من كنوز الحب الإلهي

قال تعالي (والذين آمنوا أشد حبا لله) سورة البقرة الآية165
ويروي عن الرسول الكريم عليه افضل الصلوات واتم التسليم
(اللهم إني اسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغني حبك
اللهم اجعل حبك احب الي من نفسي واهلي ومن الماء البارد)
في القرن الثاني الهجري تتأكد فكرة حب الله من خلال شخصية
التفت حولها القلوب والعقول هي شخصية رابعة العدوية التي
ظهرت في البصرة داعية بدعوة جديدة هي دعوة التقرب الي الله
عن طريق حبه
تقول رابعة
احبك حبين حب الهوي
وحبا لانك اهلا لذاكا
فاما الذي هو حب الهوي
فشغلي بذكرك عمن سواكا
واما الذي انت اهل له
فكشفك لي الحجب حتي اراكا
فلا الحمد في ذا ولاذاك لي
ولكن لك الحمد في ذا وذاكا
وفي موضع آخر من شعرها
تقول رابعة
ياسروري ومنيتي وعمادي
وانيسي وعدتي وعتادي
انت روح الفؤاد انت رجائي
انت لي مؤنس وشوقك زادي
انت لولاك ياحياتي وانسي
ما تشتت في فسيح البلاد
كم بدت منة وكم لك عندي
من عطاء ونعمة واياد
حبك الآن بغيتي ونعيمي
وجلاء لعين قلبي الصادي
ليس لي عنك ما حييت براح
انت مني ممكن في الفؤاد
ابن عربي وتجلياته الروحية
عندما تنتقل التجربة الصوفية في التعبير عن الحب الالهي الي
محي الدين بن عربي تزداد لغتها قوة وحرارة ورصانة وتمتلئ
بالتعابير والرموز التي يتطلب فهمها واستيعابها شروحا وافاضات
تفتح مغاليق ذلك العالم الفسيح الذي يحلق فيه ابن عربي،فالعاطفة
وليس العقل هي السبيل للوصول الي الله والحب البشري كما يبدو
في اثاره طريق الي الحب الالهي اذا الجمال في الخليقة مرآة جمال
الله والاصل في خلق الكون هو الجمال الالهي ،كما جاء في الحديث
القدسي (كنت مخفيا فأردت ان اعرف ،فخلقت الخلق،فبي عرفوني)