سم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على اشرف خلقه وأكرم بريته محمد واله
ها نحن اليوم بين يدي نبي من الأنبياء العظام ألا وهو لوط ﴿عليه السلام﴾ هذا النبي الذي بلغ ونصح في قومه من اجل سعادتهم وفوزهم في الدنيا والآخرة وكان قومه مبتلين بعمل سئ ألا وهو (اللواط) وهذا العمل الشنيع قد استمر عليه قوم لوط ﴿عليه السلام﴾ إلى أن أهلكهم الله تعالى على يد أمينه جبرائيل ﴿عليه السلام﴾ ولنقرأ جميعا هذه القصة التي رويت عن الإمام الباقر ﴿عليه السلام﴾
*عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر ﴿عليه السلام﴾: كان رسول الله ﴿صلى الله عليه واله﴾ يتعوذ من البخل؟ فقال: نعم يا أبا محمد في كل صباح ومساء، ونحن نتعوذ بالله من البخل، الله يقول:" ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " وسأخبرك عن عاقبة البخل، إن قوم لوط كانوا أهل قرية أشحاء على الطعام، فأعقبهم البخل داء لا دواء له في فروجهم، فقلت: وما أعقبهم ؟ فقال: إن قرية قوم لوط كانت على طريق السيارة إلى الشام ومصر، فكانت السيارة تنزل بهم فيضيفونهم، فلما كثر ذلك عليهم ضاقوا بذلك ذرعا بخلا ولوما،فدعاهم البخل إلى أن كانوا إذا نزل بهم الضيف فضحوه من غير شهوة بهم إلى ذلك، وإنما كانوا يفعلون ذلك بالضيف حتى ينكل النازل عنهم، فشاع أمرهم في القرى وحذر منهم النازلة فأورثهم البخل بلاء لا يستطيعون دفعه عن أنفسهم من غير شهوة لهم إلى ذلك،حتى صاروا يطلبونه من الرجال في البلاد ويعطونهم عليه الجعل. ثم قال: فأي داء أدأى من البخل ولا أضر عاقبة ولا أفحش عند الله عزوجل ؟
قال أبو بصير: فقلت له: جعلت فداك فهل كان أهل قرية لوط كلهم هكذا يعملون ؟ فقال: نعم إلا أهل بيت من المسلمين أما تسمع لقوله تعالى: " فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين "
ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): إن لوطا لبث في قومه ثلاثين سنة يدعوهم إلى الله عزوجل ويحذرهم عذابه، وكانوا قوما لا يتنظفون من الغائط، ولا يتطهرون من الجنابة، وكان لوط ابن خالة إبراهيم، وكانت امرأة إبراهيم سارة اخت لوط، وكان لوط وإبراهيم نبيين مرسلين منذرين، وكان لوط رجلا سخيا كريما يقري الضيف إذا نزل به، ويحذرهم قومه، قال: فلما رأى قوم لوط ذلك منه قالوا له: إنا ننهاك عن العالمين، لا تقر ضيفا ينزل بك إن فعلت فضحنا ضيفك الذي ينزل بك وأخزيناك، فكان لوط إذا نزل به الضيف كتم أمره مخافة أن يفضحه قومه، وذلك أنه لم يكن للوط عشيرة ;
قال: ولم يزل لوط وإبراهيم يتوقعان نزول العذاب على قومه، فكانت لابراهيم وللوط منزلة من الله عزوجل شريفة، وإن الله عزوجل كان إذا أراد عذاب قوم لوط أدركته مودة إبراهيم وخلته ومحبة لوط فيراقبهم فيؤخر عذابهم.
قال أبو جعفر ﴿عليه السلام﴾: فلما اشتد أسف الله على قوم لوط وقدر عذابهم وقضى أن يعوض إبراهيم من عذاب قوم لوط بغلام عليم فيسلى به مصابه بهلاك قوم لوط فبعث الله رسلا إلى إبراهيم يبشرونه بإسماعيل، فدخلوا عليه ليلا ففزع منهم وخاف أن يكونوا سراقا، فلما رأته الرسل فزعا مذعورا قالوا: سلاما، قال: سلام إنا منكم وجلون قالوا لا توجل إنا رسل ربك نبشرك بغلام عليم.
قال أبو جعفر ﴿عليه السلام﴾:والغلام العليم هو إسماعيل من هاجر، فقال: إبراهيم للرسل: أبشر تموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون ؟ قالوا: بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين، فقال إبراهيم: فما خطبكم بعد البشارة ؟ قالوا: إنا ارسلنا إلى قوم مجرمين قوم لوط إنهم كانوا قوما فاسقين، لننذرهم عذاب رب العالمين.
قال أبو جعفر ﴿عليه السلام﴾: فقال إبراهيم ﴿عليه السلام﴾ للرسل: إن فيها لوطا ! قالوا: نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله أجمعين، إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين....
ولنا تكملة ثانية حول هذا الموضوع نرجئه الى القسم الثاني ان شاء الله تعالى
والحمد لله اولا واخرا