اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: بين الصلاة والرحمة الثلاثاء 30 أغسطس 2016 - 9:14
بين الصلاة والرحمة قال بعضهم: الصلاة من الله هي الرحمة، وهذا باطلٌ من ثلاثة أوجهٍ: الأوَّل : أنَّ الله غاير بينهما في قوله: ﴿عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ﴾ البقرة: ١٥٧ الثاني أنَّ سؤال الرحمة يشرع لكلِّ مسلمٍ والصلاةُ تختصُّ بالنبيِّ صلَّ الله عليه وسلَّم وهي حقٌّ له ولآله، ولهذا منع كثيرٌ من العلماء من الصلاة على معيَّنٍ ولم يمنع أحدٌ من الترحُّم على معيَّنٍ. الثالث: أنَّ رحمة الله عامَّةٌ وسعت كلَّ شيءٍ وصلاته خاصَّةٌ بخواصِّ عباده. وقولهم: الصلاة من العباد بمعنى الدعاء مشكلٌ من وجوهٍ: الأوَّل: أنَّ الدعاء يكون بالخير والشرِّ والصلاةُ لا تكون إلَّا في الخير. الثاني: أنَّ «دعوت» تُعَدَّى باللام و«صلَّيت» لا تعدَّى إلَّا ﺑ«على» و«دعا» المعدى ﺑ«على» ليس بمعنى «صلَّى»، وهذا يدلُّ على أنَّ الصلاة ليست بمعنى الدعاء. الثالث: أنَّ فعل الدعاء يقتضي مدعوًّا ومدعوًّا له، تقول: دعوت الله لك بخيرٍ، وفعلُ الصلاة لا تقتضي ذلك لا تقول: صلَّيت الله عليك ولا لك، فدلَّ على أنه ليس بمعناه، فأيُّ تبايُنٍ أظهر من هذا، ولكنَّ التقليد يعمي عن إدراك الحقائق فإيَّاك والإخلاد إلى أرضه.