وليام باكستون، أوراق الشاي، 1909 في صالون بلا نوافذ يغمره ضوء ناعم وأجواء حالمة، تُمضي سيّدتان أنيقتان وقتهما بعمل القليل جدّا، أو أنهما لا تفعلان شيئا على الإطلاق. وليام باكستون يلمّح إلى قصّة ما. لكنّه يطلب من الناظر أن يبتكرها وكأنه يحاكي غموض لوحات فيرمير الذي كان معجبا به. كان باكستون يميل في الغالب إلى تصوير نساء أنيقات، مثل زوجات وبنات رُعاته، في أوقات فراغهنّ داخل منازل بوسطن الجميلة. وهنّ يظهرن في هذه اللوحات بمظهر المحافظات على الثقافة والتقاليد لأنهنّ هنّ من يزيّنّ المنازل ويشغلنها. ومن خلال مساواة النساء بالأشياء الجمالية الثمينة التي تحيط بهن، كان باكستون يؤكد على أفكار الروائي هنري جيمس الذي كان يصوّر النساء كعنصر مكمّل لعناصر الثقافة المحلية الأخرى. أعمال باكستون تتفق أيضا مع آراء عالم الاجتماع ثورستين فيبلين، الذي ضمّن كتابه "نظرية الطبقة المرفّهة" ملاحظة قال فيها إن وجود المرأة الفارغة دليل يؤشّر على ثراء أبيها أو زوجها.