يحكىﺍﻥ ﺗﻌﻄﻠﺖ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺎﻓﺮﺓ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻓﻮﻗﻒ ﺷﺎﺏ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺧﺎﻓﺖ ﻭﺑﺪﺍ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﺍﺿﺤﺎً ﻷﻥ ﺷﻜﻠﻪ ﺃﻭﺣﻰ ﻟﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻓﻘﻴﺮ ﻭﻗﺪ ﻳﻐﺪﺭ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺔ ﻟﺤﻈﺔ .
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﺧﻴﺎﺭ ﺇﻻ ﺍﻥ ﺗﻘﺒﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﻷﻧﻬﺎ ﻇﻠﺖ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻤﺪ ﺷﺨﺺ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻟﻬﺎ .
ﺍﻗﺘﺮﺡ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻟﺘﻘﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﺍﻟﻘﺎﺭﺹ ﻓﻨﺰﻝ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺑﺪﺃ ﺑﺈﺻﻼﺣﻬﺎ.
ﺗﻤﻜﻦ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻓﺎﺑﺘﺴﻢ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺠﺮﺏ ﺗﺸﻐﻴﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ .
ﻧﺠﺢ ﺍﻷﻣﺮ، ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋﻨﺎﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﻟﻘﺎﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻟﺘﻌﻄﻴﻪ ﺃﻱ ﻣﺒﻠﻎ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﻧﻈﺮﺍً ﻟﺴﻮﺀ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﻮﺍﺟﻬﻪ ﻟﻮﻻ ﺧﺪﻣﺘﻪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ .
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺍﺳﻤﻲ " ﺃﺩﻡ " ﻭﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﻣﻨﻚ ﻣﺎﻻً .
ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪﻩ ﻣﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﻤﺪﻱ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺼﺎﺩﻓﻴﻪ ﻣﺤﺘﺎﺟﺎً ﻟﻬﺎ . ﺃﻛﻤﻠﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻓﺘﻮﻗﻔﺖ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻌﺔ ﺍﻣﻴﺎﻝ ﻟﺘﺮﺗﺎﺡ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﻄﺎﻋﻢ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ.
ﻭﺟﺪﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﻌﻢ ﻧﺎﺩﻟﺔ ﺣﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺷﻬﺮﻫﺎ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺗﺘﺴﻢ ﺭﻏﻢ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻭﺍﻵﻻﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ .
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺪﻣﺖ ﺍﻟﻨﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﻤﻞ ﻭﺟﻪ ﻭﺃﻋﻄﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻣﻨﺪﻳﻼً ﺟﺎﻓﺎً ﻟﺘﺠﻔﻒ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﺒﻠﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﺮ، ﺩﻓﻌﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ 100 ﺩﻭﻻﺭ، ﻓﺄﺳﺮﻋﺖ ﺍﻟﻨﺎﺩﻟﺔ ﻟﺠﻠﺐ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﻨﺪ ﻋﻮﺩﺗﻬﺎ.
ﻭﺟﺪﺕ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺪﻳﻦ ﻟﻠﺴﻴﺪﺓ ﺑﺎﻟﺒﺎﻗﻲ، ﺑﻞ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺗﺮﻛﺖ ﻟﻬﺎ 500 ﺩﻭﻻﺭ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺤﺖ ﻣﻔﺮﺵ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ .
ﻓﺮﺣﺖ ﺍﻟﻨﺎﺩﻟﺔ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻭﻫﻲ ﻋﺎﺋﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﺣﺎﺟﺘﻬﺎ ﻫﻲ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﻟﻠﻤﺎﻝ ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻣﻊ ﻗﺪﻭﻡ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻤﻘﺒﻞ .
ﺣﺎﻟﻤﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻋﺎﻧﻘﺖ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺃﺣﺒﻚ ﻳﺎ " ﺃﺩﻡ " ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺨﺒﺮﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ .
ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ ﻳﻌﻮﺩ ﺧﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﻴﻚ ﻭﺗﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻟﻐﻴﺮﻫﻢ