سبحانه وتعالى كل يوم في شأن يخلق ويبرز للوجود ما قدر خلقه
من المقادير السابقة،فقد ذكر أهل العلم أن مراتب الإيمان بالقدر أربع
الأولى: العلم:
فإنه سبحانه يعلم ما كان وما سيكون وما هو كائن وما لم يكن لو كان
كيف يكون، لا يخفى عليه من ذلك صغيرة ولا كبيرة.
والمرتبة الثانية:
هي الكتابة فإنه سبحانه قد سجل كل ما كان وما سيكون من أحوال
وأفعال وحركات وسكنات في كتاب عنده.
والمرتبة الثالثة:
المشيئة والإرادة، فكل ما يقع في الكون إنما هو بمشيئة الله وإرادته.
والمرتبة الرابعة:
الخلق حيث يخلق الله تعالى ما شاء خلقه في الوقت الذي قدره سبحانه
وتعالى.
وروى أبو الدرداء رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم قال :
كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ قال : من شأنه أن يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع
قوما ويضع آخرين . وعن ابن عمر عن النبي صل الله عليه وسلم في
قول الله عز وجل :
كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ قال : يغفر ذنبا ويكشف كربا ويجيب داعيا . وقيل :
من شأنه أن يحيي ويميت ، ويعز ويذل ، ويرزق ويمنع . وقيل :
أراد شأنه في يومي الدنيا والآخرة . قال ابن بحر : الدهر كله يومان ،
أحدهما : مدة أيام الدنيا ، والآخر : يوم القيامة ،
فشأنه سبحانه وتعالى في أيام الدنيا الابتلاء والاختبار بالأمر والنهي
والإحياء والإماتة والإعطاء والمنع وشأنه يوم القيامة الجزاء والحساب
والثواب والعقاب . وقيل : المراد بذلك الإخبار عن شأنه في كل يوم من
أيام الدنيا وهو الظاهر .
والشأن في اللغة الخطب العظيم والجمع الشئون والمراد بالشأن هاهنا
الجمع كقوله تعالى : ثم يخرجكم طفلا . وقال الكلبي : شأنه سوق
المقادير إلى المواقيت .
والله أعلم