اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 25369 تاريخ التسجيل : 08/03/2010 المزاج : رايق !!
موضوع: معنى الترتيل !! الأحد 27 سبتمبر 2015 - 14:36
في معنى الترتيل ومن آداب قراءة القرآن الكريم الذي يبعث على التأثير في النفس، ويجدر بالقارئ أن يراعيه، هو الترتيل في التلاوة، وهو كما في الحديث عبارة عن الحد الوسط بين السرعة والعجلة من جهة، والتأني والفتور المفرطين الموجبين لتفرّق الكلمات وانتشارها من جهة أخرى. عن محمَّد بن يعقوب بإسناده عن عبد الله بن سليمان قالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السّلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعالى: (وَرَتَّل القُرْآنَ تَرْتِيلاً) قال: قال أميرُ المُؤْمِنِينَ عليه السّلام: تَبَيَّنْهُ تِبْياناً(تَبْييناً - خ ل) وَلاَ تَهُدَّهُ هَدَّ الشِّعْرِ وَلاَ تَنْثُرْهُ نَثْرَ الرَّمْلِ وَلكِنْ أَفْرِغُوا قُلُوبَكُمُ القَاسِيَةَ وَلاَ يَكُنْ هَمُّ أَحَدِكُمْ آخِرَ السُّورَةِ (أي لا يكن هدفكم ختم القرآن في أيام معدودة أو الإسراع في قراءة السورة والبلوغ إلى آخرها). فالإنسان الذي يريد أن يتلو كلام الله، ويداوي قلبه القاسي، ويشفي أمراضه القلبية من خلال قراءته للكلام الجامع الإلهي، ولكي يطوي مع نور هداية المصباح الغيبي المنير، وهذا النور على النور السماوي، طريق الوصول إلى المقامات الأخروية والمد ارج الكمالية، لا بد له من توفير الأسباب الظاهرية والباطنية والآداب الصورية والمعنوية. أما أمثالنا عندما نقرأ القرآن بعض الأحيان، فمضافاً إلى أننا نغفل نهائياً عن معاني الآيات الكريمة، وأهدافها السامية وأوامرها ونواهيها ووعظها وزجرها، وكأنّ آيات الجنّة ونعيمها، وآيات جهنم والعذاب الأليم، لا تعنينا، بل - نعوذ بالله - يكون انتباهنا وتوجّه قلوبنا عند قراءة الكتب القصصية أكثر من توجهنا حين تلاوتنا للآيات المجيدة، مضافاً إلى ذلك فإننا في غفلة حتى عن الآداب الظاهرية لقراءة القرآن الكريم. وقد ورد في الأحاديث الشريفة، الأمر بقراءة القرآن بصوت حزين وجميل (وَعَنْ أَبي الْحَسنَ عَلَيه السَّلام قالَ ذَكَرتُ الصَّوتَ عِنْدُهُ فَقالَ إِنَّ عَلي بنُ الحُسين عَلَيهما السَّلام كانَ يَقْرأُ فَرُبّما مَرَّ بِه المارّ فَصَعِقَ مِنْ حُسْنِ صَوْتِه، وأَنَّ الإِمامَ لَوْ أَظْهَرَ مِنْ ذلِكَ شَيئاً لَما إِحْتَمَلَهُ النَّاسُ مِنْ حُسْنِةِ) ونحن عندما نريد أن نُري للناس صوتنا الحسن وأنغامه الجميلة، نلتجأ إلى قراءة القرآن أو الآذان، من دون أن نستهدف تلاوة القرآن والعمل بهذا الاستحباب. وعلى كل حال إن مكائد الشيطان وأضاليل النفس الأمارة كثيرة، وغالباً يلتبس الحق بالباطل، والحسن بالقبيح، فيجب أن نلوذ إلى الله سبحانه ونعوذ به من هذه الأشَرْاكَ والأفخاخ.