2012 كشفت مجموعة من الباحثين الأمريكيين حفرة بها اثنتين من
الأفاعي الحوامل في البرية، وكانت كل أفعى تحمل في أحشائها ثعابين صغيرة
(داخل البيض)، وظهر أنها حملت بها بدون وجود ذكر.
وسمكة المنشار ذات شكل غريب ولها مقدمة طويلة في رأسها لها سنون تشبه
المنشار وتنمو حتى يصل طولها إلى أربعة أمتار، وتعد أول الأنواع الحية التي
كانت تتكاثر من خلال التزاوج الجنسي الطبيعي، لكن عثر على صغارها الذين
ولدوا بطريقة عذرية يعيشون بحرية وبصحة جيدة في بيئتها الأصلية.
وأكد أندرو فيلدز، الباحث في جامعة ستوني بروك بنيويورك، على أن هذا
الاكتشاف لم يكن متوقعا بالمرة، وجاء أثناء استطلاع حياة مجتمع سمكة المنشار
في مياه جنوب غرب فلوريدا.
وقال فيلدز :"كنا نجري كشف روتيني على الحمض النووي (دى ان اية)
للحصول على بصمة سمك المنشار بالمنطقة في إطار البحث عما إذا كان
الأقارب يتكاثرون غالبا من التزاوج مع أقارب آخرين في مجتمعهم الصغير حجما."
وكشفت بصمة الحمض النووي عن نتائج مفاجئة، وهي أن إناث سمك المنشار
تتكاثر أحيانا دون حتى الحاجة للتزواج، وفقا للباحث الأمريكي.
ومن بين 190 سمكة فحصها الباحثون، عثروا على 7 أشار حمضها النووي
إلى أنها ولدت بدون آباء، وكان لديها نسخ متطابقة من 14 جينا من حوالي
16 جينا فحصها العلماء لمعرفة ما إذا كانت تلك الأسماك جاءت من تكاثر
جنسي طبيعي.
وخلص الباحثون إلى أن فرصة وجود تماثل لكل هذه الجينات في الحيوانات أقل
من واحد لكل 100 مليار.
لذلك ظهر أن السمكات السبع جميعا إناث، خمس سمكات شقيقات كن قد خرجن
من بيضات مخصبة ذاتيا بدون تلقيح خارجي لتتحول إلى أجنة.
ويعتقد الباحثون أن هذا الأمر يحدث في الفقاريات عندما تمتص البيضة خلية
متطابقة من شقيقتها.
ولأن السلالة التي تنتج عن هذه العملية يكون تنوعها الجيني أقل من السلالات
الناتجة عن التزاوج الجنسي، فإن فرصهم في البقاء أحياء منخفضة جدا في
الواقع. ولكن السمكات السبع في تلك الدراسة عاشت حتى بلغ عمرها عام
كامل، وكان حجمها طبيعيا وتنمو بشكل جيد.