المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ⊹⊱ ما هي الشجرة التي لعنها القرآن واين تقع ؟ ⊰

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بنت العابد

بنت العابد


اعلام خاصة : ⊹⊱ ما هي الشجرة التي لعنها القرآن واين تقع ؟ ⊰ 217295_10150225363746798_156948116797_8385364_7273578_n
الجنس : انثى عدد المساهمات : 31873
تاريخ التسجيل : 19/12/2013
الموقع الموقع : بيت المعز
المزاج : مع الله والحمد لله

⊹⊱ ما هي الشجرة التي لعنها القرآن واين تقع ؟ ⊰ Empty
مُساهمةموضوع: ⊹⊱ ما هي الشجرة التي لعنها القرآن واين تقع ؟ ⊰   ⊹⊱ ما هي الشجرة التي لعنها القرآن واين تقع ؟ ⊰ I_icon_minitimeالأربعاء 19 أكتوبر 2016 - 15:50

⊹⊱ ما هي الشجرة التي لعنها القرآن واين تقع ؟ ⊰ Img_1374623611_206



⊹⊱ ما هي الشجرة التي لعنها القرآن واين تقع ؟ ⊰ Tree-jpg-60689347182133881






يرى جماهير المفسرين أنّ الشجرة الملعونة هنا هي شجرة الزقّوم. أما الشيعة فإنّهم يذهبون إلى أنّ الشجرةالملعونة هم بنو أميّة، ويستندون في ذلك إلى حديث شريف ينص على:" أنّ الرسول، صلى الله عليه وسلم، قد رأى في المنام بني الحكم،أو بني العاص، يَنزون على منبره كما تنزو القرود، فأصبح كالمتغيظ...". والتشيّع واضح في الربط بين هذا الحديث والآية الكريمة. وفيالوقت الذي نجد فيه مفسراً شيعيّاً معاصراً كالطباطبائي، صاحب تفسير الميزان، يُقوّي هذا القول عند تفسيره للآية الكريمة، نجد أنّالطبرسي، صاحب تفسير مجمع البيان، وهو من كبار علماء الشيعة في القرن السادس الهجري، يجعل هذا التفسير قولاً ثالثاً.
الملاحظ أنّ القرآن الكريم لم يَلْعن شجرة الزقّوم، وبالتالي كيف يمكننا أن نقول إنّها الشجرة الملعونة؟. لذلك قال بعض المفسرين إنّالمقصود بالملعونة أي الملعون آكلها. وهذا تقدير تأباه اللغة العربيّة، ثمّ إنّ اللعن، الذي هو الطرد من الرحمة، لا يكون إلا للمُكَلفين،والشجرة، كما هو معلوم، غير مكلّفة، ولم ترتكب جُرماً حتى تُلعن. وقال البعض إنّ الشجرة هي وسيلة لتعذيب الكفار ومن هنا جاء اللعن.وهذا المعنى تأباه اللغة، ويأباه العقل، ويأباه النص القرآني، لأنّ خزنة جهنم هم من الملائكة، ولا يُتصوّر لعنهم لمجرد أنّ لهم علاقةبتعذيب الكفار. وعليه نرى أنّ آراء جماهير المفسرين مضطربة عند القول بأنّ الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم المذكورة في القرآنالكريم. وما نجده اليوم في كتب التفسير هو نوع من متابعة بعض المفسّرين لبعض.
الماوردي من أشهر علماء القرن الخامس الهجري، وله تفسير النكت والعيون، ويتميّز بجمعه لآراء المفسرين على صورة سهلةومختصرة. وهو يورد في الشجرة الملعونة أربعة أقوال، ويجعل القول الرابع في القوم الذين يصعدون منبر الرسول، صلى الله عليهوسلم. أما القول الثالث فيقول فيه:" أنهم اليهود تظاهروا على رسول الله مع الأحزاب، قاله ابن بحر". أما كيف يمكن أن يكون النسلشجرة ؟! فنجد الماوردي يقول: " والشجرة كناية عن المرأة، والجماعة أولاد المرأة كالأغصان للشجرة ". فالنسل هو في حقيقته شجرةنامية ومتفرعة. وإنّ كل ما يقوم على أصل اعتقادي، ويتفرع عن هذا الأصل، هو في حقيقته شجرة. والقرآن الكريم مثّل الكلمة الطيبة،والتي هي الإسلام، بالشجرة الطيّبة. وشبّه الكلمة الخبيثة بالشجرة الخبيثة. وإذا كان اليهود هم الشجرة الملعونة في القرآن، فهذا يكونعلى اعتبار أنّهم يلتقون في أصل اعتقادي، ولا يصح أن تكون اليهوديّة قائمة على النسل، لأنّ اليهودي في الحقيقة هو الذي يؤمنبالأصول اليهوديّة؛ في الاعتقاد والتشريع، والأخلاق. والعدل يقتضي أن يكون اللعن نتيجة لممارسة الفرد أو الأمة لأمر اختياري.
الذي يُرجِّح أنّ المقصود بالشجرة الملعونة هم اليهود، أمور منها:
أولاً: إنّ الآية التي نحن بصددها هي في سورة الإسراء، والتي تسمى أيضاً سورة بني إسرائيل، وهي تتحدث عن إفساد اليهود في الأرضالمباركة. وتُسْتَهل السورة بنبوءة مستقبليّة تتحدث عن إفساد اليهود في الأرض المباركة. ويرد الكلام عن هذا الإفساد في خواتيم السورةأيضاً، مما يشير إلى مركزيّة هذا الحدث في السورة، التي تسمى الإسراء، وفي هذا إشارة إلى المسجد الأقصى. أمّا تسمية سورة بنيإسرائيل فتشير إلى الإفساد. وعليه لا يبعد أن تكون الرؤيا تتعلق بهذه القضية المحوريّة في السورة.
ثانياّ: طريقة كتابة كلمة الرؤيا في قوله تعالى:" وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرةَ الملعونة…"، تُرجّح أنها رؤيامناميّة. ولو كانت رؤية بصريّة لكتبت هكذا: رؤية. وقد نُقل عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، والحسن، وقتادة، ومجاهد، أنّ ما رآهالرسول، صلى الله عليه وسلم، ليلة الإسراء والمعراج هو الرؤيا المذكورة في هذه الآية. وبما أنها تمت ليلاً، وتحدّث عنها الرسول، صلىالله عليه وسلم، عندما أصبح، فقد سمّاها القرآن الكريم رؤيا. وهي أيضاً فتنة للناس الذين كذبوا خبر الرسول، عليه السلام. والذي نراهأنّ المسألة لا تتعلق بالرؤية البصريّة، أو المناميّة، وإنما تتعلق بالأمر الذي رآه الرسول، عليه السلام؛ فإذا كان قد رأى ببصره أموراًواقعة فهي إذن رؤية. وإذا كان قد رأى أموراً ستقع في المستقبل فهي رؤيا؛ لأنها غير موجودة في الحال وإنما في الاستقبال. وقد أشارالقرآن الكريم إلى هذا في سورة الإسراء: " لنريه من آياتنا..." وفي سورة النجم:" لقد رأى من آيات ربّه الكُبرى". على ضوء هذا لايوجد ما ينفي احتمال أن يكون ما رآه الرسول، عليه السلام، من أمور مستقبليّة كانت تتعلق بسيطرة اليهود على المسجد الأقصى، وعلىالأرض المباركة، والتي هي عُقْر دار الإسلام. وتتعلّق أيضاً بسيطرة هذه الشجرة الخبيثة على المستوى العالمي، وذلك في المرحلةالزمنيّة نفسها. ولا شك أنّ ذلك يُحزن الرسول، صلى الله عليه وسلم، فكانت التعزية له، عليه السلام، أن قيل له:" وإذ قلنا لك إنّ ربكأحاط بالناس"؛ فمقاليد الأمور هي بيد الله، أمّا ما رأيتَه يا محمد من سيطرة هؤلاء فهو نوع من الفتنة للبشر، وما رأيتَه فهو في حقيقتهالشجرة الملعونة، وبالتالي لن تكون لها ثمار ممتدة، بل إنّ هذه السيطرة العارضة محكوم عليها بالإخفاق، وهي مطاردة باللعن الإلهي.وهذا يعني أنّ سيطرة اليهود في أيامنا هذه تنحصر في كونها فتنة أرادها الله لتمحيص الناس، وهي سيطرة الشجرة الملعونة، التي هيشجرة خبيثة، جذورها واهية، وثمارها غير مباركة، ومن هنا يسهل على أهل الحق أن يَجتثّوها، وأن يقوا الناس من آثارها الخبيثة.
ثالثاً: يقول تعالى: " الشجرة الملعونة في القرآن "، وهذا يعني أنّه لا بدّ أن نجدَ لعنها في القرآن الكريم. وبالرجوع إلى ألفاظ اللعن فيالقرآن الكريم نجد أنّ لَعَنَ ومشتقاتها قد وردت 41 مرّة. والملاحظ أنّ أكثر من ثلث ألفاظ اللعن جاء في سياق الكلام عن اليهود علىوجه الخصوص. أمّا باقي اللعنات، فإنّها كانت لإبليس، ولقاتل المؤمن، وللمنافقين، وللكافرين، وللظالمين، وللكاذبين… ولا شكّ أنّ اليهوديشتركون في هذه الأمور مع غيرهم. وعليه ألا تكون هذه الملاحظة الإحصائيّة مؤشراً على أنّ اليهود هم الشجرة الملعونة في القرآن؟!ولا ننسى أنّ الكثير من الأفكار والمذاهب والمدارس المنحرفة هي من صنع اليهود، أو هي متأثّرة بعقائدهم؛ كالماركسيّة، والوجوديّة،والماسونيّة… والمستهدف بهذه الأفكار والمذاهب هم البشر، الذين نزلت رسالات السماء رحمة بهم. أفلا يستحق اللعنة كل من نصّبنفسه عدواً لله ولرسالاته، وعدواً للحق والعدل؟! ألم يخبرنا الواقع بأنّ هذا هو مسلك اليهود عبر العصور المختلفة وإلى يومنا هذا؟! بلإنّ القرآن الكريم ينصّ على أنّ هذا سيكون مسلكهم إلى يوم القيامة.
"وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس، والشجرةَ الملعونةَ في القرآن". فسّر العلماء الآيةَ على أساس أنّ الرؤيا شيء، والشجرةالملعونة شيء آخر، والمعنى عندهم: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس، وكذلك الشجرة الملعونة فتنة أيضاً. وهذا الوجه تحتملهاللغة، والذي نراه أقرب إلى ظاهر النص أن يكون المعنى: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس، وجعلناها أيضاً الشجرةَ الملعونة،التي يرد لعنها في القرآن. وهذا يعني أنّ الرؤيا هنا يقصد بها الشيء المرئي، أي موضوع الرؤيا. وعلى هذا يكون ما رآه الرسول، صلىالله عليه وسلم، من أمر هو في واقعه فتنة للناس وابتلاء لهم، وهو عند الله شجرة ملعونة، وهذا اللعن حَكَم به الله تعالى في القرآنالكريم. وفي رأينا أنّ اليهود هم فتنة للناس على مرّ القرون، وهم أيضاً شجرة ملعونة محكوم أن لا تثمر جهودهم المفسدة ثمراً يدومويستمر، وهذا من رحمة الله بعباده. وحتى يتّضح المعنى بشكل أفضل نقول: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنةً للناس وشجرةً ملعونةفي القرآن الكريم. أما إضافة (ال) إلى كلمتي شجرة و ملعونة، فإنّها تعني أنّ هذه هي الشجرة الوحيدة الملعونة في القرآن الكريم، أمّالعن الظالمين، والمنافقين، والكافرين، والكاذبين...، فقد ورد دون أن ينسب أصحاب هذه الصفات إلى شجرة.
بالرجوع إلى واقعنا المعاصر يمكن أن نستفيد من تدبّر هذه الآية الأمور الآتية :
أولاً :إنّ سيطرة اليهود في فلسطين، وكذلك سيطرتهم على المستوى العالمي، ما هي إلا فتنة وابتلاء وتمحيصاً للناس. ومعلوم أنّ الفتنيُقصد منها أن يتميّز الناس في مواقفهم، ولا بدّ أن ينتج عن هذا واقع أفضل، فالفتن هي قانون في التغيير.
ثانياً: إنّ المذاهب والفلسفات المنبثقة عن اليهوديّة، والتي حاولت وتحاول أن تفسد المجتمعات البشريّة، لا بدّ أن تتلاشى. والماركسيّة منأوضح الأمثلة على ذلك.
ثالثاً: إذا كان الإسلام شجرة مباركة، وكانت اليهوديّة في صورتها المحرّفة شجرة ملعونة، فإنّ هذا يعني أنّ العقبات التي يُقيمها اليهود فيطريق المسلمين، هي من ضرورات هذا الطريق الحق، ولكن لا بدّ في النهاية من ثمار طيبة تطرحها شجرة الإسلام المباركة. أمّا الثمارالخبيثة للشجرة الملعونة فإنّ الفطرة البشريّة تأباها وتمجّها.


شجرة الزقّوم. أما الشيعة فإنّهم يذهبون إلى أنّ الشجرةالملعونة هم بنو أميّة، ويستندون في ذلك إلى حديث شريف ينص على:" أنّ الرسول، صلى الله عليه وسلم، قد رأى في المنام بني الحكم،أو بني العاص، يَنزون على منبره كما تنزو القرود، فأصبح كالمتغيظ...". والتشيّع واضح في الربط بين هذا الحديث والآية الكريمة. وفيالوقت الذي نجد فيه مفسراً شيعيّاً معاصراً كالطباطبائي، صاحب تفسير الميزان، يُقوّي هذا القول عند تفسيره للآية الكريمة، نجد أنّالطبرسي، صاحب تفسير مجمع البيان، وهو من كبار علماء الشيعة في القرن السادس الهجري، يجعل هذا التفسير قولاً ثالثاً. الملاحظ أنّ القرآن الكريم لم يَلْعن شجرة الزقّوم، وبالتالي كيف يمكننا أن نقول إنّها الشجرة الملعونة؟. لذلك قال بعض المفسرين إنّالمقصود بالملعونة أي الملعون آكلها. وهذا تقدير تأباه اللغة العربيّة، ثمّ إنّ اللعن، الذي هو الطرد من الرحمة، لا يكون إلا للمُكَلفين،والشجرة، كما هو معلوم، غير مكلّفة، ولم ترتكب جُرماً حتى تُلعن. وقال البعض إنّ الشجرة هي وسيلة لتعذيب الكفار ومن هنا جاء اللعن.وهذا المعنى تأباه اللغة، ويأباه العقل، ويأباه النص القرآني، لأنّ خزنة جهنم هم من الملائكة، ولا يُتصوّر لعنهم لمجرد أنّ لهم علاقةبتعذيب الكفار. وعليه نرى أنّ آراء جماهير المفسرين مضطربة عند القول بأنّ الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم المذكورة في القرآنالكريم. وما نجده اليوم في كتب التفسير هو نوع من متابعة بعض المفسّرين لبعض.
الماوردي من أشهر علماء القرن الخامس الهجري، وله تفسير النكت والعيون، ويتميّز بجمعه لآراء المفسرين على صورة سهلةومختصرة. وهو يورد في الشجرة الملعونة أربعة أقوال، ويجعل القول الرابع في القوم الذين يصعدون منبر الرسول، صلى الله عليهوسلم. أما القول الثالث فيقول فيه:" أنهم اليهود تظاهروا على رسول الله مع الأحزاب، قاله ابن بحر". أما كيف يمكن أن يكون النسلشجرة ؟! فنجد الماوردي يقول: " والشجرة كناية عن المرأة، والجماعة أولاد المرأة كالأغصان للشجرة ". فالنسل هو في حقيقته شجرةنامية ومتفرعة. وإنّ كل ما يقوم على أصل اعتقادي، ويتفرع عن هذا الأصل، هو في حقيقته شجرة. والقرآن الكريم مثّل الكلمة الطيبة،والتي هي الإسلام، بالشجرة الطيّبة. وشبّه الكلمة الخبيثة بالشجرة الخبيثة. وإذا كان اليهود هم الشجرة الملعونة في القرآن، فهذا يكونعلى اعتبار أنّهم يلتقون في أصل اعتقادي، ولا يصح أن تكون اليهوديّة قائمة على النسل، لأنّ اليهودي في الحقيقة هو الذي يؤمنبالأصول اليهوديّة؛ في الاعتقاد والتشريع، والأخلاق. والعدل يقتضي أن يكون اللعن نتيجة لممارسة الفرد أو الأمة لأمر اختياري.
الذي يُرجِّح أنّ المقصود بالشجرة الملعونة هم اليهود، أمور منها:
أولاً: إنّ الآية التي نحن بصددها هي في سورة الإسراء، والتي تسمى أيضاً سورة بني إسرائيل، وهي تتحدث عن إفساد اليهود في الأرضالمباركة. وتُسْتَهل السورة بنبوءة مستقبليّة تتحدث عن إفساد اليهود في الأرض المباركة. ويرد الكلام عن هذا الإفساد في خواتيم السورةأيضاً، مما يشير إلى مركزيّة هذا الحدث في السورة، التي تسمى الإسراء، وفي هذا إشارة إلى المسجد الأقصى. أمّا تسمية سورة بنيإسرائيل فتشير إلى الإفساد. وعليه لا يبعد أن تكون الرؤيا تتعلق بهذه القضية المحوريّة في السورة.
ثانياّ: طريقة كتابة كلمة الرؤيا في قوله تعالى:" وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرةَ الملعونة…"، تُرجّح أنها رؤيامناميّة. ولو كانت رؤية بصريّة لكتبت هكذا: رؤية. وقد نُقل عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، والحسن، وقتادة، ومجاهد، أنّ ما رآهالرسول، صلى الله عليه وسلم، ليلة الإسراء والمعراج هو الرؤيا المذكورة في هذه الآية. وبما أنها تمت ليلاً، وتحدّث عنها الرسول، صلىالله عليه وسلم، عندما أصبح، فقد سمّاها القرآن الكريم رؤيا. وهي أيضاً فتنة للناس الذين كذبوا خبر الرسول، عليه السلام. والذي نراهأنّ المسألة لا تتعلق بالرؤية البصريّة، أو المناميّة، وإنما تتعلق بالأمر الذي رآه الرسول، عليه السلام؛ فإذا كان قد رأى ببصره أموراًواقعة فهي إذن رؤية. وإذا كان قد رأى أموراً ستقع في المستقبل فهي رؤيا؛ لأنها غير موجودة في الحال وإنما في الاستقبال. وقد أشارالقرآن الكريم إلى هذا في سورة الإسراء: " لنريه من آياتنا..." وفي سورة النجم:" لقد رأى من آيات ربّه الكُبرى". على ضوء هذا لايوجد ما ينفي احتمال أن يكون ما رآه الرسول، عليه السلام، من أمور مستقبليّة كانت تتعلق بسيطرة اليهود على المسجد الأقصى، وعلىالأرض المباركة، والتي هي عُقْر دار الإسلام. وتتعلّق أيضاً بسيطرة هذه الشجرة الخبيثة على المستوى العالمي، وذلك في المرحلةالزمنيّة نفسها. ولا شك أنّ ذلك يُحزن الرسول، صلى الله عليه وسلم، فكانت التعزية له، عليه السلام، أن قيل له:" وإذ قلنا لك إنّ ربكأحاط بالناس"؛ فمقاليد الأمور هي بيد الله، أمّا ما رأيتَه يا محمد من سيطرة هؤلاء فهو نوع من الفتنة للبشر، وما رأيتَه فهو في حقيقتهالشجرة الملعونة، وبالتالي لن تكون لها ثمار ممتدة، بل إنّ هذه السيطرة العارضة محكوم عليها بالإخفاق، وهي مطاردة باللعن الإلهي.وهذا يعني أنّ سيطرة اليهود في أيامنا هذه تنحصر في كونها فتنة أرادها الله لتمحيص الناس، وهي سيطرة الشجرة الملعونة، التي هيشجرة خبيثة، جذورها واهية، وثمارها غير مباركة، ومن هنا يسهل على أهل الحق أن يَجتثّوها، وأن يقوا الناس من آثارها الخبيثة.
ثالثاً: يقول تعالى: " الشجرة الملعونة في القرآن "، وهذا يعني أنّه لا بدّ أن نجدَ لعنها في القرآن الكريم. وبالرجوع إلى ألفاظ اللعن فيالقرآن الكريم نجد أنّ لَعَنَ ومشتقاتها قد وردت 41 مرّة. والملاحظ أنّ أكثر من ثلث ألفاظ اللعن جاء في سياق الكلام عن اليهود علىوجه الخصوص. أمّا باقي اللعنات، فإنّها كانت لإبليس، ولقاتل المؤمن، وللمنافقين، وللكافرين، وللظالمين، وللكاذبين… ولا شكّ أنّ اليهوديشتركون في هذه الأمور مع غيرهم. وعليه ألا تكون هذه الملاحظة الإحصائيّة مؤشراً على أنّ اليهود هم الشجرة الملعونة في القرآن؟!ولا ننسى أنّ الكثير من الأفكار والمذاهب والمدارس المنحرفة هي من صنع اليهود، أو هي متأثّرة بعقائدهم؛ كالماركسيّة، والوجوديّة،والماسونيّة… والمستهدف بهذه الأفكار والمذاهب هم البشر، الذين نزلت رسالات السماء رحمة بهم. أفلا يستحق اللعنة كل من نصّبنفسه عدواً لله ولرسالاته، وعدواً للحق والعدل؟! ألم يخبرنا الواقع بأنّ هذا هو مسلك اليهود عبر العصور المختلفة وإلى يومنا هذا؟! بلإنّ القرآن الكريم ينصّ على أنّ هذا سيكون مسلكهم إلى يوم القيامة.
"وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس، والشجرةَ الملعونةَ في القرآن". فسّر العلماء الآيةَ على أساس أنّ الرؤيا شيء، والشجرةالملعونة شيء آخر، والمعنى عندهم: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس، وكذلك الشجرة الملعونة فتنة أيضاً. وهذا الوجه تحتملهاللغة، والذي نراه أقرب إلى ظاهر النص أن يكون المعنى: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس، وجعلناها أيضاً الشجرةَ الملعونة،التي يرد لعنها في القرآن. وهذا يعني أنّ الرؤيا هنا يقصد بها الشيء المرئي، أي موضوع الرؤيا. وعلى هذا يكون ما رآه الرسول، صلىالله عليه وسلم، من أمر هو في واقعه فتنة للناس وابتلاء لهم، وهو عند الله شجرة ملعونة، وهذا اللعن حَكَم به الله تعالى في القرآنالكريم. وفي رأينا أنّ اليهود هم فتنة للناس على مرّ القرون، وهم أيضاً شجرة ملعونة محكوم أن لا تثمر جهودهم المفسدة ثمراً يدومويستمر، وهذا من رحمة الله بعباده. وحتى يتّضح المعنى بشكل أفضل نقول: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنةً للناس وشجرةً ملعونةفي القرآن الكريم. أما إضافة (ال) إلى كلمتي شجرة و ملعونة، فإنّها تعني أنّ هذه هي الشجرة الوحيدة الملعونة في القرآن الكريم، أمّالعن الظالمين، والمنافقين، والكافرين، والكاذبين...، فقد ورد دون أن ينسب أصحاب هذه الصفات إلى شجرة.
بالرجوع إلى واقعنا المعاصر يمكن أن نستفيد من تدبّر هذه الآية الأمور الآتية :
أولاً :إنّ سيطرة اليهود في فلسطين، وكذلك سيطرتهم على المستوى العالمي، ما هي إلا فتنة وابتلاء وتمحيصاً للناس. ومعلوم أنّ الفتنيُقصد منها أن يتميّز الناس في مواقفهم، ولا بدّ أن ينتج عن هذا واقع أفضل، فالفتن هي قانون في التغيير.
ثانياً: إنّ المذاهب والفلسفات المنبثقة عن اليهوديّة، والتي حاولت وتحاول أن تفسد المجتمعات البشريّة، لا بدّ أن تتلاشى. والماركسيّة منأوضح الأمثلة على ذلك.
ثالثاً: إذا كان الإسلام شجرة مباركة، وكانت اليهوديّة في صورتها المحرّفة شجرة ملعونة، فإنّ هذا يعني أنّ العقبات التي يُقيمها اليهود فيطريق المسلمين، هي من ضرورات هذا الطريق الحق، ولكن لا بدّ في النهاية من ثمار طيبة تطرحها شجرة الإسلام المباركة. أمّا الثمارالخبيثة للشجرة الملعونة فإنّ الفطرة البشريّة تأباها وتمجّها.
منقول




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
⊹⊱ ما هي الشجرة التي لعنها القرآن واين تقع ؟ ⊰
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: المنتديات الدينية :: المنتدى الاسلامي العام-
انتقل الى: