كان الرسول صل الله عليه وسلم
جالسا مع فقير من فقراء المسلمين
فجاء غني من الأغنياء
فلم يجد مكانا يجلس فيه إلا بجانب الفقير
فإذا بالغني قد جلس بجانب الفقير وجمع أطراف ثوبه
فبصر به الرسول صل الله عليه وسلم فقال له :
لم جمعت أطراف ثوبك
أخشيت أن تعدي الفقير من غناك
أم خفت أن يعديك هو من فقره؟
فشعر الغني بألم الضمير
فقال :
يا رسول الله إن جزاء ما سولت لي به نفسي
أني قد تنازلت عن نصف مالي لهذا الفقير
فسأل النبي صل الله عليه وسلم الفقير وقال له :
أتقبل هذه الهبة يا عبدالله؟
فقال الفقير :
لا يا رسول الله
فقال له النبي صل الله عليه وسلم :
ولماذا؟
فقال الفقير :
أخشى أن أقبلها فأصبح غنيا، فأتكبر على خلق الله.
***
لا تحزن :
لأنك جربت الحزن بالأمس فما نفعك شيئا
رسب ابنك فحزنت
فهل نجح؟!
مات والدك فحزنت فهل عاد حيا؟!
خسرت تجارتك فحزنت
فهل عادت الخسائر أرباحا؟!
لا تحزن :
لأنك حزنت من المصيبة فصارت مصائب
وحزنت من الفقر فازددت نكدا
وحزنت من كلام أعدائك فأعنتهم عليك
وحزنت من توقع مكروه فما وقع.
لاتحزن :
فإنه لن ينفعك مع الحزن دار واسعة
ولا زوجة حسناء
ولا مال وفير
ولا منصب سام
ولا أولاد نجباء.
لا تحزن : لأن الحزن يريك الماء الزلال علقمة
والوردة حنظلة
والحديقة صحراء قاحلة
والحياة سجنا لا يطاق.
لا تحزن :
وأنت عندك عينان وأذنان وشفتان ويدان ورجلان ولسان
وجنان وأمن وأمان وعافية في الأبدان:
{ فبأى ءالآء ربكما تكذبان } .
لا تحزن :
ولك دين تعتقده
وبيت تسكنه
وخبز تأكله
وماء تشربه
وثوب تلبسه
وزوجة تأوي إليها
فلماذا تحزن؟!