العابد
اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
| |
العابد
اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
| موضوع: رد: من سيـرة المصطفى صلى الله عليه وسلم الجمعة 25 ديسمبر 2015 - 14:35 | |
| ثُمَّ أَذِنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأَصْحَابِهِ بِالْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِيْنَة، فَخَرَجُوا حَتَّى لَمْ يَبْقَ بِمَكَّةَ ِلاَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعَليٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. فَهَمَّ الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللهِ صلى أَنْ يَقْتُلُوه، وَاجْتَمَعُوا عِنْدَ بَابِه، فَخَرَجَ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيْهِمْ لَمْ يَرَهُ مِنْهُمْ أَحَد، وَتَرَكَ عَلِيّاً رضي عنه لِيُؤَدِي الأَمَانَاتِ الَّتِي عِنْدَه، ثُمَّ يَلْحَقُ بِه. وَذَهَبَ رَسُولُ اللهِ صلى إِلَى دَارِ أَبِي بَكْرٍ رضي عنه ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ قَدْ جَهَّزَ رَاحِلَتِينِ لِلْسَّفَر، فَأَعْطَاهَا رَسُولُ اللهِ صلى عَبْدَ اللهِ بْنَ أُرَيْقِط، عَلَى أَنْ يُوافِيْهِمَا في غَارِ ثَورٍ بَعْدَ ثَلاَثِ لَيَالٍ، وَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ إِلَى الغَار، وَأَعْمَى اللهُ الْمُشْرِكِينَ عَنْهُمَا، وَكَانَتْ أَسْمَاءُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تَحْمِلُ إِلَيْهِمَا الطَّعَام، وَأَخُوهَا عَبْدُ اللهِ يَتَسَّمَّعُ لَهُمَا الأَخْبَارَ وَيْنْقُلُهَا إِلَيْهِمَا، وَجَدَّ الْمُشْرِكُونَ في طَلَبِهِمَا فَلَمْ يَقَعُوا لَهُمَا عَلَى أَثَر، حَتَّى أَنَّهُمْ اجْتَازُوا بِالغَارِ فَلَمْ يَرَوا شَيْئِاً. قَالَ اللهُ تَعَالَى: [ إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِيْنَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا] . حَتَّى إِذَا خَفَّ الطَّلَبُ خَرَجَا، وَوَافَهُمَا عَبْداللهِ بْنُ أُرَيْقِطٍ بِالرَّاحِلَتَينِ فَرَكِبَاهَا، وَأَرْدَفَ أَبُو بَكْرٍ خَادِمَهُ ابْنَ فُهَيْرَةَ، وَابْنُ أُرَيْقِطٍ أَمَامَهُمَا عَلَى رَاحِلَتِهِ يَدُلُّهُمَا عَلَى الطَّرِيْق، فَلَحِقَهُمَا سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُم، سَيِّدُ مُدْلِج عَلَى فَرَسِه، يُرِيْدُ جَائِزَةَ الظَفَرِ بِهِمَا، وَهِيَ مَائِةٌ مِنْ الإِبْل، فَرَآهُ أَبُو بَكْرٍ رضي عنه فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ قَدْ رَهِقَنَا، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى فَسَاخَتْ قَدَمَا فَرَسِهِ في الأَرْض، فَقَالَ: رُمِيْت ! إِنَّمَا أَصَابَنِي بِدُعَائِكُمَا، فَادْعُوا اللهَ لِي أَنْ يُخْرِجَ فَرَسِي، وَلَكُمَا عَلَيَّ أَنْ أَرُدَّ النَّاسَ عَنْكُمَا، فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى ، فَخَرَجَتْ رِجْلاَ فَرَسِه، وَأَسْلَمَ عَامَ الفَتْحِ رضي عنه . وَمَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى بِخَيْمَتِي أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّة فَقَالَ عِنْدَهَا، وَحَلَبَ شَاةً عَجْفَاءَ عِنْدَهَا، فَكَانَتْ مِنْ مُعْجِزَاتِهِ صلى وَفي يَومِ الإِثْنَيْنِ الثَّانِي عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ عَلَى رَأْسِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةٍ مِنْ نُبُوَّتِهِ دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الْمَدِيْنَةَ ضُحَى، فَخَرَجَ الأَنْصَارُ إِلَيْهِ بِسِلاَحِهِم، وَحَيَّوهُ بِتَحِيَّةِ النُّبُوَّة، وَنَزَلَ بِقُبَاء، وَأَسَّسَ مَسْجِدَهَا. وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: ((أَيُّهَا النَّاسُ ! أَفْشُوا السَّلاَمَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأَرحَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلاَم)). ثُمَّ ارْتَحَلَ فَأَدْرَكَتْهُ صَلاَةُ الْجُمُعَةِ في وَادِي رَانُونَا، فَنَزَلَ وَصَلَّهَا هُنَاك، ثُمَّ ارْتَحَلَ مُتَّجِهاً إِلَى الْمَدِيْنَة، وَكُلَّمَا مَرَّ بِدَارٍ مِنْ دُورِ الأَنْصَارِ رَغِبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَنْزِلَ عِنْدَهُم، وَهُوَ يَقُولُ: ((دَعُوهَا فَإِنَّهَا مَأْمُورَة)) حَتَّى جَاءَتْ نَاقَتُهُ إِلَى مَوضِعِ مَسْجِدِهِ صلى فَبَرَكَتْ، ثُمَّ قَامَتْ وَسَارَتْ قَلِيْلاً ثُمَّ التَفَتَتْ إِلَى مَوْضِعِهَا الأَوَّلِ فَرَجَعَتْ إِلَيْهِ وَبَرَكَت، فَنَزَلَ عَنْهَا رَسُولُ اللهِ صلى ، فَجَاءَ أَبُو أَيُّوبَ رضي عنه وَأَخَذَ رَحْلَ رَسُولِ اللهِ صلى وَأَدْخَلَهُ بَيْتَه، وَاشْتَرَى رَسُولُ اللهِ صلى مَوْضِعَ مَسْجِدِه، وَبَنَاه، وَبَنَى لأَهْلِهِ حُجَراً في جَانِبِهِ الشَّرْقِيّ. وَآخَى رَسُولُ اللهِ صلى بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَار رضي عنه ، وَعَاهَدَ يَهُود؛ وَهُمْ بَنُو النَّضِيْرُ وَبَنُو قَيْنُقَاع وَبَنُو قُرَيْظَة، وَكَتَبَ بِذَلِكَ كِتَاباً. وَلَمَّا اسْتَقَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى بِالْمَدِيْنَة، وَتَعَاهَدَ الأَنْصَارُ عَلَى نُصْرَتِهِ مِنْ الأَحْمَرِ وَالأَسْوَدِ رَمَتْهُمُ العَرَبُ عَنْ قَوسٍ وَاحِدَة، فَأَذِنَ اللهُ لَهُمْ بِالْجِهَاد، وَأَنْزَلَ قَوْلَهُ تَعَالَى: [ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيْرٌ ] . ثُمَّ أَنْزَلَ: [ كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ] . فَكَانَتْ أَوَّلُ غَزْوَةٍ غَزَاهَا رَسُولُ اللهِ صلى ((غَزْوَة الأَبْوَاء)) في صَفَر مِنْ العَامِ الثَّانِي، وَلَمْ يَلْقَ حَرباً. ثُمَّ بَعَثَ عَمَّهُ حَمْزَةَ رضي عنه في ثَلاَثِيْنَ رَاكِباً لِلِقَاءِ أَبي جَهْلٍ وَهُوَ عَلَى سِيْفِ البَحْر، فَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَجدِيُّ ابْنُ عَمْرٍو الْجُهَنِيّ، لأَنَّهُ كَانَ مُوَادِعاً لِلْفَرِيْقَين. ثُمَّ بَعَثَ صلى عُبَيْدَةَ بْنَ الْحَارِثِ رضي عنه في سِتِّينَ رَاكِباً إِلَى مَاءٍ بِالْحِجَازِ لِلِقَاءِ جَمْعٍ عَظِيْمٍ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَيْهِمْ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْل، فَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ إِلاَّ أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ رضي عنه رَمَى بِسَهْم، فَكَانَ أَوَّلَ سَهْمٍ رُمِيَ بِهِ في سَبِيْلِ الله. ثُمَّ غَزَا رَسُولُ اللهِ صلى ((غَزْوَةَ بُوَاط)) في رَبِيْعٍ الآخِر، وَرَجَعَ لَمْ يَلْقَ كَيْداً. ثُمَّ غَزَا صلى ((غَزْوَةَ العُشَيْرَة)) بِيَنْبُع في جُمَادى الأُوْلَى، وَرَجَعَ لَمْ يَلْقَ كَيْداً. وَبَعْدَ عَشَرَةِ أَيَّامٍ بَلَغَ رَسُولَ اللهِ صلى أَنَّ كُرْزَ بْنَ جَابِرٍ أَغَارَ عَلَى سَرْحِ الْمَدِيْنَةِ فَخَرَجَ صلى عليه في طَلَبِهِ حَتَّى بَلَغَ نَاحِيَةَ بَدْرٍ، فَفَاتَهُ كُرْزٌ، وَسُمِّيَت تِلْكَ الغَزْوَةُ بـ ((بَدْرٍ الأُوْلَى)). ثُمَّ بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى عَبْدَ اللهِ بْنَ جَحْشٍ رضي الله عنه في نَفَرٍ إِلَى نَخْلَةَ لِيَرْصُدَ بِهَا قُرَيْشاً، فَهَاجَمُوا قَافِلَةً لَهُم، وَقَتََلُوا عَمْرَو بْنَ الْحَضْرَمِيِّ وَأَسَرُوا عُثْمَانَ وَالْحَكَمَ، وَفَرَّ رَابِعُهُم، وَقَدِمُوا بِالغَنِيْمَةِ إِلَى الْمَدِيْنَة، فَلاَمَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى ، لأَنَّهُ مَا أَرْسَلَهُمْ لِقِتَال، فَكَانُوا أَوَّلَ مَنْ قَتَلَ وَأَسَرَ وَغَنِمَ وَخَمَّس. وَفي شَعْبَانَ أَمَرَ اللهُ تَعَالَى بِتَحْوِيْلِ القِبْلَةِ إِلَى مَكَّة، وَفَرِضَ الصِّيَامَ وَزَكَاةَ الفِطْر. وَفي رَمَضَانَ بَلَغَ رَسُولَ اللهِ صلى أَنَّ عِيْراً لِقُرَيْشٍ مُقْبِلَةً مِنْ الشَّامِ صُحْبَةَ أَبِي سُفْيَان، فَنَدَبَ صلى الله النَّاسَ لِلْخُرُوجِ إِلَيْهَا، وَخَرَجَ في ثَلاَثِ مِئَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا سُفْيَانَ، فَاسْتَأْجَرَ ضَمْضَمَ بْنَ عَمْرٍو الغِفَارِيِّ مُسْتَصْرِخاً لِقُرَيْش، فَخَرَجُوا بِخُيَلاَئِهِمْ وَفَخْرِهِمْ وَمَعَهُمْ بَعْضُ القَبَائِل، في قَرِيْبٍ مِنْ أَلْفٍ مُقَاتِل كَمَا قَالَ تَعَالَى [ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيْلِ اللهِ ] فَاسْتَشَارَ رَسُولُ اللهِ صلى وسلم الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارَ في مُلاَقَاةِ الْمُشْرِكِينَ فَأَشَارُوا بِذَلِك، فَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ وَعَزَمَ عَلَى لِقَاءِ العَدُو، وَنَزَلَ مَاءَ بَدْر، فَعَلِمَ بِهِ أَبُو سُفْيَانَ فَعَدَلَ بِالْعِيْرِ إِلَى طَرِيْقِ السَّاحِلِ وَنَجَا بِهَا، وَأَصَرَّ أَبُو جَهْلٍ عَلَى القِتَال، وَالتَقَى الْجَيْشَانِ في السَّابِعِ عَشَرَ مِنْ رَمَضَان، وَأَنْزَلَ اللهُ نَصْرَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِين، فَقَتَلُوامِنْ الْمُشْرِكِينَ سَبْعِينَ وَأَسَرُوا سَبْعِينَ وَغَنِمُوا، وَعَادُوا إِلَى الْمَدِيْنَة. ثُمَّ خَرَجَ رَسُولِ اللهِ صلى إِلَى غَزْوِ بَنِي سُلَيْمٍ بَعْدَ بَدْرٍ بَسَبْعَةِ أَيَّام، وَرَجَعَ لَمْ يَلْقَ كَيْداً. وَفي ذِي الْحِجَّةِ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى لِلِقَاءِ أَبِي سُفْيَانَ فَهَرَب، وَسُمِّيَتْ ((غَزْوَةَ السَّوِيق)) لأَنَّ الْمُشْرِكِينَ تَخَفَفُوا مِنْ أَزْوَادِهِمْ مِنْ السَّوِيق. وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى في غَزَوَاتٍ بَعْدَها؛ وَمِنْهَا: ((ذُو أَمَرّ)) وَ((بَحْرَان)) وَرَجَعَ لَمْ يَلْقَ كَيْداً.
عدل سابقا من قبل الشاطر في الجمعة 25 ديسمبر 2015 - 14:43 عدل 1 مرات |
|
العابد
اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
| موضوع: رد: من سيـرة المصطفى صلى الله عليه وسلم الجمعة 25 ديسمبر 2015 - 14:42 | |
|
ثُمَّ نَقَضَتْ يَهُودُ –كَعَادَتِهَا- العَهْد، حَيْثُ دَخَلَتْ امْرَأَةٌ مِسْلِمَةٌ سُوقَ بَنِي قَيْنُقَاع، وَجَلَسَتْ عِنْدَ صَائِغٍ يَصْنَعُ لَهَا حُلِيّاً، فَأَخَذَ اليَهُودُ يُحَاوِلُونَهَا عَلَى كَشْفِ وَجْهِهَا، فَأَبَت، فَجَاءَ أَحَدُهُمْ مِنْ خَلْفِهَا –وَهِيَ لاَ تَشْعُرُ- فَعَقَدَ طَرَفَ ثَوبِهَا إِلَى ظَهْرِهَا، فَلَمَّا قَامَتْ انْكَشَفَتْ عَورَتُهَا، فَتَضَاحَكُوا، فَصَاحَت، فَوَثَبَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَقَتَلَ الصَّائِغ، فَتَكَاثَرَتْ عَلَيْهِ يَهُودُ فَقَتَلُوه، فَحَاصَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى وَهَمَّ بِقَتْلِهِمْ وَكَانُوا سَبْع مِئَةِ رَجُل، لَوْلاَ تَدَخُلُ رَأْسِ النِّفَاقِ؛ عَبْدِاللهِ بْنُ أُبَيِّ بْنُ سَلُول، وَطَلَبُهُ العَفْوَ عَنْهُم، فَأَجْلاَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى إِلَى أَذْرعَاتِ الشَّام. وَفي شَوالَ مِنْ السَّنَةِ الثَّالِثَةِ وَقَعَتْ غَزْوَةُ أُحُد، وَهِيَ غَزْوَةٌ ابْتَلَى اللهُ فِيْهَا الْمُؤْمِنِين، وَذَلِكَ أَنَّ قًرَيْشاً أَرَادَتْ الانْتِقَامَ مِمَّا وَقَعَ لَهَا في بَدْر، فَجَمَعَ أَبُو سُفْيَانَ ثَلاَثَةَ آلاَفِ مُقَاتِلٍ وَخَرَجَ بِهِمْ إِلَى الْمَدِيْنَةِ وَنَزَلَ أُحُداً، فَاسْتَشَارَ رَسُولُ اللهِ صلى أَصْحَابَهُ في الْخُرُوجِ إِلَيْهِم، فَأَشَارَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ بِذَلِكَ، وَأَصَرُّوا، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى في أَلْفٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِيْنَة، وَمَعَهُمْ رَأْسُ النِّفَاقِ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيِّ بْنُ سَلُول في ثَلاَثِ مِئَةٍ مِنْ أَصْحَابِه، فَلَمَّا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ انْخَزَلَ رَأْسُ النِّفَاقِ في أَصْحَابِه، وَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صلى في سَبْعِ مِئَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى بَلَغَ أُحُداً وَالتَقَى الْجَيْشَان، وَكَانَتْ الدَّولَةُ في أَوَّلِ النَّهَارِ لِلْمُسْلِمِين، فَانْهَزَمَ الْمُشْرِكُون، وَظَنَّ الرُّمَاةُ أَنَّهُمْ لَنْ يَرْجِعُوا فَنَزَلُوا لِلْغَنِيْمَة، فَاغْتَنَمَ خَالِدٌ نُزُولَهُمْ وَكَرَّ رَاجِعاً عَلَى الْمُسْلِمِين، فَقُتِلَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ مَنْ قُتِلْ، وَجُرِحَ مَنْ جُرِح، وَجُرِحَ رَسُولُ اللهِ صلى وسلم، وَكُسِرَتْ رُبَاعِيَّتُهُ اليُمْنَى السُّفْلَى بِحَجَر، وَهُشِّمَتْ البَيْضَةُ عَلَى رَأْسِهِ الْمُقَدَّس، وَرَشَقَهُ الْمُشْرِكُونَ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى وَقَعَ لِشِقِّه، وَسَقَطَ في حُفْرَةٍ مِنْ الْحُفَرِ الَّتِي حَفَرَهَا أَبُو عَامِرٍ الفَاسِق، وَنَشَبَتْ حَلَقَتَانِ مِنْ حِلَقِ الْمِغْفَرِ في وَجْهِهِ الشَّرِيْفِ صلى ، فَانْتَزَعَهَا أَبُو عُبَيْدَةَ رضي عنه بِأَسْنَانِهِ حَتَّى كُسِرَتْ ثَنِيَّتَاه، وَأَدْرَكَهُ الْمُشْرِكُونَ فَحَالَ دُنَهُمْ عَشَرَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَقُتِلُوا، فَجَاءَ طَلْحَةُ رضي عنه حَتَّى أَجْلاَهُم، وَتَرَّسَ أَبُو دُجَانَةَ رضى عنه عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى بِظَهْرِهِ وَالنَّبْلُ يَقَعُ فِيْه، وَهُوَ لاَ يَتَحَرَّكُ رضي عنه ، فَصَرَخَ الشَّيْطَانُ اللَّعِينُ: قُتِلَ مُحَمَّد ! فَوَقَعَ ذَلِكَ في الْمُسْلِمِينَ مَوقِعاً مُؤْلِماً، فَفَرَّ كَثِيْرٌ مِنْهُمْ عَلَى وَجْهِه، فَتَحَامَلَ رَسُولُ اللهِ صل عَلَى نَفْسِهِ وَقَامَ حَتَّى رَآهُ الْمُسْلِمُونَ، فَلَمَّا رَأَوهُ صَاحُوا، وَاجْتَمَعُوا مَعَهُ إِلَى الشِّعْب ، فَجَاءَ أُبَيُّ ابْنُ خَلَفٍ عَلَى جَوَادِهِ يُرِيْدُ قَتْلَ رَسُولِ اللهِ صلى عليه وسلم، فَطَعَنَهُ رَسُولُ اللهِ صلى بِحَرْبَةٍ في تُرْقُوَتِهِ مَاتَ عَلَى إِثْرِهَا بِسَرِف. وَقُتِلَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَومَئِذٍ سَبْعُون، وَمِنْ الْمُشْرِكِيْنَ اثْنَانِ وَعِشْرُون. وَمَا أَشْرَقَتْ شَمْسُ اليَومِ التَّالِي حَتَّى نَدَبَ النَّبِيُّ صلى عليه الْمُسْلِمِينَ لِلْخُرُوجِ في أَثَرِ الْمُشْرِكِينَ إِرْهَاباً لَهُم، وَهِيَ ((غَزْوَةُ حَمْرَاء الأَسَد)) وَقَتَلَ فِيْهَا رَسُولُ اللهِ صلى مُعَاوِيَةَ بْنَ الْمُغِيْرَة. ثُمَّ كَانَ ((بَعْثُ الرَّجِيْع)) في صَفَر، سَّنَةِ أَرْبَع، وَفِيْهِ غَدَرَ بَنُو لِحْيَانَ بِالصَّحَابَة، وَفِيْهِ كَانَ ((بَعْثُ بِئْرِ مَعُونَة))، وَفِيْهِ غَدَرَتْ عُصَيَّةُ وَرِعْلٌ وَذَكْوَانُ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ بِخِيَارِ قُرَّاءٍ أَرْسَلَهُمْ النَّبِيُّ صلى إِلَى بَنِي عَامِرٍ لِيُعَلِّمُوهُمْ الإِسْلاَم، وَكَانُوا سَبْعِيْنَ صَحَابِيّاً، فَقَتَلُوهُمْغَدْراً، فَقَنَتَ رَسُولُ اللهِ صلى شَهْراً يَدْعُو عَلَيْهِم. ثُمَّ أَرَادَتْ يَهُودُ بَنِي النَّضِيرِ –كَعَادَتِهِمْ- الغَدْرَ بِرَسُولِ اللهِ صلى حَيْثُ هَمُّوا بِرَمِيِّ رَحَىً مِنْ صَخْرٍ عَلَيْهِ وَهُوَ تَحْتَ حَائِطٍ لَهُم، فَجَاءَهُ الوَحْيُ يُخْبِرُهُ بِغَدْرِهِم، فَقَامَ وَدَخَلَ حَائِطاً قَرِيْباً مِنْ الْمَدِيْنَة، وَأَخْبَرَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِكَيْدِهِم، وَنَدَبَ الْمُسْلِمِينَ لِقِتَالِهِم، وَذَلِكَ في رَبِيْعٍ الأَوَّل، فَحَاصَرَهُمْ سِتَّ لَيَال، ثُمَّ اتَّفَقُوا عَلَى الْخُرُوجِ مِنْ الْمَدِيْنَةِ إِلَى خَيْبَرَ وَالشَّام، وَأَنَّ لَهُمْ مَا حَمَلَتْهُ ظُهُورُ إِبِلِهِمْ مِنْ مَتَاعٍ غَيْرَ السِّلاَح. وَفي جَمَادَى الأُوْلَى كَانَتْ ((غَزْوَةُ ذَاتِ الرِّقَاعِ الأُوْلَى)) بِنَجْد، خَرَجَ فِيْهَا رَسُولُ اللهِ صلى لِلِقَاءِ غَطَفَان، وَلَمْ يَقَعْ قِتَال، وَوَقَعَتْ ((ذَاتُ الرِّقَاعِ الأُخْرَى)) بَعْدَ خَيْبَر. وَفي شَعْبَانَ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى إِلَى بَدْر، لِمَوعِدَةٍ وَعَدَهَا أَبُو سُفْيَانَ الْمُسْلِمِين: أَنَّ مَوعِدَكُمْ مِنْ قَابِل في بَدْر، وَوَصَلَ بَدراً وَمَكَثَ فِيْهَا ثَمَانِي لَيَال، وَلَمْ يَلْقَ كَيْداً، وَسُمِّيَتْ ((بَدْراً الصُّغْرَى)) و((بَدْراً الثَّالِثَة)) و((بَدْراً الْمَوعِد)). وَفي رَبِيْعٍ الأَوَّل، سَنَةَ خَمْسٍ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى وسلم إِلَى دَومَةِ الْجَنْدَلِ فَلَمْ يَلْقَ كَيْداً، وَعَادَ إِلَى الْمَدِيْنَة. وَفي شَوَّالَ وَقَعَتْ غَزْوَةُ الْخَنْدَق، وَكَانَ مِنْ أَمْرِهَا أَنَّ جَمعاً مِنْ يَهُودِ بَنِي النَّضِيرِ خَرَجُوا إِلَى مَكَّة، وَحَرَّضُوا قُرَيْشاً عَلَى الْحَربِ وَوَعَدُوهُمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ النَّصْر، ثُمَّ حَرَّضُوا غَطَفَان، وَوَاعَدُوا القَبَائِلَ حَتَّى بَلَغَ عَدَدُهُمْ عَشَرَةَ آلَفِ مُقَاتِل، فَاسْتَشَارَ رَسُولُ اللهِ صلى أَصْحَابَه في شَأْنِهِم، فَأَشَارَ سَلْمَانُ رض عنه بِحَفْرِ الْخَنْدَق ، فَحَفَرُوه ، وَجَاءَ الْمُشْرِكُونَ وَنَزَلُوا حَولَ الْمَدِيْنَة، وَنَقَضَتْ يَهُودُ بَنِي قُرَيْظَةَ العَهْد -كَعَادَتِهِمْ- فَكَانَ الْمُشْرِكُونَ كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: [ إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ] وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ كَمَا قَالَ تَعَالَى [ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالاً شَدِيْداً ] وَظَلَّ الْحِصَارُ شَهْراً لاَ يَصِلُ فَرِيقٌ إَلَى فَرِيْقٍ بِسَبَبِ الْخَنْدَق، وَلَمْ يَجْتَزْ الْخَنْدَقَ إِلاَّ الفَارِسُ عَمْرُو بْنُ ودّ، فَقَتَلَهُ عَلِيٌّ رضى الله عنه . ثُمَّ إِنَّ نَعِيْمَ بْنَ مَسْعُودٍ الأَشْجَعِيَّ أَسْلَمَ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى أَنْ يُخَذِّلَ عَنْه، فَأَوغَرَ صُدُورَ قُرَيْشٍ عَلَى يَهُود، وَيَهُودَ عَلَى قُرَيْش، فَأَصَابَ الفَرِيْقَيْنِ الْخَوَر، وَأَرْسَلَ اللهُ عَلَيْهِمْ رِيْحاً آذَتْهُم، فَارْتَحَلَتْ قُرَيْشٌ وَخَلَى رَسُولُ اللهِ صلى بِبَنِي قُرَيْظَة، فَحَاصَرَهُمْ في حُصُونِهِمْ خَمساً وَعِشْرِينَ لَيْلَة، وَخَيَّرَهُمْ في ثَلاَثِ خِصَال، فَأَبَوا عَلَيْه، وَجَعَلُوا يَسُبُّونَه، ثُمَّ أَمْكَنَ اللهُ رَسُولَهُ مِنْهُم، فَأَنْزَلَهُمْ عَلَى حُكْمِ سَعدِ بْنِ مُعَاذٍ رضي الله عنه ، فَحَكَمَ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُم، وَتُسْبَى ذَرَارِيْهِم، وَكَانُوا قَرِيْباً مِنْ سَبْعِ مِئَة. ثُمَّ كَانَتْ غَزْوَةُ بَنِي لِحْيَانَ في جُمَادَى الأُولَى وَهَرَبُوا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى إِلَى جِبَالِ غُرَان. ثُمَّ كَانَتْ ((غَزْوَةُ ذِي قَرَد)) وَسَبَبُهَا إِغَارَةُ عُيَيْنَةَ ابْنِ حِصْنٍ في أُنَاسٍ مِنْ غَطَفَانَ عَلَى لِقَاحِ النَّبِيِّ صلى ، فَاسْتَنْقَذَ عَامَّتَهَا مِنْه، وَعَاد. وَفي شَعْبَانَ غَزَا رَسُولُ اللهِ صلى بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَة، أَغَارَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ غَارُّونَ عَلَى مَاءٍ يُسَمَّى الْمُرَيْسِيْعَ عَلَى السَّاحِلِ غَرْبَ قُدَيْد. وَفي ذِي القَعْدَةِ كَانَتْ ((غَزْوَةُ الْحُدَيْبِيَة)) حَيْثُ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى في أَكْثَر مِنْ أَلْفٍ وَثَلاَثِ مِئَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ يُرِيْدُ العُمْرَة، فَصَدَّهُمُ الْمُشْرِكُونَ عَنْ البَيْت، ثُمَّ تَصَالَحُوا عَلَى أَنْ يَعُودُوا مِنْ عَامِهِم، وَيَعْتَمِرُوا مِنْ قَابِل، وَأَنْ لاَ يَدْخُلُوا مَكَّةَ إِلاَّ في جُلُبَّانِ السِّلاَح، وَأَنْ لاَيُقِيْمُوا فِيْهَا أَكْثَرَ مِنْ ثَلاَث، وَأَنْ يَأْمَنُوا مَا بَيْنَهُمْ عَشْرَ سِنِين، وَأَنْ مَنْ شَاءَ دَخَلَ في عَقْدِ قُرَيْش، وَمَنْ شَاءَ دَخَلَ في عَقْدِ رَسُولِ اللهِ صلى وسلم ، وَمَنْ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ –وَإِنْ كَانَ مُسْلِماً- فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى يَرُدُّهُ إِلَيْهِم، وَمَنْ خَرَجَ مِنْ الْمَدِيْنَةِ يُرِيْدُ مَكَّةَ لاَ يُرْجِعُونَه، إِلاَّ النِّسَاءَ فَلاَ يُرْجَعْنَ إِلَى الكُفَّار. ثُمَّ بَلَغَهُ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَتَلُوا عُثْمَانَ رضي عنه فَتَعَاهَدَ مَعَ أَصْحَابِهِ رضي عنه عَلَى الْمَوت، وَهِيَ بَيْعَةُ الرِّضْوَان، فَبَايَعَهُ جَمِيْعُ الصَّحَابَةِ تَحْتَ الشَّجَرَة، وَبَايَعَ رَسُولُ اللهِ صلى لِعُثْمَانَ رضي عنه ، وَسَلَّمَ اللهُ عُثْمَانَ مِنْهُم. وَفي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى إِلَى خَيْبَر، وَأَخَذَ يَفْتَحُهَا حِصناً حِصناً، وَخَمَّسَهَا، وَجَعَلَ نِصْفَهَا لِلْمُسْلِمِين، وَنِصْفَهَا لِمَصَالِحِهِ وَمَا يَنُوبُهُ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِين، وَصَالَحَ يَهُودَ عَلَى العَمَلِ في الْمَزَارِع، وَأَنْ يُخْرِجَهُمُ الْمُسْلِمُونَ مِنْهَا مَتَى شَاؤُوا، وَأَهْدَتْهُ يَهُودِيَّةٌ شَاةً مَصْلِيَّة، وَضَعَتْ فِيْهَا سَمّاً وَأَكْثَرَتْ مِنْهُ في كَتِفِهَا، فَأَكَلَ مِنْهَا بِشْرُ بِنُ البَرَاءِ رضي عنه فَمَات، وَنَهَشَ رَسُولُ اللهِ صلى مِنْ كَتِفِهَا، فَتَكَلَّمَتْ الكَتِفُ مُخْبِرَةً أَنَّهَا مَسْمُومَة، فَأَثَّرَ السَّمُّ في رَسُولِ اللهِ صلى إِلَى حِيْنِ وَفَاتِه. ثُمَّ فُتِحَتْ ((فَدَك)) بِدُونِ حَرْب، وَبَعْدَهَا فُتِحَ ((وَادِي القُرَى)).
|
|
العابد
اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
| موضوع: رد: من سيـرة المصطفى صلى الله عليه وسلم الجمعة 25 ديسمبر 2015 - 14:48 | |
|
ثُمَّ فُتِحَتْ ((فَدَك)) بِدُونِ حَرْب، وَبَعْدَهَا فُتِحَ ((وَادِي القُرَى)). وَفي ذِي القَعْدَةِ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى إِلَى مَكَّةَ مُعْتَمِراً عُمْرَةَ القَضَاء، وَعَادَ بَعْدَ ثَلاَثَةِ أيَّام. وَفي جُمَادَى الآخِرَة، سَنَةَ ثَمَانٍ كَانَ ((بَعْثُ مُؤْتَة))، في ثَلاَثَةِ آلاَفِ مُقَاتِل، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ هِرَقْلُ في مَائَتِي أَلف، وَالتَقَى الْجَمْعَان، فَقُتِلَ زَيْدٌ ثُمَّ جَعْفَرٌ ثُمَّ ابْنُ رَوَاحَةَ ، فَأَخَذَ الرَّايَةَ خَالِدٌ ، وَانْحَازَ بِالْمُسْلِمِينَ حَتَّى إِذَا جَنَّ اللَّيْلُ كَرَّ بِهِمْ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِيْنَة، وَسَلِمَ الْجَيْش. ثُمَّ إِنَّ خُزَاعَةَ الَّتِي دَخَلَتْ في عَقْدٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى غَدَرَتْ بِهَا بَنُو بَكْرٍ الَّتِي دَخَلَتْ في عَقْدٍ مَعَ قُرَيْش، عَلَى مَاءٍ يُسَمَّى الْوَتِير، وَأَعَانَتْهُمْ قُرَيْشٌ عَلَى غَدْرِهِم، فَانْتَقَضَ العَهْدُ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى لِقِتَالِ قُرَيْشٍ في عَشَرَةِ آلاَفِ مُقَاتِل، وَلمْ تَعْلَمْ بِخُرُوجِهِ قُرَيْشٌ حَتَّى وَصَلَ مَرَّ الظَّهْرَان (الْجَمُوم) فَخَرَجَ أَبُو سُفْيَانَ وَنَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَأَعْلَنَ إِسْلاَمَه، وَانْطَلَقَ إِلَى مَكَّةَ يُخْبِرُ النَّاسَ بِالأَمَانِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى ، وَأَنَّ مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُو آمِن، وَمَنْ دَخَلَ دَارَهُ فَهُو آمِن، وَمَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَهُوَ آمِن. وَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى مَكَّةَ فَاتِحاً، وَكَانَ أَوَّلَ أَمْرٍ صَنَعَهُ تَكْسِيْرُهُ الأَصْنَام. قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رضي عنه: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى مَكَّةَ وَحَوْلَ الْكَعْبَةِ ثَلاَثُ مِائَةٍ وَسِتُّونَ صَنَماً، فَجَعَلَ يَطْعُنُهَا بِعُودٍ كَانَ بِيَدِه وَيَقُول: (( [ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ] [ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ] )). وَلَمْ يَدْخُلْ الْكَعبَةَ حَتَّى مُحِيَتْ الصُّوَرُ الَّتِي فِيْهَا. وَأَرْسَلَ صلى قَادَةَ جُيُوشِهِ وَسَرَايَاهُ لِهَدْمِ وَحَرْقِ الأَصْنَام في نَوَاحِي البِلاَد، فَهَدَمُوا ذَا الْخَلَصَة، وَسُوَاع، وَالعُزَّى، وَمَنَاة، وَأَرْسَلَ في القَبَائِلِ: مَنْ كَانَ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَعِنْدَهُ صَنَمٌ فَلْيَكْسِرْه، فَجَعَلَ النَّاسُ يَكْسِرُونَهَا. وَبَعَثَ صلى السَّرَايَا يَدْعُونَ النَّاسَ إِلَى الإِسْلاَم، وَعَفَا عَنْ قُرَيْش. وَلَمَّا بَلَغَ هَوَازِنَ وَثَقِيْفاً أَمْرُ الفَتْحِ، اجْتَمَعُوا مَعَ قَبَائِلِ الطَائِفِ لِقِتَالِ رَسُولِ اللهِ صلى ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ في شَوَّال، وَمَعَهُ اثْنَا عَشَرَ أَلفاً، وَالتَقَى الْجَيْشَانِ في وَادِي حُنَيْنٍ بِتُهَامَة، فقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ: لَنْ نُغْلَبَ اليَومَ مِنْ قِلَّة ! فَكَمَنَتْ لَهُمْ هَوَازِنُ وَمَنْ مَعَهُم –وَكَانُوا رُمَاةً- وَأَمْطَرُوا الْمُسْلِمِينَ بِسَيْلٍ مِنْ النَّبْلِ حَتَّى اخْتَلَطَ الْجَيْشُ بِبَعْضِه، وَفَرَّ مَنْ فَرَّ مِنْهُم، فَتَقَدَّمَ النَّبِيُّ صلى إِلَى العَدُو، وَأَمَرَ عَمَّهُ العَبَّاسَ أَنْ يُنَادِي في النَّاسِ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَار، يَا مَعْشَرَ أَصْحَابِ الشَّجَرَة، حَتَّى عَادُوا إِلَيْهِ صلى وَاجْتَلَدُوا مَعَ هَوَازِن، فَأَلْقَى اللهُ في قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ، فَانْهَزَمُوا، وَأَسَرَهُمْ الْمُسْلِمُونَ وَفَرَّ بَعْضُهُمْ إِلَى أَوْطَاس، وَإِلَى الطَّائِف، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى أَبَا عَامِرٍ الأَشْعَرِيَّ فَهَزَمَهُم. ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى إِلَى الطَّائِف، وَحَاصَرَهُم، وَعَادَ إِلَى الْجِعْرَانَة، فَلَحِقَتْهُ هَوَازِنُ وَأَعْلَنَتْ إِسْلاَمَهَا، فَأَعَادَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى السَّبْيَ، وَاعْتَمَرَ مِنْ الْجِعْرَانَة، وَأَمَّرَ عَلَى الْحَجِّ عَتَّابَ بْنَ أَسِيدٍ رضي عنه . ثُمَّ أَنْزَلَ تَعَالَى قَولَه [ قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِالْيَومِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِيْنُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنْ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ] فَنَدَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الْمُسْلِمِينَ لِلْخُرُوجِ إِلَى تَبُوك لِقِتَالِ الرُّوم، في رَجَبٍ مِنْ سَنَةِ تِسْع، وَهِيَ الغَزْوَةُ الَّتِي صَرَّحَ لِلْنَّاسِ بِعَزْمِهِ لِلْخُرُوجِ إِلَيْهَا؛ وَذَلِكَ لِشِدَّةِ العَدُوِّ وَكَثْرَتِه، وَلِبُعْدِ الشُّقَّة، وَقَدْ طَابَتِ الثِّمَارُ في زَمَنِ جَدْب. وَفي هَذِهِ الغَزْوَةِ أَنْفَقَ عُثْمَانُ رضي عنه أَلْفَ دِيْنَارٍ، وَحَمَلَ عَلَى أَلْفِ بَعِيْرٍ، وَمَائَةِ فَرَسٍ في سَبِيْلِ الله، وَنَهَضَ رَسُولُ اللهِ صلى في ثَلاَثِيْنَ أَلْفَ مُقَاتِل. وَلَمَّا وَصَلَ صلى إِلَى تَبُوك لَمْ يَلْقَ كَيْداً، وَصَالَحَ صَاحِبَ أَيْلَة، وَأُكَيْدرَ دَوْمَة وَرَدَّهُ إِلَى دَوْمَة. وَرَجَعَ صلى إِلَى الْمَدِيْنَةِ في رَمَضَان، وَأَمَرَ بِهَدْمِ مَسْجِدِ الضِّرَار. ثُمَّ قَدِمَ وَفْدُ ثَقِيْف، فَأَنْزَلَهُمْ النَّبِيُّ صلى في الْمَسْجِد، وَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُمْ يُرِيْدُونَ الإِسْلاَمَ بِشَرطِ أَنْ لاَ يَهْدِمَ الَّلاَت، فَلَمْ يُجْبْهُمْ إِلَى طَلَبِهِم، فَأَسْلَمُوا، وَأَرْسَلَ مَعَهُمْ أَبَا سُفْيَانَ وَالْمُغِيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا لِهَدْمِ الَّلات، فَهَدَمُوهَا. وَلَمَّا جَاءَ الْمَوسِمُ أَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى أَبَا بَكْرٍ رضي عنه أَمِيْراً عَلَى الْحَجّ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِعَلِيٍّ رضي الله عنه بِسُورَةِ بَرَاءَة، وَأَنْ لاَ يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِك، وَأَنْ لاَ يَطُوفَ بِالبَيْتِ عُرْيَان. وَتَوَاتَرَتْ وُفُودُ قَبَائِلِ العَرَبِ في سَنَةِ عَشْرٍ عَلَى رَسُولِ للهِ صلى مُذْعِنِيْنَ بِالإِسْلاَم، دَاخِلِينَ في دِيْنِ اللهِ أَفْوَاجاً. وَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى مُعَاذاً وَأَبَا مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا إِلَى الْيَمَن، وَبَعَثَ الرُّسُلَ إِلَى مُلُوكِ الأَقْطَارِ يَدْعُوهُمْ إِلَى الإِسْلاَم، وَانْتَشَرَتِ الدَّعْوَةُ وَعَلَتْ كَلِمَةُ الْحَقِّ، وَأَعَزَّ اللهُ حِزْبَهُ وَأَذَلَّ الأَحْزَابَ وَحْدَه. وَلَمَّا كَانَ يَومُ الرَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ ذِي القَعْدَةِ مِنْ العَامِ العَاشِرِ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى وَمَعَهُ أَهْلُ الْمَدِيْنَةِ وَمَنْ حَولَهَا مِنْ القَبَائِلِ قَاصِداً بَيْتَ اللهِ الْحَرَام، وَسَاقَ الْهَدْيَ مَعَهُ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَة، وَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ طَافَ وَسَعَى، وَلَمَّا كَانَ يَومُ التَّروِيَةِ خَرَجَ إِلَى مِنَى، وَخَرَجَ مِنْهَا يَومَ التَّاسِعِ إِلَى عَرَفَة ، وَخَطَبَ النَّاسَ خُطْبَةً عَظِيْمَة، ثُمَّ بَاتَ بِالْمُزْدَلِفَة، وَفي صَبَاحِ العَاشِرِ سَارَ إِلَى جَمْرَةِ العَقَبَةِ فَرَمَاهَا، وَنَحَرَ ثَلاَثاً وَسِتِّينَ بَدَنَةً بِيَدِهِ الشَّرِيْفَة ، وَأَتَمَّ عَلِيٌّ رضي عنه الْمَائة، ثُمَّ حَلَق، ثُمَّ أَفَاضَ بِالبَيْت، وَسَعَى سَعْيَ الْحَجّ، وَخَطَبَ ثَانِي أَيَّامِ النَّحْرِ خُطْبَةً عَظِيْمَة. ثُمَّ عَادَ صلى إِلَى الْمَدِيْنَة، فَأَقَامَ بِهَا إِلَى صَفَر، وَبَدَأَ بِهِ وَجَعُهُ صلى ،فَاسْتَأْذَنَ نِسَاءَهُ في أَنْ يُمَرَّضَ عِنْدَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وَالصِّدِّيقُ عنه يُصَلِّي بِالنَّاس، وَجَهَّزَ جَيْشَ أُسَامَةَ عنه لِغَزْوِ الشَّام. وَقُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى ضُحَى يَومِ الإِثْنَينِ مِنْ رَبِيْعٍ الأَوَّل، وَاخْتُلِفَ في أَيِّ يَومٍ كَان، وَكَانَ عُمرُهُ صلى ثَلاَثاً وَسِتِّينَ سَنَةً عَلَى الأَشْهَر، وَجُهِّزَ صلى ، فَغَسَلُوهُ في قَمِيصِه، تَوَلَّى ذَلِكَ عَمُّهُ العَبَّاسُ وَابْنُهُ قُثَمُ وَعَلِيٌّ وَأُسَامَةُ، وَمَولاَهُ شُقْرَانُ . وَكَفَّنُوهُ في ثَلاَثَةِ أَثْوَابِ قُطْنٍ سَحُولِيَّةٍ بِيْض لَيْسَ فِيْهَا قَمِيْص. وَصَلَّى عَلَيْهِ الرِّجَالُ ثُمَّ الصِّغَارُ ثُمَّ النِّسَاء، وَدُفِنَ رَسُولُ اللهِ صلى يَومَ الثُّلاَثَاءِ سَحَراً في بَيْتِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا في الْمَوضِعِ الَّذِي مَاتَ فِيْه، لأَنَّ الأَنْبِيَاءَ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ يُدْفَنُونَ حَيْثُ مَاتُوا. وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَومِ الدِّين.
|
|