أوجه متعددة للإعجاز في الآية
1- إن إعصار النار لديه القدرة على إحراق بستان كبير (أو جنة)
طوله خمسة كيلومترات وخلال عشر دقائق فقط
حيث بينت الدراسات
أن هذا النوع من الأعاصير
يسير بسرعة تبلغ أكثر من 30 كيلومتراً في الساعة.
ولذلك استخدم القرآن حرفي فاء لوصف إحراق الجنة (البستان)
حيث إن حرف الفاء يستخدم في اللغة للتعبير عن السرعة والمباغتة.
قال تعالى:
(فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ)
الفاء الأولى في كلمة (فَأَصَابَهَ)
والفاء الثانية في كلمة (فاحْتَرَقَتْ)
تدلان على السرعة
وهذا ما يحدث بالضبط في حالة إعصار النار
حيث يتشكل هذا الإعصار بشكل مفاجئ
ويحرق الأشجار والبيوت بسرعة كبيرة
وهكذا فإن استخدام حرف الفاء يدل على سرعة الاحتراق
وبالفعل تبين تسجيلات العلماء هذا الأمر بوضوح
حيث نلاحظ من تصوير الفيديو
السرعة الكبيرة التي تحترق فيها الغابة
بعكس الحرائق العادية التي تستغرق زمناً أطول.
بينما في قوله تعالى:
(وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ)
استخدم حرف الواو الذي يدل على التراخي
لأن الكبر لا يصيب الإنسان فجأة
بل خلال سنوات
فسبحان الله.
2- إن العلماء يؤكدون أن هذه الظاهرة (إعصار النار)
ظاهرة نادرة وغير مألوفة
ولم يتم توثيقها إلا في القرن الحادي والعشرين
يقول العلماء إن إعصار النار لم يلاحظه أحد من قبل
بسبب خطورته وعدم التمييز بينه وبين الحرائق العادية للغابات
ومع التطور العلمي وسهولة التصوير والتوثيق
تمكن الإنسان من توثيق هذه الظاهرة
لأول مرة عام 2003م
ودراستها بشكل مفصل عام 2013م
ولذلك فإن أول إشارة علمية
أو أول توثيق علمي لظاهرة إعصار النار
جاء في القرن السابع الميلادي في القرآن الكريم.
وإن وجود ذكر لإعصار النار في القرآن الكريم
هو دليل مادي على إعجاز القرآن.
3- يؤكد العلماء أنه لولا تطور التكنولوجيا الرقمية
وانتشار وسائل القياس والتصوير الدقيق
ولولا الجفاف الذي يضرب بعض مناطق العالم اليوم
والتغير المناخي وارتفاع حرارة الأرض
وزيادة حرائق الغابات نتيجة ذلك
لم يكن من الممكن اكتشاف إعصار النار.
وهذا يدل على أنه
لا توجد إمكانية لدى أحد
للتنبؤ بمثل هذه الأعاصير أو الحديث عنها
فكيف علم النبي الكريم بها
لولا أن الله تعالى هو الذي أخبره
لتكون هذه الحقيقة
شاهداً على صدق نبوته
عليه الصلاة والسلام.
4- لقد وصف الله تعالى لنا
ذلك البستان الذي أصابه إعصار النار
(جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ)
أي أن هذا الإعصار أصاب جنة مثمرة
وبالفعل يقول العلماء
إن إعصار النار غالباً
ما يصيب الغابات ذات الأشجار الكثيفة
ولا يقع في الصحراء
وهذا يؤكد دقة التعبير القرآني.
أي أن القرآن بذلك
قد أخبر عن إعصار النار
وحدد لنا مكان عمل هذا الإعصار
وهي الأماكن التي تحتوي على الأشجار.