قال تعالى في سورة الأعراف، الآية 156: {قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ**. قال الشيخ الطبرسي في (مجمع البيان، ج4، ص370): {قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ** ممن عصاني، واستحقه بعصيانه، وإنما علّقه بالمشيئة، لجواز الغفران في العقل، {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ** قال الحسن، وقتادة: إن رحمته في الدنيا وسعت البر والفاجر، وهي يوم القيامة للمتقين خاصة. وقال عطية العوفي: وسعت كل شيء، ولكن لا تجب إلا للذين يتقون، وذلك أن الكافر يرزق، ويدفع عنه بالمؤمن، لسعة رحمة الله للمؤمن، فيعيش فيها، فإذا صار في الآخرة، وجبت للمؤمنين خاصة، كالمستضيء بنار غيره، إذا ذهب صاحب السراج بسراجه. وقيل: معناه أنها تسع كل شيء إن دخلوها، فلو دخل الجميع فيها لوسعتهم، إلا أن فيهم من لا يدخل فيها لضلاله ... {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ** أي: فسأوجب رحمتي للذين يتقون الشرك، أي: يجتنبونه