اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 37678 تاريخ التسجيل : 25/02/2010 الموقع : ايطاليا العمل/الترفيه : دكتورة صيدلانية وافتخـــر المزاج : الحمد لله
موضوع: الحديث في برّ الوالدين الثلاثاء 20 ديسمبر 2016 - 19:14
معنى البرّ : ما كان ضدّ العقوق وقال ابن الأثير: البِرُّ بالكسر الإحسان، ومنه الحديث في برّ الوالدين وهو في حقّهما وحقّ الأقربين من الأهل ضدّ العقوق: وهو الإساءة إليهم والتضييع لحقهم. وبرّ الوالدين يشمل الإحسان إليهما بالقلب، والقول، والفعل تقرّباً إلى الله تعالى ..ويقابله عقوق الوالدين ويعني إغضابهما من خلال ترك الإحسان إليهما وقيل أنّ عقوق الوالدين هو كلّ فعل يتأذَّى منه الوالدان مع كونه ليس من الأفعال الواجبة ولقد أمرنا الله سبحانه وتعالى ببرّ الوالدين ومعاملتهما بالحسنى واخفض الجناح لهما، ومخاطبتهما بطريقة ليّنة وقد حرّم سبحانه وتعالى كلّ الأعمال التي تكون عكس ذلك قال الله سبحانه وتعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً) سورة النّساء، 36 وقال الله سبحانه وتعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إيّاه وبالوالدين إحساناً إمّا يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً * واخفض لهما جناح الذّل من الرّحمة وقل رب ارحمهما كما ربّياني صغيراً) سورة الإسراء، 23-24 . لقد أولى الإسلام الوالدين اهتماماً بالغاً حيث جعل طاعتهما وبرّهما من أفضل القربات إلى الله تعالى ونهى كذلك عن عقوقهما، وشدّد على هذا الأمر كثيراً كما ورد في القرآن الكريم قوله سبحانه وتعالى: " وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّل مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً "، الإسراء/23 . وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بأن نعبده ولا نشرك به شيئاً وقد قرن برّ الوالدين بذلك، وكلمة القضاء في الآية السّابقة جاءت بمعنى الوجوب، والإلزام، والأمر كما أنّه سبحانه وتعالى قد قرن شكرهما بشكره في قوله سبحانه وتعالى: " أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ "، سورة لقمان، 14 فإنّ الشّكر لله سبحانه وتعالى يكون على نعمة الإيمان وأمّا شكر الوالدين فيكون على نعمة التّربية الصّالحة وقد قال سفيان بن عُيينة: " مَنْ صَلَّى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فَقَدْ شَكَرَ اللَّهَ تَعَالَى وَمَنْ دَعَا لِوَالِدَيْهِ فِي أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ فَقَدْ شَكَرَهُمَا ". وقد ورد في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود قال: " سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الأَْعْمَال أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَل؟ قَال: الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا قَال: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَال: بِرُّ الْوَالِدَيْنِ قال: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَال: الْجِهَادُ فِي سَبِيل اللَّهِ "، رواه البخاري . فقد أخبرنا النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - أنّ برّ الوالدين من أفضل الأعمال بعد الصّلاة والتي هي دعامة من دعائم الإسلام وقد قدّم الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم - برّ الوالدين في الحديث على الجهاد حيث أنّ برّ الوالدين فرض عين، ولا ينوب عنه فيه أحد آخر فقد قال رجل لابن عبّاس: " إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَغْزُوَ الرُّومَ، وَإِنَّ أَبَوَيَّ مَنَعَانِي. فَقَال: أَطِعْ أَبَوَيْكَ، فَإِنَّ الرُّومَ سَتَجِدُ مَنْ يَغْزُوهَا غَيْرَكَ " ولا يختصّ برّ الوالدين بكونهما مسلمين بل حتى ولو كانا كافرين فإنّه يجب عليه أن يبرّهما ويحسن إليهما ما لم يأمراه بشيء فيه شرك أو معصية للخالق قال سبحانه وتعالى: " لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ "، سورة الممحتنة، 8 .