اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 25369 تاريخ التسجيل : 08/03/2010 المزاج : رايق !!
موضوع: قصة لوحه الإثنين 27 مارس 2017 - 20:41
لأكثر من مائة عام، ما تزال المرأة الظاهرة في هذا البورتريه لغزا. وكثيرا ما يشار إليها، لسبب ما، بالغريبة أو المجهولة. وبسبب هذا الاسم ظهرت الكثير من القصص والأساطير. رسم ايفان كرامسكوي في البورتريه امرأة بملامح ارستقراطية ولباس باذخ وهي تجلس في عربة فوق جسر انيشكوف في سانت بطرسبيرغ ومع مرور الزمن، اكتسبت اللوحة هالة من الغموض وأصبحت إحدى أشهر اللوحات في الفنّ الروسي. وقد استُنسخت عددا لا يُحصى من المرّات. كما أنها تتمتّع بشعبية كبيرة خارج روسيا، خاصّة في اليابان وفي الصين وكوريا. غير أن الجمال والفخامة والمظهر الملوكي واللامبالاة والغموض، وربّما الغطرسة، لا يمكن أن يحجب إحساسا بعدم الأمان. الرسّام قد يكون أراد من خلال اللوحة أن يثير سؤالا عن مصير الجمال في واقع غير مثالي. نظرات الاحتقار المرسومة على وجه المرأة قد تكون ردّ فعلها على أولئك الذين لا يقدّرون جمالها ولا يستحقونه. بورتريه امرأة مجهولة يمكن أن تراه في كلّ شيء تقريبا، من غلاف رواية آنا كارينينا، إلى علب الشوكولاتة الأنيقة، إلى بطاقات التهنئة بالمناسبات الاجتماعية. ومن الواضح أن اللوحة رُسمت في غرفة، بينما أضيفت إليها الخلفية والشارع لإعطاء انطباع بأنها مرسومة في الهواء الطلق. في مذكّراته وأوراقه التي تركها بعد وفاته، لم يكتب كرامسكوي شيئا عن المرأة أو عن هويّتها. لكن شاعت في ما بعد قصّة تقول إن اللوحة تصوّر فتاة فلاحة تزوّجت من سيّدها النبيل الذي كان قد رآها في سانت بطرسبيرغ فأسره جمالها. لكن بعد الزواج السعيد أحسّت الفتاة بالضيق من حقيقة أن الناس أصبحوا يسيئون فهمها بسبب جمالها المبهر وجاذبيّتها غير العادية. كان اسم الفتاة ماترونا . وكان الرسّام يتردّد على بيت عائلتها من وقت لآخر قبل ان تتزوج الجمال بالطبع لا يمكن إلا أن يثير اهتمام فنّان مثله. عندما أتمّ كرامسكوي رسم اللوحة، اشتراها منه بافيل تريتيكوف الذي ضمّها إلى مجموعته الخاصّة. كان تريتيكوف قد أسّس متحفه قبل ذلك بخمسين عاما، إلا انه لم يخاطر بعرضها فيه وفضّل أن يحتفظ بها في مستودع، ربّما لأنه كان يعرف الهويّة الحقيقية للمرأة. سيّدة ارستقراطية؟ امرأة ساقطة؟ أرملة امبراطور قتيل؟ امرأة آتية من عصر آخر مختلف؟ لا أحد يعرف على وجه اليقين هويّة امرأة كرامسكوي المجهولة. المهم أن اللوحة تحوّلت بمرور الوقت إلى أيقونة، بينما يصفها البعض بالموناليزا الروسية. وأصبحت بطلتها رمزا لجيل من النساء اللاتي لم يستطعن أن يتكيّفن مع منظومة القيم الاجتماعية القديمة.