اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 31873 تاريخ التسجيل : 19/12/2013 الموقع : بيت المعز المزاج : مع الله والحمد لله
موضوع: ما حقيقة القلب الذي ورد في لغة القرآن والسنة ؟ الإثنين 9 نوفمبر 2015 - 21:17
ً حقيقة القلب الذي ورد في القرآن والسنة هو : المضغة الموجودة في الصدر نحو الجانب الأيسر، كما قال تعالى: ( أفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور )ِ الحج : 46 وورد عند البخاري من حديث النعمان رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : ( ألا وإِن فِي الجسد مُضْغة، إِذا صلحت صلح الجسد كُلهُ، وإِذا فسدت فسد الجسد كُلهُ ألا وهِي القلبُ ) ويأتي القلب بمعني التقليب: فقلب الشيء هو صرفه من وجه إلى آخر، وقلب الإنسان سمي بذلك لكثرة تقلبه، كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم : (إِنما سُمِّي القلبُ مِن تقلبهِ، إِنما مثل القلبِ كمثل رِيشة مُعلقة فِي أصْل شجرة، يقلبُها الرًّيح ظهْرًا لبطْن) وكذلك يأتي القلب بمعني اللب والخلاصة: فقلب كل شيء لبه وخلاصته، وقلب الإنسان هو خلاصة ما فيه. روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : (التّقْوى ها هُنا، ويُشِيرُ إِلى صدْرِهِ ثلاث مرّاتٍ) ويأتي القلب بمعني البحث والنظر في عواقب الأمور: تقول : أقلب الموضوعات وأبحثها وأنظر في عواقبها ، وهذه أيضا صفة قلب الإنسان. و روى ابن ماجة وصححه الألباني من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم كان يكثر أن يقول : (اللهُمّ ثبِّت قلبِي على دينك، فقال رجل: يا رسول اللهِ، تخافُ علينا وقد آمنا بِك وصدقْناك بِما جئْت بِهِ ؟ فقال : إِن القُلوب بين إِصْبعين مِن أصابِعِ الرّحمن يقلبُها، وأشار الأعْمشُ بِإِصْبعيهِ) وقد دل مجموع ما ورد في القرآن والسنة على أن القلب له جانبان : - أحدهما جانب محسوس، - والآخر غيبي، وأن القلب شأنه في الخطاب شأن الإنسان مكون من جانبين ؛ - أحدهما مادي محسوس - والآخر روحي غيبي، ويسمى الإنسان إنسانا بجانبيه المادي والروحي معا، وكذلك القلب مكون من جانبين ؛ - أحدهما مادي محسوس مرئي، - والآخر روحي غيبي غير مرئي، ويسمى القلب قلبا بجانبيه المادي والروحي معا، وهو الموجود في الصدر والمشار إليه في الأدلة القرآنية والأحاديث النبوية. والجانب المحسوس جانب جبري مسير كآلة منتظمة لضخ الدم في سائر الجسم ويمكن الآن استبداله، أما الجانب الغيبي من القلب فهو جانب غير مرئي ملابس للجانب المحسوس يمثل هوية الإنسان في وصفه الذاتي الإرادي الاختياري، ويتبع الروح في خصائصها وسريانها وتوفيها عند النوم أو انفصالها عند الموت، فلا يمكن استبداله أو ذهابه إلا بذهاب الروح. وإذا نظرنا نظرة كلية لمجمل ما ورد في الأدلة القرآنية، وما ثبت في السنة النبوية يظهر وجه الشبه الكبير بين الجانبين: فالجانب الغيبي من القلب ينقسم إلى منطقتين كما هو الحال في الجانب المادي : - المنطقة الأولى هي مركز الخواطر وحديث النفس في الإنسان، وتحتوى كما بينت الأدلة النقلية القرآنية والنبوية على ركنين اثنين هما النازعان والهاتفان. أما المنطقة الثانية فهي منطقة الكسب وأعمال القلوب، وتحتوى على ركنين اثنين أيضا، تتردد الأعمال فيها بين طريق الخير وطريق الشر، أو بين نجدين اثنين مطروحين أمام أعمال القلوب في منطقة الكسب، وكما وجد عامل أمان في الجانب المحسوس يتمثل في الصمامين، كذلك يوجد بين المنطقتين صمام أمان للمساعدة على حسن الاختيار، وهو العقل الكائن بالقلب والمتصل بالدماغ في ذاكرة الإنسان.