ذهب أهل الدثور بالأجور
فإن فضل رسول الله ليس
له حد فيعرب عنه ناطق بفم
يآ أيها المدثر:
خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ووصف لحاله مأخوذة من الدثور
وفي اللغة الغنى المادي أو المعنوي
ومنها قول الصحابة رضي الله عنهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم
( ذهب أهل الدثور بالأجور )
أي كسب أصحاب المال من كبار الصحابة وغيرهم رضوان الله عليهم بإنفاقهم كسبآ عظيمآ كبيرآ.
وعلى هذا فالمدثر هو الغني المزدان بالثراء
وهي هنا الحائز على الغنى القلبي والحائز على الكمالات الانسانية المترف بالعطاءات القلبية من ربه الغني المغني
فهو تعالى الذي أمده بالثراء الكوني فجعله رحمة للعالمين
بدءآ من السادة المرسلين والنبيين العظماء إلى المتقين والمؤمنين أجمعين
إذ خصه بالتنزيل لكلامه تعالى المبين بقوله الكريم .
ولغويآ كلمة (مدثر) بفقه اللغة مشتقة من كلمتين :
مد (بتشديد حرف الدال) أي امدد
و ثر: أثرهم من الثراء .( ولقد ءاتيناك سبعآ من المثاني والقرءان العظيم.
القرءان :
المتضمن الكتب القيمة والصحف المقدسة
فالله يخاطب رسوله صلى الله عليه وسلم
{ يآ أيها المدثر } :
أي يا رسولي اقسم عطاءاتي وجناتي المتواردة مني عليك على عبادي
فأنا المعطي وأنت القاسم
فهو صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين
ليهدينا ويدلنا إلى الكنز الذي منه بحور النعيم والغنى والثراء على العالمين
فهو المدثر بخيرات الإله التي نالها وأحبها لهم .
فالرسول صلى الله عليه وسلم بإقباله على الله نال مانال وشاهد أن إخوانه لم ينالوا مثله من ربهم فأحب واشتهى لهم ما نال
وطلب من الله أن يجعله بابآ لهم لينالوا مثله والله سبحانه مع الخير
فأذن للرسول بهذا الطلب وقال له
يا أيها الغني مني وبي زاملهم وصاحبهم
( يا أيها المزمل)
ولا تعد عيناك عنهم
{ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه...}.
لإثرائهم ثراء وغنى قلبيآ وغنى دنيويآ لافقر بعده ليغدوا بالثراء الكلي دنيا وآخرة
وللأبد بالجنات رافلين.
والحمد لله رب العالمين