اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: الحنين إلى أيام زمان الخميس 1 ديسمبر 2016 - 6:21
الحنين إلى أيام زمان صار عشقا فى هذه الأيام من كل الأعمار بداية من الشباب إلى كبار السن.. والغريب فى الأمر أن يبحث شباب العشرينات عن أيام الزمن الجميل.. هل بسبب عدم اهتمام الحكومات السابقة بالشباب؟.. إما نتيجة لفقدان الهدف أو لما يقدم لهم من رداءة وهبوط فى المستوى من حيث الفن والثقافة اللتين تغيب عنهما روح الوطنية والمحلية والحب العذرى.. ومعظمها مقتبس من الغرب مع حشو مشاهد الإسفاف. أما الكبار فدائمًا ما يحنون إلى أيام الطفولة والشباب وساعات المرح.. لأن الذاكرة تلتصق بها الخصوصية السعيدة من تجمع الأهل والأصدقاء والأحباء.. واليوم نرى هذه الحميمية ومظاهر التراحم تتلاشى تدريجيا رغم أن الماضى كان يعج بالحروب، ولكن صور الترابط والإخوة لا تفارق أى حى أو حارة أو قرية فى جميع ربوع مصر، وخاصة فى أيام رمضان والأعياد، حيث ترتفع درجة حرارة الود فيما بين المسلمين وبين المسلمين والمسحيين.. ولا تخلو الذكريات مع الشهر الكريم بالانتصارات بداية من غزوة بدر إلى حرب العزة والكرامة.. حرب العاشر من رمضان.. والتصقت الأخيرة بلحظة الفرحة الغامرة من جميع أفراد الشعب مع التهليل والتكبير. ولكن هل نستطيع أن نقول «للزمان إرجع يا زمان» ونرجع معها «اللمَّة» الحلوة والعطاء بلا حدود بين الجيران والغنى والفقير وأغانى أم كلثوم وعبد المطلب فى أغنيته «من السيدة لسيدنا الحسين» وعبد الحليم فى «صورة» التى تجسد إخلاص المصريين فى تلبية نداء الواجب. ومن العادات الحميدة المقدسة التى تميز بها الشعب المصرى احترام «بنت الحتة» واليوم يختلط الحابل بالنابل والكل سواء فلا فرق بين بنت الجيران وغيرها. ويقول العلماء إن كلنا بداخلنا طفل وبنفس أحاسيسه وشقاوته ودموعه.. وكل منا يحن إلى أيام زمان، لأنه يجد فيها ذكرياته الخاصة فى ظل لمَّة الأب والأم والأخلاء مع بساطة الحياة فلا زحام ولا اختناق رغم مشقتها لعدم توافر الوسائل الحديثة من تليفونات وسيارات وإنترنت.. وهذه الوسائل زادت من البعد والجفاء. ويضيف العلماء أن الكثير يحاول الهروب من الحاضر ومشاكله المعقدة إلى تعظيم صورة الماضى.. وبعض العلماء يرون ومنهم د. فرايد ديفيز أستاذ علم النفس الأمريكى.. أن الحنين إلى أيام زمان والذكريات الدافئة أفضل علاج لحالات القلق والاكتئاب ويرفع من الروح المعنوية ويبدل الشعور من الروح الانهزامية إلى روح التفاؤل.. ويعد من أفضل سبل الوقاية للقضاء على الشعور بالوحدة لدى الإنسان من خلال تذكيره بالأيام واللحظات الجميلة مع الأهل والأصدقاء لأنها تعيد له النشاط والحيوية وتمحو لديه الإحساس بالعزوف عن الآخرين. ولكن الشباب عندما تسمع أغانى الزمن الجميل ومسلسلات مثل «ألف ليلة وليلة» وتشاهد مظاهر الحياة القديمة فى التليفزيون تبعث لديهم الأمل.. وعند مقارنتهم بما يسمعوه ويتلقوه من وسائل الإعلام يجدون السطحية والسذاجة فى تناول الأحداث فيفقدهم الإحساس بالواقع والانتماء إلى المكان والزمان. ***