قصص الصحابة
أمرقيصر بأن يحضر بين يديه أسير من المسلمين
فجاءوا بعبدالله بن حذافة يجرونه والأغلال في يديه و قدميه
فقال له:" تَنَصّر وأنا أطلقك من الأسر!"
قال عبد الله:" لا "
فقال قيصر:
" تنصّر وأعطيك نصف ملكي وأشركك في الحكم معي"
فقال عبد الله - رضي الله عنه -:
" لا والله لو أعطيتني ملكك وملك آباءك وملك العرب والعجم على أن أرجع عن ديني طرفة عين مافعلت"
فغضب قيصر وقال:
" إذاً أقتلك"!
فقال:
" اقتلني " فأمر به فسحب وعلق على خشبة وأمر الرماة أن يرموا السهام حوله وقيصر يعرض عليه النصرانية وهو يأبى وينتظر الموت
فلما رأى قيصر إصراره أمر بأن يمضوا به إلى الحبس وأن يمنعوا عنه الطعام والشراب فمنعوهما عنه حتى كاد أن يموت من الظمأ ومن الجوع فأحضروا له خمرا ولحم خنزير
فلما رآهما عبد الله، قال:
" والله إني لأعلم أني لمضطر وإن ذلك يحل لي في ديني، ولكن لا أريد أن يشمت بي الكفار"
فلم يقرب الطعام
فأُخبر قيصر بذلك
فأمر له بطعام حسن
ثم أمر أن تدخل عليه امرأة حسناء تتعرض له بالفاحشة
فأدخلت عليه أجمل النساء، فلم يلتفت إليها ....
فلما رأت ذلك خرجت وهي غاضبة
وقالت:
" لقد أدخلتموني على رجل لا أدري أهو بشر أو حجر
وهو والله لا يدري عني أأنا أنثى أم ذكر!!"
فلما يأس منه قيصر أمر بقدر من نحاس
ثم أغلى الزيت وأوقف عبدالله أمام القدر وأحضر أحد الأسرى المسلمين موثقا بالقيود
وألقوة في الزيت المغلي فصرخ صرخه ومات
وطفت عظامه تتقلب فوق الزيت
وعبدالله ينظر إلى العظام فالتفت إليه قيصر وعرض عليه النصرانية فأبى
فاشتد غضب قيصر وأمر به أن يطرح في القدر
فلما جروه وشعر بحرارة النار بكى!! ودمعت عيناه!!
ففرح قيصر
فقال له:
" تتنصر وأعطيك
وأمنحك "
فرفض
قال:
" اذن ما الذي أبكاك!؟"
ولقد وددت لو كان لي بعدد شعر رأسي نفوس كلها تموت في سبيل الله مثل هذه الموتة"
فقال له قيصر بعد أن يأس منه:
" هل لك أن تقبل رأسي وأخلي سبيلك " ....
فقال عبدالله:
" وتخلي عن جميع أسارى المسلمين "
فقال:
" أجل "
فقبل عبد الله رأسه ثم أطلق مع باقي الأسرى
فقدم بهم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فأُخبر عمر بذلك،
فقال عمر
"حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حُذافة
فقام عمر فقبّل رأسه "
رضي الله عنهم
ما أجمل سيرتهم وما أعظم صبرهم وما أشد تضحيتهم في سبيل الله
هؤلاء هم الأبطال الذي يقتدى بهم
ما أجملها من عزة وما أروعها من قصة
اللهم إرحم موتانا وموتى المسلمين
واحقن دماء الموحدين
في كل مكان