المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا Empty
مُساهمةموضوع: ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا   ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا I_icon_minitimeالأربعاء 16 سبتمبر 2015 - 12:37

ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا Images?q=tbn:ANd9GcQt7Rwp9gNeWNqdt1LPU6qYYZ3TIYS0r-JoO4CDxW8FUIbTtzm-


ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا N4hr_12891285425

قال أبي : لقد وعدتنا بالحديث عن الأمر الثاني بعد التوبة في رحلتنا المباركة هذه
قلت : نعم بارك الله فيكم وهو أمر عظيم أيضا ولا بد من مدارسته حتى نعرف ما يتعلق به إن السبيل الذي جاء في قوله تعالى :ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا B2ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا B1 .
قال أخي : وما معنى السبيل .
قلت : لقد فسره العلماء بالزاد والراحلة . أي يكون معه ما يكفيه للنفقة على نفسه في سفره وعلى من يعول في إقامتهم .
قال أبي : هذا من سماحة الإسلام ويسره فنظرا لأن الحج يقتضي سفرا ووسيلة السفر تحتاج مالا والإقامة تحتاج مالا ويمكث الإنسان أياما يحتاج فيها إلى طعام وشراب فجعل الله الحج لمن يستطيع ذلك ماليا وبدنيا .
قلت : نعم يا أبي هذا حق ولذلك فكل من ملك ما يكفيه لذلك وجب عليه الحج ويستحب له أن يجعل وأن يبادر قبل أن يحدث له طارئ يمنعه .


فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا H2 من أراد الحج فليعجل فإنه قد يمرض المريض وتضل الراحلة وتكون الحاجة ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا H1 . رواه أحمد والبيهقي والطحاوي وابن ماجة وعنه أنه - صلى الله عليه وسلم - قال : ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا H2 تعجلوا إلى الحج - يعني الفريضة - فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا H1 رواه أحمد والبيهقي وقال : ما يعرض له من مرض أو حاجة .
قال أخي : إن بعض الناس يملكون ما يكفيهم ويفيض عنهم ولكنهم لا يحجون .
قلت : إن هؤلاء يا أخي على خطر عظيم فتركهم لركن عظيم من أركان الإسلام توفرت لهم فيه الاستطاعة المالية والبدنية , والذي يمنعهم من الأداء شح مهلك , ولو أنهم علموا أن ما ينفقون في حجهم وعمرتهم يكون بركة في أرزاقهم , ويكون تنمية لحسناتهم لما بخلوا بالمال في النفقة على الحج والعمرة .


يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - :ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا H2 تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما تنقيان الفقر والذنوب كما ينقى الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا H1 رواه النسائي والترمذي وصححه 


وعن بريدة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا H2 النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله الدرهم بسبعمائة ضعف ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا H1 رواه ابن أبي شيبة وأحمد والطبراني والبيهقي وإسناده حسن
قال أبي : ولكن يا بني يلاحظ في هذه الأيام استهانة كثير من الناس في تحصيل الأموال ولا يبالون من حرام أم من حلال , فهل مثل هذه الأموال تصلح للنفقة في الحج ؟
قلت : يا أبي إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا H2 إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا H1 .


وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا H2 إذا خرج الحاج حاجا بنفقة طيبة ووضع رجله في الفرز (والفرز ركاب من جلد يعتمد عليه الراكب حين يركب ومعناه أن بدأ أولى خطوات الطريق) فنادى لبيك اللهم لبيك ناداه مناد من السماء لبيك وسعديك زادك حلال وراحلتك حلال وحجك مبرور غير مأزور وإذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الفرز فنادى لبيك ناداه مناد من السماء لا لبيك ولا سعديك زادك حرام ونفقتك حرام وحجك مأزور غير مأجورولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا H1 . قال المنذري : رواه الطبراني في الأوسط , ورواه الأصبهاني من حديث أسلم مولى عمر بن الخطاب مرسلا مختصرا .


فالمال ينبغي أن يكون حلالا خالصا
قال أخي : وكيف يكون حلالا ؟
قلت : أن يكون محصلا من طريق مشروع من عمل يد الإنسان , أو من جهده وعرقه في وظيفته أو عن طريق ميراث شرعي أو غير ذلك من الطرق المشروعة .


ولا يكون محصلا عن طريق الربا أو عن طريق النصب أو الغش أو غير ذلك من الطرق التي حرمها الله تعالى فإن المال الحرام لا يجعل العمل مقبولا , وكذلك إذا أدخل الإنسان جوفه من الحرام ردت عليه أعماله ودعواته .ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا B2انما يتقبل الله من المتقينولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا B1 . والتقي هو الذي يتقي ما حرم الله .


من أجل هذا أيها الأحباب رأينا قرار أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من الحرام ومن المال الذي فيه شبهة .


فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : كان لأبي بكر الصديق رضي الله عنه غلام يخرج له الخراج (والخراج شيء يجعله السيد على عبده يؤديه كل يوم وباقي كسبه يكون للعبد) وكان أبو بكر يأكل من خراجه فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر فقال له الغلام تدري ما هذا ؟ فقال أبو بكر وما هو ؟ فقال كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني لذلك هذا الذي أكلت منه فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه .


قال أبي : رضي الله عن أبي بكر : طهر جوفه من هذا الطعام


قلت : نعم يا أبي إن أبا بكر علمولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا H2 أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن حلوان الكاهن ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا H1 أي ما يأخذه على كهانته والكاهن من يخرج بما سيكون من غير دليل شرعي وقد كثر في الجاهلية قبل الإسلام .
قال أبي : لقد كانت النساء مثل الرجال في الورع وترك الشبهات فقد سمعنا أن المرأه كانت توص زوجها قبل خروجه من بيته وتقول له : اتق الله فينا وإياك والحرام فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار يوم القيامة .
قال أخي : ولكن لماذا يلجأ الناس إلى الحرام وقد تكفل الله بالأرزاق ؟


قلت : هذه قضية أخرى نتناولها إن شاء الله في الحلقة القادمة .
ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا 04
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا Empty
مُساهمةموضوع: رد: ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا   ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا I_icon_minitimeالأربعاء 16 سبتمبر 2015 - 12:54

ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا Images?q=tbn:ANd9GcS3JuLQOUadSB5AL1BVLjYP1ggqWRJ_T2lL_ssD9r-aVe0d-JXC


فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ
تفسير الجلالين«مقام إبراهيم» أي الحجر الذي قام عليه عند بناء البيت فأثر قدماه فيه وبقي إلى الآن مع تطاول الزمان وتداول الأيدي عليه ومنها تضعيف الحسنات فيه وأن الطير لا يعلوه «ومن دخله كان آمنا» لا يتعرض إليه بقتل أو ظلم أو غير ذلك «ولله على الناس حجُّ البيت» واجب بكسر الحاء وفتحها لغتان في مصدر حج بمعنى قصد ويبدل من الناس «من استطاع إليه سبيلا» طرقاً فسره بالزاد والراحلة رواه الحاكم وغيره «ومن كفر» بالله أو بما فرضه من الحج «فإن الله غني عن العالمين» الإنس والجن والملائكة وعن عبادتهم.
تفسير الميسر
في هذا البيت دلالات ظاهرات أنه من بناء إبراهيم، وأن الله عظَّمه وشرَّفه، منها: مقام إبراهيم عليه السلام، وهو الحَجَر الذي كان يقف عليه حين كان يرفع القواعد من البيت هو وابنه إسماعيل، ومن دخل هذا البيت أَمِنَ على نفسه فلا يناله أحد بسوء. وقد أوجب الله على المستطيع من الناس في أي مكان قَصْدَ هذا البيت لأداء مناسك الحج. ومن جحد فريضة الحج فقد كفر، والله غني عنه وعن حجِّه وعمله، وعن سائر خَلْقه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا Empty
مُساهمةموضوع: رد: ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا   ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا I_icon_minitimeالأربعاء 16 سبتمبر 2015 - 13:00

ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا 343721744874

﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾
[ سورة آل عمران: 96-97 ]
 أيها الأخوة الكرام، بين يدي هذه الآية الحج رحلةٌ إلى الله، الله جلّ جلاله في كل مكان وفي كل زمان، ولكن شاءت حكمته أن يتخذ في الأرض بيتاً، ليكون الذي يأتيه معبراً عن أن تلبية دعوة الله لزيارة بيته أغلى عنده من بيته وأولاده وعمله وماله.

 لأن الحج أيها الأخوة عبادةٌ متميزة فيها تفرغٌ وتفريغ، تؤدي الصلاة وأنت في بلدك، تصوم وأنت في بلدك، تؤدي الزكاة وأنت في بلدك، إلا الحج فلا يؤدى إلا في مكانٍ مخصوص، وفي وقتٍ مخصوص، لابد من أن تترك بيتك، وزوجتك، وأولادك، وعملك، وكل المظاهر الدنيوية التي تحيط نفسك بها، لابد من أن تخلع كل الأقنعة التي تشوه الإنسان.

 فالحج أيها الأخوة في العمق من أرقى العبادات، بل هو عبادة العمر، الصلاة شحنة روحية تشحن بها في اليوم خمس مرات، وكأن هذه الشحنة تكفيك للفرض الثاني، ولكن صلاة الجمعة شحنةٌ أسبوعية، وكأن هذه الشحنة الروحية تكفيك للأسبوع القادم، ورمضان شحنةٌ سنوية، وكأن هذه الشحنة تكفيك لرمضان القادم، لكن عبادة العمر، الشحنة التي ينبغي أن تؤدى في العمر مرة واحدة، والتي يمكن أن تلقي الله بها، هي شحنة الحج.

الله عز وجل جعل الحج الرحلة قبل الأخيرة كي تنزع الأقنعة :
 الإنسان أيها الأخوة ينمو، ينمو في جسمه، ينمو في ماله، ينمو في علمه، ينمو في أتباعه، ينمو في مكانته، هذا النمو يزداد ويزداد إلى أن يأتي ملك الموت لينتزع منه كل شيءٍ حصَّله في ثانية واحدة، فلا زوجة، ولا ولد، ولا عمل، ولا مال، ولا مكانة، ولا مُتَع، إنما هي مساحةٌ ضيقة يحشر فيها الإنسان عند موته، فهذه هي الرحلة الأخيرة، وسيشيع إلى مثواه الأخير، بيوتنا مثوىً مؤقَّت، لابد من يومٍ جميعاً نخرج من البيت بشكلٍ أفقي ولا نعود، مغادرة بلا عودة، هذه الرحلة الأخيرة، وجعل الله الحج الرحلة قبل الأخيرة كي تنزع الأقنعة.



 انظر إلى حجاج بيت الله الحرام، مهما علا شأنك، مهما كثر مالك، لابد من إزارٍ ورداء ترتديهما، ولابد من أن تطوف مع عامة المسلمين، فليست هناك مرتبة أبداً، ممكن أن تحجز في أكبر فندق، ممكن أن تكلفك الحجة خمسمئة ألف، ولكن لابد من أن تطوف حول الكعبة مع عامة المسلمين، ولا بد من أن تقف في عرفات، ولابد من أن تعاني الازدحام، ولابد من أن تخلع عنك كل أقنعة الدنيا.



 الإنسان في الدنيا يرتدي ثياباً تتناسب مع مكانته، ومع أذواقه، ومع دخله، فالثياب جزء من الدنيا، والإنسان أحياناً يتعطَّر، ويغتسل، ويقلِّم، ويحلق، هذا نعيم الدنيا، ولكنك في الحج لا تستطيع لا أن تتعطر، ولا أن تقلِّم، ولا أن تحلق، ولا أن ترتدي بدلةً أنيقةً، بل إنك إن حججت بيت الله الحرام، وارتديت ثياب الإحرام، عرفت نعمة الثياب المخيطة، عرفت ما معنى أنك ترتدي ثوباً مخيطاً محيطاً، لا مخيط ولا محيط في الحج، إذاً أراد الله عز وجل أن تنزع عنك الأقنعة التي تشوِّه حقيقتك ورسالتك في الحياة، رحلةٌ قبل الأخيرة.
تناسب العطاء مع الداعي :
 شيءٌ آخر: هل في الأرض إنسان يدعوك إلى بيته دون أن يعطيك شيئاً، دون أن يقدِّم لك شيئاً، إلهٌ عظيم يدعوك إلى زيارة بيته في مكة المكرمة، فالعطاء يتناسب مع الداعي، إذا دعاك ملك لتناول طعام الغداء، ماذا ستأكل؟ فلافل؟ مستحيل، لابد من أن تأكل أثمن الطعام، وأطيب الطعام، إذا قدم لك ملكٌ هدية، ماذا يقدم لك؟ قلم رصاص أم بيت؟ فهو بيت الله في بلدك.



 إن بيوتي في الأرض المساجد وإن زوارها هم عمارها، فطوبى لعبدٍ تطهر في بيته ثم زارني، وحق على المزور أن يكرم الزائر، ورد في الأحاديث القدسية أن:
((إن عبداً أصححت له جسمه، ووسعت عليه في رزقه، لم يفد إلي في كل خمسة أعوام لمحروم))
[كنز العمال عن أبي هريرة]
الله عز وجل في الحج يعطي الإنسان عاملاً روحياً :
﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا ﴾
[ سورة البقرة: 125 ]
 معنى مثابةً؟ مثابة مصدر ميمي من ثاب، ثاب بمعنى رجع، وشاءت حكمة الله البالغة أن يكون هذا البيت في منطقة حارّة، وفي منطقة لا نبات فيها، الجمال هناك صفر، صحراء، جبال سوداء، جو حار، ازدحام لا يحتمل، ومع ذلك إن ذهبت إلى هذه البلاد ملبياً دعوة الله عز وجل تقول: " لبيك اللهم لبيك " يتجلى الله على قلبك تجلياً تنسى الدنيا وما فيها، ولا شيء تتمناه وأنت هناك إلا ألا تكون هذه الزيارة الأخيرة، يا رب لا تجعل هذه الزيارة آخر عهدي بالبيت، لشدة السرور، لشدة السعادة التي تنتاب زوَّار بيت الله الحرام، يتمنون ألا يخرجوا من بيوتهم إلا لزيارة الحرمين الشريفين.

 معنى ذلك الله عز وجل جَمَّد كل عوامل السرور المادية، جمَّدها وأعطاك عاملاً آخر روحياً، أما لو كان بيت الله الحرام في مكان جميل، في منطقة خضراء، في نسيم عليل، في مناظر جميلة، على مدى العام، وذهب الحاج إلى هناك، واستمتع بهذه المناظر، وبهذا الطعام الطيب، وبهذه النسمات العليلة، تختلط الأمور، يا ترى كان سعيداً بوسائل السعادة المادية أم كان سعيداً بقربه من الله؟

الحج قرب من الله :
 الحقيقة الحج قرب من الله، هو الله معك في كل مكان، أما حينما تذهب إليه في بيته الحرام فتدفع الثمن باهظاً.



 إنسان مقيم بأمريكا، يقطع ثلاثين ساعة طيراناً ليصل إلى بيت الله الحرام، يدفع مبالغ طائلة ليطوف حول الكعبة ويقول: "لبيك اللهم لبيك". فالله عز وجل جعلك بهذه الفريضة تدفع الثمن باهظاً، والعطاء على قدر الثمن، وتقريب للأمثلة: لو أن طالباً والده أستاذ رياضيات، أعطاه درس رياضيات، لأن الدرس بلا ثمن، والأستاذ أبوه، القضية سهلة، لا يهتم، أما لو عمل طوال الصيف عملاً شاقاً، وجمع مبلغاً من المال، ثم دفع للأستاذ كل درس ألف ليرة، فتجده كتلة اهتمام، كتلة انتباه.



 الحج مدفوع ثمنه باهظ، طبعاً هناك ثمن مادي، وهناك ثمن معنوي، الإنسان قد يجمع لسنواتٍ طويلة جداً نفقات الحج، قد يدفع ثمناً آخر؛ ازدحام، حر، من أجل أن يلبي دعوة الله عز وجل، فلذلك الوقوف بعرفة مكان حار، شخص جاء من الهند، من باكستان، من الصين، من أمريكا، من أوروبا، من بلاد الشام ليجلس بين ملايين مملينة، والحر لا يحتمل، ويناجي ربه دافع الثمن، لابد من أن يأتي عطاءٌ يقابل هذا الثمن، كأن الله أراد أن يذيقك طعم القرب المدفوع ثمنه، هناك قرب ثمنه قليل، أراد الله أن يذيقك طعم القرب المدفوع ثمنه، فلذلك هذه عبادة العمر، قال تعالى:
﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ﴾
[ سورة آل عمران: 96]
 الإنسان حسي، الإنسان له جسم، له دم، له لحم، له أعصاب، لأنه حسي، لحكمةٍ بالغةٍ جعل الله له بيتاً في مكة، قال: تعال إليّ، تعال حتى أريحك من هموم الدنيا، تعال كي تذوق طعم القرب مني، تعال كي تشعر بسر وجودك وغاية وجودك.
الحج صلح مع الله وتسوية حسابات :
 شكلياً، ويعود الحاج كما ذهب، أما أنا أقول لكم: والله الذي لا إله إلا هو كما ورد: "من وقف في عرفات ولم يغلب على ظنه أن الله غفر له فلا حج له"، ما معنى المغفرة؟ عمر بكامله، تشعر أنك عدت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك، تشعر كأنك ولدت من جديد، تشعر كأنه ليس هناك شيئاً تحاسب عليه، انتهى كل شيء.
((من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه))
[الجامع الصغير عن أبي هريرة]
 فالحج صلح مع الله، وتسوية حسابات، وطي صفحات الماضي كلها، هذا الحج المبرور، ليس له جزاءٌ إلا الجنة، فلذلك ادعُ الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا حج بيته الحرام.
الحج عبادة بدنية تحتاج إلى إنسان قوي البُنية :
 الملاحظة التي تؤلمني أحياناً قبل أن نبدأ الحديث عن آيات الحج، هو أن الحج كأنه للمتقدمين في العمر، تجد إنسان بالثمانين، بالخامسة و السبعين، بالسبعين، بالستين، فالحج عبادة بدنية تحتاج إلى إنسان قوي البُنية، هناك سعي، وطواف، وسفر، وحر، فالإنسان عندما يؤخر الحج إلى وقت يصبح عاجزاً عن أداء مناسك الحج، لا يعد حكيماً، أما ما كنت أغبط أحداً في الحج إلا الشباب؛ يطوفون بصحةٍ عالية، يسعون، يمشون إلى عرفات مشياً على أقدامهم، هناك صعوبات الانتقال، والازدحام، وحجز الأماكن، شاب يذهب إلى عرفات مشياً، هناك طريق مكيف إلى هناك، ويعود مشياً، فأتمنى أن الإنسان إذا أراد أن يحج وهو فريضة أن يبكِّر لا أن يؤخر، كلما بكر قطف ثمار الحج يانعة، وأن الحج فريضة.
شرح لبعض مفردات الآية :
﴿أَوَّلَ بَيْتٍ﴾
 أي أول بيت للعبادة، فالبيت الحرام أول المساجد على وجه الأرض.
﴿وُضِعَ لِلنَّاسِ ﴾
 أي جُعل متعبداً لهم: و
﴿ بِبَكَّةَ﴾
 اسم لمكة، وقيل: سميت هكذا لأنها تَبُكّ أعناق الجبابرة. جعل الله هذه البلدة آمنةً. وأما:
﴿ مُبَارَكًا ﴾
 هناك بركة حسية، وبركة معنوية، ولا تعرف البركة الحسية إلا إذا ذهبت إلى هناك، كل شيءٍ في العالم يجلب إلى مكة وإلى المدينة، ترى أشياء تحير العقول، الله عز وجل وصف هذا في القرآن الكريم:
﴿ يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾
[ سورة القصص: 57 ]
 والبركة المعنوية أن الناس جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها يتوجهون لهذه البقعة المقدسة، وأنا أقول لكم هذه الحقيقة: إنك إن كنت في بيت الله الحرام لا يمكن أن تشعر أنك في السعودية أبداً، لا تشعر أنك في بلد، هذا بيت الله، ضمن بيت الله الحرام، وضمن المسجد النبوي لا تشعر إلا أنك مع الله ورسوله فقط، إن خرجت تشعر أنك في بلد إسلامي، و له رموز، أما ضمن الحرمين فلا تشعر إلا أنك مع الله ومع رسوله، هذه البركة المعنوية.
﴿وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ﴾
 أي هدايةً لهم و:
﴿ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ﴾
[ سورة آل عمران: 97]
 هذه آية محيِّرة، هذه ليست أمراً تكوينياً ولكنها أمرٌ تكليفي، وفرقٌ كبير بين الأمر التكويني والأمر التكليفي، لو قلنا: إنها أمر تكويني، فقد حدث في هذا البيت قتل في عام ألف وأربعمئة للهجرة، وذهب عشرات بل مئات من الضحايا، وحدث في التاريخ الإسلامي أيضاً قتل في هذا البيت، فإذا كان هذا الأمر أمراً تكوينياً فخرق هذا الأمر، هذا الشيء مستحيل أن يمنع الله شيئاً ثم يخرق، لكن الله إذا نهى عن شيء قد يُخرق، الأمر التكليفي يطاع أو يعصى، أما الأمر التكويني فلا يستطيع كل من في الأرض أن يخرقه.

 فأنت تركب سيارة، تجد لوحة مكتوب: ممنوع المرور، لكن الطريق مفتوح بإمكانك أن تمر، ولكن تحاسب، أما الطريق المغلق بمكعبات إسمنتية عالية فهذا أمر تكويني، لا أمر تكليفي.

الفرق الكبير بين الأمر التكويني والأمر التكليفي :
﴿ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ﴾
[ سورة آل عمران: 97]
 هل هو أمر تكويني أم تكليفي؟ هو أمر تكليفي، أي اجعلوه آمناً، يأمرنا الله عز وجل أن نجعله آمناً، يأمرنا أن نشدد في توفير الأمن للحجاج، لذلك الحاج أحياناً يجد في هذه الديار، يقظة عالية المستوى، لا يتألم أبداً بالعكس يرتاح، هذه اليقظة العالية جداً لصالح من؟ لصالح الحجاج، يجب أن تطوف وأنت مطمئن، وأن تسعى وأنت مطمئن، وأن تجلس في البيت وأنت مطمئن.
﴿ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ﴾
[ سورة آل عمران: 97]
 أي يجب أن يكون آمناً، فرق كبير بين أمرٍ تكويني وأمر تكليفي.

 هناك رأي لبعض العلماء: أنه من دخله دخولاً صحيحاً كان آمناً يوم القيامة من عذاب الله، وهذا المعنى أيضاً مقبول، والقرآن حمَّال أوجه. وذهب عشرات بل مئات من الضحايا، وحدث في التاريخ الإسلامي أيضاً قتل في هذا البيت، فإذا كان هذا الأمر أمراً تكوينياً فخرق هذا الأمر، هذا الشيء مستحيل أن يمنع الله شيئاً ثم يخرق، لكن الله إذا نهى عن شيء قد يُخرق، الأمر التكليفي يطاع أو يعصى، أما الأمر التكويني فلا يستطيع كل من في الأرض أن يخرقه.

 فأنت تركب سيارة، تجد لوحة مكتوباً عليها: ممنوع المرور، لكن الطريق مفتوح بإمكانك أن تمر، ولكن تحاسب، أما الطريق المغلق بمكعبات إسمنتية عالية فهذا أمر تكويني لا أمر تكليفي.



أحد أسباب الاستطاعة أن تملك الزاد والراحلة:
 أما كلمة:
﴿ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا﴾
 السبيل هو إمكان الوصول إلى هذا البيت، فلابد من أن يكون معك مال، ولابد من راحلة، ولابد من أمن الطريق، ولابد من موافقة السلطان، فقد تجد الإنسان أحياناً يضجر يقول: لم يسمحوا لي. إذا لم يسمحوا لك فلست مستطيعاً وانتهى الأمر، أحد أسباب الاستطاعة أن تملك الزاد، وأن تملك الراحلة، وأن يكون الطريق آمناً، وأن يسمح لك السلطان، فإذا السلطان لم يسمح لك، فأنت لست مستطيعاً، إن لم تملك الزاد والراحلة، والعلماء قالوا: الزاد والراحلة وأجرة المبيت في مكة والمدينة، الله ما أراد أن ينام الحجاج في الطرقات، ما أراد أن يشوه الإسلام، الإنسان الحاج إنسان متميز، إنسان يؤدي عبادة عالية، أما أن ترى مئات الألوف ينامون في الطرقات فوق بعضهم، والعورات مكشوفة، فهذا ليس من فقه الحج في شيء.

 لست مستطيعاً إطلاقاً إن لم تملك الزاد، والراحلة، والطعام، والشراب، والإقامة في مكة والمدينة في بيوت.

 لذلك أنا يعجبني أن بعض البلاد الإسلامية لا تسمح للحاج أن يحج بيت الله الحرام إلا بعد أن يتوافر له حد أدنى من المال يمكنه من أن يجلس في أماكن جيدة، وأن يركب مركبات جيدة، وأن يأكل طعاماً جيداً، وأن يؤدي المناسك وهو مرتاح، وهذا شيء يرفع الرأس، وهذا إنسان مسلم، هذا سفير المسلمين، ثم إنه فوق ذلك لا يسمح للحاج أن يحج بيت الله الحرام في بعض هذه البلاد، في أقصى جنوب آسيا، إلا إذا أدى امتحاناً نظرياً وعملياً، أما وهو في مكة فيسألك: أين قبر رسول الله؟ حاج بمكة- أعوذ بالله - فهل القبر بمكة موجود؟

 أو يرتكب بعض المحظورات بسذاجةٍ وبجهلٍ كبير، وهذا شيء غير معقول.

 أو إنسان يقف في الكعبة يوم عرفات، والله الحج مريح، لا يوجد فيه أحد، نعمة.

 أو نسيان عرفات، يطوف حول الكعبة في يوم عرفة، ويقول لك: لا يوجد ازدحام، والناس كلها؟ الآن كانوا يطوفون. هذا جهل كبير.

 إنسان حج في بلد إسلامي، ويحتل مركزاً مرموقاً، يسأل: كيف كان الحج؟ فيجيب والله الحج جيد، والحمد لله الأمور كلها ميسرة، ولكن كنت أتمنى أن يكون الحج على مدار العام أيسر للازدحام. هذا لم يفهم ، هو في جهل كبير حتى عند بعض المثقفين هناك جهل كبير.

 فلذلك أنا أتمنى ألا يحج بيت الله الحرام إلا من كان يملك إقامةً وأداءً للمناسك بكرامةٍ عالية، وإلا من يتقن مناسك الحج، وحِكَم الحج، ويؤدي امتحاناً نظرياً وعملياً حتى يكون هناك سفيراً للمسلمين.

لطائف هذه الآية :
1 ـ الله سبحانه وتعالى اختار البيت العتيق بفريضة الحج وجعله قبلةً لأهل التوحيد :
 هناك لطائف في هذه الآية؛ اللطيفة الأولى: هي أن الله سبحانه وتعالى اختار البيت العتيق بفريضة الحج، جعله قبلةً لأهل التوحيد، أي أينما ذهبت في العالم يجب أن تتجه إلى الكعبة، هذا عملية توحيد، دين التوحيد ودين الوحدة، أينما ذهبت؛ إلى كندا، إلى أقصى الشرق، إلى اليابان، لابد من أن تبحث عن جهة الكعبة.



 والكعبة كما قال بعض العلماء: تكون في المتوسط الهندسي للقارات الخمسة، لو رسمت القارات الخمسة على مستوى، وأخذت نقاطها المتباعدة أقصى النقاط، ومددت محاوراً، الشيء المذهل أن مكة المكرمة تقع في الوسط الهندسي، الوسط الهندسي معناه تقاطع المحاور، لو جئت بمربع ووصلت بين زواياه الأربعة بخطوط، مكان تقاطع المحورين هو الوسط الهندسي، لو جئت بمستطيل ووصلت بين زواياه الأربعة بخطوط محورية، مكان التقاطع هو الوسط الهندسي، فمكة المكرمة في الوسط الهندسي الرياضي للقارات الخمسة، هذه لطيفةٌ أولى.
2 ـ هذا البيت بني بتوجيهٍ من الله والمنفِّذ هو إبراهيم والمبلِّغ هو جبريل :
 وهذا البيت بني ولكن بتوجيهٍ من الله عز وجل، الآمر هو الله، والمنفِّذ هو الخليل سيدنا إبراهيم، والمبلِّغ هو جبريل، والمساعد هو سيدنا إسماعيل، هل هناك بناء أشرف من هذا البناء؟ الآمر بالبناء هو الله، والمنفذ أبو الأنبياء، والمبلغ جبريل، والمساعد مساعد المهندس سيدنا إسماعيل، والأمن الذي في هذا البيت استجابةٌ لدعوة إبراهيم.
﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ ﴾
[ سورة البقرة: 126 ]
 فهذه الثروات الباطنية في هذه البلاد ليست لأصحابها إنما هي لخدمة الحجاج، وتشعر أن هناك توفير للحاجات يفوق حدّ الخيال، كل شيء تتمناه تجده أمامك، هذا الشيء بسبب أن هناك وفرة، ومخزوناً، وثروات باطنية، يقولون: هذه البلاد فيها أكبر احتياطي نفط في العالم.
﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾
[ سورة البقرة: 126 ]
﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ﴾
[ سورة العنكبوت: 67 ]
3 ـ الذي يطابق الكُفر ألا تحج بيت الله الحرام :
 بالآية لطيفة رائعة جداً وهي قوله تعالى:
﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ﴾
[ سورة آل عمران: 97]
 هذه هو سياق الآية، ومن لم يحج قال:
﴿ وَمَنْ كَفَرَ﴾
[ سورة آل عمران: 97]
 فالذي يطابق الكُفر ألا تحج بيت الله الحرام:
(( مَنْ مَلَكَ زَادًا وَرَاحِلَةً تُبَلِّغُهُ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ وَلَمْ يَحُجَّ فَلا عَلَيْهِ أَنْ يَمُوتَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا ))
[الترمذي عن علي]
 أن يموت غير مسلم، أن يموت كافراً، لذلك العلماء قالوا: من الكفر أن تكون مستطيعاً أن تحج ولا تحج بيت الله الحرام، من الكفر والدليل:
﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ﴾
[ سورة آل عمران: 97]
الحج قفزة نوعية :
 وقد يقول أحدكم: لماذا يقول الله عز وجل:
﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ ﴾
[ سورة آل عمران: 97]
 الحقيقة الذي يفهم أحياناً من هذه الآية أن بالحج نقلة، لو أن إنساناً شارداً، فقد أقسم لي رجل قال لي: أنا ملحد، له زوجة لا تنجب، فتصورت أنها إذا حجَّت بيت الله الحرام لعل الله يرزقها ولداً، فأصرَّت عليه أن يحج معها ليكون محرماً لها - لأنه زوجها - فقال لي: أنا أؤدي المناسك ولا أصلي، وقد أديتها وأنا جنب أحياناً، لكن في النهاية وأنا هناك تبت إلى الله وعدت مؤمناً.

 قصدي من هذا الكلام أنه من المستحيل أن تصل إلى هناك دون أن تتأثر، هناك تجلّ خاص، أحياناً الإنسان يصلي في بلده وكأنه يسبح بعكس اتجاه النهر، أما هناك فتصلي وكأنك تسبح باتجاه النهر.

 رجل آخر حدثني: له زوجة معها مرض عضال، وتمنت عليه أن يحج معها، فأول طواف، وثان طواف ولا شيء، وهو قد حجز بفندق خمس نجوم، والحجز غير موجود هو معتاد على السفر المريح والتنظيمات قال لي: ضجرت ضجراً شديداً وقررت أن أعود إلى الشام دون أن أتابع الحج. توسلت له بكل ما تملك، فبقي.

 قال لي: ثاني يوم أو ثالث يوم بدأ الطواف، وثاني طواف انعقد الاتصال بالله عز وجل، بكى بكاءً شديداً، وعاد إلى الشام إنسان آخر مئة بالمئة.

 أنا أضرب هذه الأمثلة الحادة، لا يوجد إنسان يذهب إلى هناك إلا ويذوق من الله طعم القرب، وكم من إنسان منكر ذهب إلى هناك فآمن بالله، إذا ذهب إنسان منكر يؤمن، إذا ذهب مؤمن يرتقي، إذا ذهب مرتق يزداد رقياً، هناك قفزة نوعية بالحج، دائماً هناك صعود.

الله عز وجل فصل العوامل المادية والعوامل الروحية :
 مرة ثانية أقول لكم: مستحيل أن تقصد بيت الله الحرام بنيةٍ مخلصة وألا تذوق من طعم القرب الذي تذوب النفوس له. 



 والله بعرفات يتجلى الله على عباده تجلياً ينسيهم كل متاعب الدنيا، والجو حار، وهذه المفارقة العجيبة، فالإنسان يسر بهذا الجو اللطيف، يسر بعدم الازدحام، يسر بالمناظر الخلابة، أما أن تسر إلى أعلى درجة تعرفها في حياتك، وأنت في مكان لا تتوافر فيه أي شرط من شروط السرور؟!! معنى هذا هناك سرور روحي، الله عز وجل فصل العوامل المادية والعوامل الروحية، هناك سرور روحي محض، ومن ذاق عرف، والذي حج بإخلاص يعرف هذه الحقيقة.



 قال العلامة أبو السعود: وضعت
﴿ومن كفر﴾
 قال:
﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ﴾
[ سورة آل عمران: 97]
 وضعت كلمة
﴿وَمَنْ كَفَرَ ﴾
 موضع من لم يحج.
﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ﴾
[ سورة آل عمران: 97]
 أي ومن لم يحج، وضعت كلمة:
﴿وَمَنْ كَفَرَ ﴾
 في موضع ومن لم يحج تأكيداً لوجوبه، وتشديداً على تاركه، لذلك من مات ولم يحج كما قال عليه الصلاة والسلام:
((فَلْيَمُتْ إِنْ شَاءَ يَهُودِيًّا وَإِنْ شَاءَ نَصْرَانِيًّا))
[الدارمي عن أبي أمامة]
 يموت غير مسلم لأنه كفر، عندنا كفر شمولي، و عندنا كفر جزئي، الكفر الجزئي أن تنكر أمراً إلهياً، أو ألا تعبأ بأمر إلهي، أو ألا تستجيب لأمر إلهي.
أبلغ طريقة في الأمر أن يأتي على طريقة خبر :
 قال علماء البلاغة: في هذه الآية عندنا بالتركيب اللغوي صيغة إنشاء وصيغة خبر، أحياناً يأتي الخبر ليدل على الإنشاء فمثلاً قال تعالى:
﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ ﴾
[ سورة البقرة: 233]
 هذا خبر، لكن الله جل جلاله يقول: يا أيتها الوالدات أرضعن أولادكن. فقال: أبلغ صيغة في الأمر أن يأتي على شكل خبر، لأن الأمر يقتضي عدم التنفيذ، مثلاً لو قلت لابنك: اذهب إلى السوق واشتر طعاماً وإياك أن تتأخر. لما نهاه عن التأخر قفز إلى ذهنه أنه يمكن أن يتأخر، صار التأخر محتملاً، إياك أن تأخذ من المال شيئاً لنفسك، نبهه، أما حينما يأتي الابن البار فيذهب إلى السوق وينفذ أمر والده، ما أعطاه احتمال تصور العكس، فأحياناً يأتي الأمر على شكل خبر.
﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ﴾
[ سورة البقرة: 233]
 أي يا أيتها الوالدات أرضعن أولادكن، الله عز وجل نهى عن الزنا، كيف نهى عن الزنا؟ بالخبر، قال:
﴿ وَلَا يَزْنُونَ﴾
[ سورة القرقان: 68]
 أي أن شأن المؤمن أنه لا يزني، لا يوجد ولا تزني. لا أريد أن أزني. أبلغ طريقة في الأمر أن يأتي على طريقة خبر.
﴿ وَلَا يَزْنُونَ﴾
[ سورة القرقان: 68]
 مثلاً:
﴿ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ﴾
[سورة النور: 26]
 أيضاً هذا أمر جاء على صيغة الخبر، أي يا أيها الأولياء احرصوا على أن يكون الطيبون للطيبات، لا تزوج ابنتك لإنسان غني لكنه جاهل، وابنتك ديِّنة، وصالحة، وتحفظ كتاب الله، احرصوا على أن يكون الطيبون للطيبات هذا أمر جاء على صيغة خبر.
﴿ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا﴾
[ سورة آل عمران: 97]
 أمر جاء على صيغة الخبر.
﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ﴾
[ سورة البقرة: 233]
 أمر جاء على صيغة الخبر، وأيضاً جاءت هذه الآية:
﴿ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ ﴾
[ سورة آل عمران: 97]
 أمر جاء على صيغة الخبر أو النهي.
التركيب الفعلي يدل على الحدوث والانقطاع أما التركيب الاسمي فيدل على الثبات :
 التركيب الاسمي دائماً يفيد الثبات والاستمرار، والتركيب الفعلي يفيد الحدوث والانقطاع، دخل، دخل فلان إلى المسجد، هذه دخل مرة واحدة، والفعل انتهى، وانتهى الدخول، التركيب الفعلي يدل على الحدوث والانقطاع أما التركيب الاسمي فيدل على الثبات والاستمرار، فالآية جاءت أمراً ونهياً على صيغة الخبر، وجاءت بالتركيب الاسمي، ثم جاءت على مستوى التعميم.
﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ ﴾
[ سورة آل عمران: 97]
 


هذا تعميم، أي إنسان إذا ذهب إلى بيت الله الحرام لابد من أن يقطف الثمار، الإبهام ثم التبيين.
حكم حج الفقير والعبد :
 العلماء قالوا في حكم حج الفقير والعبد، لا يجب على الفقير الحج لعدم الاستطاعة، ليس مكلفاً أن يتدين، أو الغني ليس مكلفاً أن يرشي لكي يحج، عبادة تبدأ بمعصية، معقول؟! ليس مكلفاً، سُمح لك الحمد لله، ما سُمح لك لست مستطيعاً، الفقير ليس مكلفاً أن يتسوَّل ليحج، ولا أن يستجدي، ولا أن يبذل ماء وجهه، لأن هذا الحج فرضٌ على المستطيع، ولكن لو أن فقيراً حج إلى بيت الله الحرام، هذا الحج الذي حجه الفقير يسقط عنه الفرض، وكأنه حجه غنياً، هذا هو الحكم الفقهي بالإجماع.
وجود المحرم شروط من شروط حج المرأة :
 أما موضوع المَحْرَم للمرأة، النبي عليه الصلاة والسلام قال:
((لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ تُسَافِرُ يَوْمًا إِلا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ))
[الترمذي عن أبي هريرة]
 لذلك المرأة يضاف إلى استطاعتها شرطٌ جديد وهو وجود المحرم، والله الآن والذي يؤلم جداً أن هناك من يعقد زواجاً صورياً، من أجل أن تحج بيت الله الحرام، أقدس عقد في الوجود عقد الزواج يتخذ ذريعة لأن تذهب امرأةٌ إلى الحج، وكأنها أفقه من الفقهاء، الله ما كلفك بالحج، هناك من يعقد زواجاً صورياً، ولهذا الزواج متاعب كثيرة جداً.

 إنسان عقد عقداً على امرأة كي تحج معه بيت الله الحرام لأنه صار زوجاً لها، وجد أنها غنية، فلم يطلقها بعد الحج، قال: لعلها تموت وأرثها. تنشأ مشكلات، وكم من زواجٍ صوري انتهى إلى الدخول في المدينة، صار هناك دخولاً، ولا يوجد تناسب أبداً، هذا شيء من أخطاء المسلمين الفاحشة، أنه لكي نتوصل إلى حج بيت الله الحرام نجري زواجاً صورياً، أو نعصي الإله، أو نفعل شيئاً لا يرضي الله عز وجل، هذا كله ممنوع.

 فالمرأة إن لم يكن معها محرم فليست مستطيعة الحج، هذا طبعاً باتفاق العلماء، هناك اجتهاد للشافعية: إذا كان هناك جمعاً غفيراً مأموناً فقط لحج الفريضة.

 الآن هناك من يحججن بيت الله الحرام حجة نفلٍ من دون محرم، فإذا فتوى للإمام الشافعي أو للسادة الشافعية لأداء حجة الفريضة فقط، مع وجود جمعٍ غفير من النساء اللواتي يؤمن السفر معهن. وهذه حالة محدودة جداً، أما امرأة تسافر للحج من دون محرم، والحج ليس فرضاً بل نفلاً، فهذا شيء مخالف لما قاله العلماء جميعاً.

قواعد الشرع ضمان لسلامة الإنسان وليست قيداً لحريته :
 الآن استنباط آخر قال: إذا كان الإسلام لم يسمح للمرأة أن تسافر لأداء فريضة الحج إلا مع ذي محرم، والحج أحد أركان الإسلام كما نعلم، وهو فريضة، فكيف يسمح الناس لبناتهم بالسفر إلى بلادٍ بعيد، أو إلى بلادٍ أجنبية، بحجة الدراسة وطلب العلم، وليس معهن محرم؟ 



 والله إنسان لولا أنه قال لي هو بنفسه أنا لا أصدق، قال لي: والله أنا كنت أعمل في المملكة، وزوجتي أرسلتها مع سائق إلى الشام، سيارة تكسي مع سائق، هو وهي وحدهما في الطريق، معقول هذا الكلام؟! كم هناك من جهل، فقواعد الشرع ضمان لسلامتك وليست قيداً لحريتك، فإذا كانت المرأة ممنوعة أن تذهب إلى أداء فريضة الحج إلا مع ذي محرم فلأن يكون هذا محرماً عليها في السفر العادي من باب أولى لأداء فريضة ممنوع أن تذهب.



 طبعاً الحج مرة واحدة، الفريضة، أما النفل فأكثر من مرة، إلا أنه إذا كان الإنسان عليه واجبات وقصر فيها، لولي أمر المسلمين أن يمنع حجة نفلٍ أدت إلى ترك واجب، فإذا ابن في سن الزواج، ويخشى عليه أن تزل قدمه، والأب يحج كل سنة، نقول له: حج حجة الفرض وزوج ابنك، هذا أولى، أولى ألف مرة.



 حتى إن الإمام ابن المبارك كان في طريقه إلى الحج، فوقع نظره على فتاةٍ صغيرة تنقب في القمامة، حتى رأت طائراً ميتاً، حملته وركضت إلى بيتها، تبعها فإذا أسرةٌ فقيرة لا تملك ما تأكل إلا هذا الطائر الميت، فدفع لها بنفقة الحج وعاد إلى بلده، ورأى هذا الإمام العظيم أن إسعاف هذه الأسرة أولى من أداء حجه.



 الآن كم إنسان يحج كل سنة مرة؟ كل سنة يحج، وعليه واجبات كثيرة جداً مقصر فيها، وكم إنسان يرتكب معصية لكي يحج؟ وكم إنسان يعمل عقد زواج صوري لكي يحج؟ وكم إنسان يرشي لكي يحج؟ هذا كله لا يجوز، هذه أرقى عبادة لا تؤدى إلا خالصة لوجه الله تعالى.
من حجّ أكثر من مرة كل حجة تكون أرقى وأعمق وأكثر اتصال بالله من التي سبقتها :
 أما تكرار الحج كما قلت في مطلع الدرس:
((إن عبدا أصححت له جسمه ووسعت عليه في رزقه لم يفد إلي في كل خمسة أعوام لمحروم))
[ كنز العمال عن أبي هريرة]
 فممكن إذا كان الإنسان ميسوراً، والإنسان أدى ما عليه من واجبات، زوّج أولاده، لا يوجد مشكلة وميسور، أن يحج كل خمسة أعوام، هذا ممكن، أما الآن نستنبط أيضاً أن كل حجة تحجها أرقى من التي سبقتها، إذا حج الإنسان مرتين أو ثلاث، كل حجة تكون أرقى، وأعمق، وأكثر اتصال بالله من التي سبقتها، فالميسور والمستطيع إذا حج أكثر من مرة لا يوجد مانع.
ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا Images?q=tbn:ANd9GcQXRnEpwejSXAbzISBEih7QuJT5MkF7LlfKwGGSs4v-4O5LdNK8HA
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا Empty
مُساهمةموضوع: رد: ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا   ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا I_icon_minitimeالأربعاء 16 سبتمبر 2015 - 13:06

ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا 2584-5

( فيه آيات بينات ) أي : دلالات ظاهرة أنه من بناء إبراهيم ، وأن الله تعالى عظمه وشرفه .


ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا 25g3JxqkhCA_6FYfwUm9hrEstkNOTsl2fUX8ppYOOg0VJomRKIfhcBxMazpfsAYs_jxIluSg6Zjc7h05qkkQXJvuBu4lDPUupib6ngOZPZe7gDSz_IY
ثم قال تعالى : ( مقام إبراهيم ) يعني : الذي لما ارتفع البناء استعان به على رفع القواعد منه والجدران ، حيث كان يقف عليه ويناوله ولده إسماعيل ، وقد كان ملتصقا بجدار البيت ، حتى أخره عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، في إمارته إلى ناحية الشرق بحيث يتمكن الطواف ، ولا يشوشون على المصلين عنده بعد الطواف ، لأن الله تعالى قد أمرنا بالصلاة عنده حيث قال : ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) [ البقرة : 125 ] وقد قدمنا الأحاديث في ذلك ، فأغنى عن إعادته هاهنا ، ولله الحمد والمنة .
وقال العوفي عن ابن عباس في قوله : ( فيه آيات بينات مقام إبراهيم ) أي : فمنهن مقام إبراهيم والمشعر .
وقال مجاهد : أثر قدميه في المقام آية بينة . وكذا روي عن عمر بن عبد العزيز ، والحسن ، وقتادة ، والسدي ، ومقاتل بن حيان ، وغيرهم .
وقال أبو طالب في قصيدته :
وموطئ إبراهيم في الصخر رطبة على قدميه حافيا غير ناعل
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد وعمرو الأودي قالا حدثنا وكيع ، حدثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس في قوله : ( مقام إبراهيم ) قال : الحرم كله مقام إبراهيم . ولفظ عمرو : الحجر كله مقام إبراهيم .
وروي عن سعيد بن جبير أنه قال : الحج مقام إبراهيم . هكذا رأيت في النسخة ، ولعله الحجر كله مقام إبراهيم ، وقد صرح بذلك مجاهد .
وقوله : ( ومن دخله كان آمنا ) يعني : حرم مكة إذا دخله الخائف يأمن من كل سوء ، وكذلك كان الأمر في حال الجاهلية ، كما قال الحسن البصري وغيره : كان الرجل يقتل فيضع في عنقه صوفة ويدخل الحرم فيلقاه ابن المقتول فلا يهيجه حتى يخرج .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو يحيى التيمي ، عن عطاء ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله : ( ومن دخله كان آمنا ) قال : من عاذ بالبيت أعاذه البيت ، ولكن لا يؤوى ولا يطعم ولا يسقى ، فإذا خرج أخذ بذنبه .
وقال الله تعالى : ( أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم ) [ العنكبوت : 67 ]وقال تعالى : ( فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) [ قريش : 3 ، 4 ] وحتى إنه من جملة تحريمها حرمة اصطياد صيدها وتنفيره عن أوكاره ، وحرمة قطع أشجارها وقلع حشيشها ، كما ثبتت الأحاديث والآثار في ذلك عن جماعة من الصحابة مرفوعا وموقوفا .
ففي الصحيحين ، واللفظ لمسلم ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فتح مكة : " لا هجرة ولكن جهاد ونية ، وإذا استنفرتم فانفروا " ، وقال يوم الفتح فتح مكة : " إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض ، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة ، وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي ، ولم يحل لي إلا في ساعة من نهار ، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة ، لا يعضد شوكه ، ولا ينفر صيده ، ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها ، ولا يختلى خلاها . فقال العباس : يا رسول الله ، إلا الإذخر ، فإنه لقينهم ولبيوتهم ، فقال : " إلا الإذخر " .
ولهما عن أبي هريرة ، مثله أو نحوه ولهما واللفظ لمسلم أيضا عن أبي شريح العدوي أنه قال لعمرو بن سعيد ، وهو يبعث البعوث إلى مكة : ائذن لي أيها الأمير أن أحدثك قولا قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم الغد من يوم الفتح سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به ، إنه حمد الله وأثنى عليه ثم قال : " إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس ، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ، ولا يعضد بها شجرة ، فإن أحد ترخص بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقولوا له : إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم ، وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار ، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس فليبلغ الشاهد الغائب " فقيل لأبي شريح : ما قال لك عمرو ؟ قال : أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريح ، إن الحرم لا يعيذ عاصيا ولا فارا بدم ولا فارا بخزية .
وعن جابر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يحل لأحدكم أن يحمل بمكة السلاح " رواه مسلم .
وعن عبد الله بن عدي بن الحمراء الزهري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، وهو واقف بالحزورة في سوق مكة : " والله إنك لخير أرض الله ، وأحب أرض الله إلى الله ، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت " .
رواه الإمام أحمد ، وهذا لفظه ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه . وقال الترمذي : حسن صحيح وكذا صحح من حديث ابن عباس نحوه ، وروى أحمد عن أبي هريرة ، نحوه .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا بشر بن آدم ابن بنت أزهر السمان حدثنا أبو عاصم ، عن زريق بن مسلم الأعمى مولى بني مخزوم ، حدثني زياد بن أبي عياش ، عن يحيى بن جعدة بن هبيرة ، في قوله تعالى : ( ومن دخله كان آمنا ) قال : آمنا من النار .
وفي معنى هذا القول الحديث الذي رواه البيهقي : أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد ، حدثنا محمد بن سليمان الواسطي ، حدثنا سعيد بن سليمان ، حدثنا ابن المؤمل ، عن ابن محيصن ، عن عطاء ، عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من دخل البيت دخل في حسنة وخرج من سيئة ، وخرج مغفورا له " : ثم قال : تفرد به عبد الله بن المؤمل ، وليس بقوي .
وقوله : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) هذه آية وجوب الحج عند الجمهور . وقيل : بل هي قوله : ( وأتموا الحج والعمرة لله ) [ البقرة : 196 ] والأول أظهر .
وقد وردت الأحاديث المتعددة بأنه أحد أركان الإسلام ودعائمه وقواعده ، وأجمع المسلمون على ذلك إجماعا ضروريا ، وإنما يجب على المكلف في العمر مرة واحدة بالنص والإجماع .
قال الإمام أحمد : حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا الربيع بن مسلم القرشي ، عن محمد بن زياد ، عن أبي هريرة قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " أيها الناس ، قد فرض عليكم الحج فحجوا " . فقال رجل : أكل عام يا رسول الله ؟ فسكت ، حتى قالها ثلاثا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو قلت : نعم ، لوجبت ، ولما استطعتم " . ثم قال : " ذروني ما تركتكم ، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ، وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه " . ورواه مسلم ، عن زهير بن حرب ، عن يزيد بن هارون ، به نحوه .
وقد روى سفيان بن حسين ، وسليمان بن كثير ، وعبد الجليل بن حميد ، ومحمد بن أبي حفصة ، عن الزهري ، عن أبي سنان الدؤلي - واسمه يزيد بن أمية - عن ابن عباس قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا أيها الناس ، إن الله كتب عليكم الحج " . فقام الأقرع بن حابس فقال : يا رسول الله ، أفي كل عام ؟ قال : " لو قلتها ، لوجبت ، ولو وجبت لم تعملوا بها ، ولم تستطيعوا أن تعملوا بها ، الحج مرة ، فمن زاد فهو تطوع " .
رواه أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه ، والحاكم من حديث الزهري ، به . ورواه شريك ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، بنحوه . وروي من حديث أسامة يزيد .
[ و ] قال الإمام أحمد : حدثنا منصور بن وردان ، عن علي بن عبد الأعلى ، عن أبيه ، عن أبي البختري ، عن علي قال : لما نزلت : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) قالوا : يا رسول الله ، في كل عام ؟ فسكت ، قالوا : يا رسول الله ، في كل عام ؟ قال : " لا ، ولو قلت : نعم ، لوجبت " . فأنزل الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ) [ المائدة : 101 ] .
وكذا رواه الترمذي ، وابن ماجه ، والحاكم ، من حديث منصور بن وردان ، به : ثم قال الترمذي : حسن غريب . وفيما قال نظر ، لأن البخاري قال : لم يسمع أبو البختري من علي .
وقال ابن ماجه : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، حدثنا محمد بن أبي عبيدة ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن أنس بن مالك قال : قالوا : يا رسول الله ، الحج في كل عام ؟ قال : " لو قلت نعم ، لوجبت ، ولو وجبت لم تقوموا بها ، ولو لم تقوموا بها لعذبتم " .
وفي الصحيحين من حديث ابن جريج ، عن عطاء ، عن جابر ، عن سراقة بن مالك قال : يا رسول الله ، متعتنا هذه لعامنا هذا أم للأبد ؟ قال : " لا ، بل للأبد " . وفي رواية : " بل لأبد أبد " .
وفي مسند الإمام أحمد ، وسنن أبي داود ، من حديث واقد بن أبي واقد الليثي ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنسائه في حجته : " هذه ثم ظهور الحصر " يعني : ثم الزمن ظهور الحصر ، ولا تخرجن من البيوت .
وأما الاستطاعة فأقسام : تارة يكون الشخص مستطيعا بنفسه ، وتارة بغيره ، كما هو مقرر في كتب الأحكام .
قال أبو عيسى الترمذي : حدثنا عبد بن حميد ، أخبرنا عبد الرزاق ، أخبرنا إبراهيم بن يزيد قال : سمعت محمد بن عباد بن جعفر يحدث عن ابن عمر قال : قام رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : من الحاج يا رسول الله ؟ قال : " الشعث التفل " فقام آخر فقال : أي الحج أفضل يا رسول الله ؟ قال : " العج والثج " ، فقام آخر فقال : ما السبيل يا رسول الله ؟ قال : " الزاد والراحلة " .
وهكذا رواه ابن ماجه من حديث إبراهيم بن يزيد وهو الخوزي . قال الترمذي : ولا نعرفه إلا من حديثه ، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه . كذا قال هاهنا . وقال في كتاب الحج : هذا حديث حسن .
[ و ] لا يشك أن هذا الإسناد رجاله كلهم ثقات سوى الخوزي هذا ، وقد تكلموا فيه من أجل هذا الحديث .
لكن قد تابعه غيره ، فقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله العامري ، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي ، عن محمد بن عباد بن جعفر قال : جلست إلى عبد الله بن عمر قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : ما السبيل ؟ قال : " الزاد والراحلة " . وكذا رواه ابن مردويه من رواية محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير ، به .
ثم قال ابن أبي حاتم : وقد روي عن ابن عباس ، وأنس ، والحسن ، ومجاهد ، وعطاء ، وسعيد بن جبير ، والربيع بن أنس ، وقتادة - نحو ذلك .
وقد روي هذا الحديث من طرق أخر من حديث أنس ، وعبد الله بن عباس ، وابن مسعود ، وعائشة كلها مرفوعة ، ولكن في أسانيدها مقال كما هو مقرر في كتاب الأحكام ، والله أعلم .
وقد اعتنى الحافظ أبو بكر بن مردويه بجمع طرق هذا الحديث . ورواه الحاكم من حديث قتادة عن حماد بن سلمة ، عن قتادة ، عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله : ( من استطاع إليه سبيلا ) فقيل ما السبيل ؟ قال : " الزاد والراحلة " . ثم قال : صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه .
وقال ابن جرير : حدثني يعقوب ، حدثنا ابن علية ، عن يونس ، عن الحسن قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) قالوا : يا رسول الله ، ما السبيل ؟ قال : " الزاد والراحلة " .
ورواه وكيع في تفسيره ، عن سفيان ، عن يونس ، به .
وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، أنبأنا الثوري ، عن إسماعيل - وهو أبو إسرائيل الملائي - عن فضيل - يعني ابن عمرو - عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تعجلوا إلى الحج - يعني الفريضة - فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له " .
وقال أحمد أيضا : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الحسن بن عمرو الفقيمي ، عن مهران بن أبي صفوان عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أراد الحج فليتعجل " .
ورواه أبو داود ، عن مسدد ، عن أبي معاوية الضرير ، به .
وقد روى ابن جبير ، عن ابن عباس في قوله : ( من استطاع إليه سبيلا ) قال : من ملك ثلاثمائة درهم فقد استطاع إليه سبيلا .
وعن عكرمة مولاه أنه قال : السبيل الصحة .
وروى وكيع بن الجراح ، عن أبي جناب - يعني الكلبي - عن الضحاك بن مزاحم ، عن ابن عباس قال : ( من استطاع إليه سبيلا ) قال : الزاد والبعير .
وقوله : ( ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ) قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد : أي ومن جحد فريضة الحج فقد كفر ، والله غني عنه .
وقال سعيد بن منصور ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن عكرمة قال : لما نزلت : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) قالت اليهود : فنحن مسلمون . قال الله ، عز وجل فاخصمهم فحجهم - يعني فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله فرض على المسلمين حج البيت من استطاع إليه سبيلا " فقالوا : لم يكتب علينا ، وأبوا أن يحجوا . قال الله : ( ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ) .
وروى ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، نحوه .
وقال أبو بكر بن مردويه : حدثنا عبد الله بن جعفر ، أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود ، أخبرنا مسلم بن إبراهيم وشاذ بن فياض قالا أخبرنا هلال أبو هاشم الخراساني ، أخبرنا أبو إسحاق الهمداني ، عن الحارث ، عن علي ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من ملك زادا وراحلة ولم يحج بيت الله ، فلا يضره مات يهوديا أو نصرانيا ، ذلك بأن الله قال : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ) .
ورواه ابن جرير من حديث مسلم بن إبراهيم ، به .
وهكذا رواه ابن أبي حاتم عن أبي زرعة الرازي : حدثنا هلال بن فياض ، حدثنا هلال أبو هاشم الخراساني ، فذكره بإسناده مثله . ورواه الترمذي عن محمد بن يحيى القطعي ، عن مسلم بن إبراهيم ، عن هلال بن عبد الله مولى ربيعة بن عمرو بن مسلم الباهلي ، به ، وقال : [ هذا ] حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وفي إسناده مقال ، وهلال مجهول ، والحارث يضعف في الحديث .
وقال البخاري : هلال هذا منكر الحديث . وقال ابن عدي : هذا الحديث ليس بمحفوظ .

وقد روى أبو بكر الإسماعيلي الحافظ من حديث [ أبي ] عمرو الأوزاعي ، حدثني إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، حدثني عبد الرحمن بن غنم أنه سمع عمر بن الخطاب يقول : من أطاق الحج فلم يحج ، فسواء عليه يهوديا مات أو نصرانيا 




ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا %D8%A7%D9%83%D8%A8%D8%B1-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AC%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-2



وهذا إسناد صحيح إلى عمر رضي الله عنه ، وروى سعيد بن منصور في سننه عن الحسن البصري قال : قال عمر بن الخطاب : لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار فينظروا كل من كان له جدة فلم يحج ، فيضربوا عليهم الجزية ، ما هم بمسلمين . ما هم بمسلمين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا Empty
مُساهمةموضوع: رد: ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا   ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا I_icon_minitimeالخميس 17 سبتمبر 2015 - 5:14

ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا 2015%2B-%2B1
أخطاء احذروا الوقوع فيها

1- مرور عشر ذي الحجة عند بعض العامة دون أن يعيرها أي اهتمام، وهذا خطأ بيِّن؛ لما لها من الفضل العظيم عند الله I عن غيرها من الأيام، فقد صح عنه أنه قال: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر".........

2- عدم الاكتراث بالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد فيها وهذا الخطأ يقع فيه العامة والخاصة إلا من رحم الله تعالى فالواجب على المسلم أن يبدأ بالتكبير حال دخول عشر ذي الحجة، وينتهي بنهاية أيام التشريق؛ لقوله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} [الحج: 28] .........

والأيام المعلومات: العشر، والمعدودات: أيام التشريق، قاله ابن عباس رضي الله عنهما[2] قال الإمام البخاري: (وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما)[3]. وذلك بشرط ألاَّ يكون التكبير جماعيًّا، ولا تمايل فيه ولا رقص، ولا مصحوبًا بموسيقى، أو بزيادة أذكار لم ترد في السنة، أو بها شركيات، أو يكون به صفات لم ترد عن الرسول ........

3- جهر النساء بالتكبير والتهليل؛ لأنه لم يرد عن أمهات المؤمنين أنهن كبّرن بأصوات ظاهرة ومسموعة للجميع، فالواجب الحذر من مثل هذا الخطأ وغيره ........

4- أنه أحدث في هذا الزمن زيادات في صيغ التكبير، وهذا خطأ؛ وأصح ما ورد فيه: ما أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن سلمان: قال: (كبروا الله: الله أكبر، الله أكبر كبيرًا). ونقل عن سعيد بن جبير ومجاهد وغيرهما[4]، وهو قول الشافعي وزاد: (ولله الحمد). وقيل: يكبر ثلاثاً ويزيد: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له). وقيل: يكبر ثنتين، بعدهما: لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد). جاء ذلك عن عمر، وعن ابن مسعود بنحوه، وبه قال أحمد وإسحاق[5] .........

#وبهذا نخلص إلى أن هناك صيغتين صحيحتين للتكبير، هما:

(( الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد ))

(( الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرًا ))


5- صيام أيام التشريق، وهذا منهيٌّ عنه، كما ورد عن الرسول؛ لأنها أيام عيد، وهي أيام أكل وشرب، لقوله[6]: "يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق: عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب"[7] ........

6- صيام يوم أو يومين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك في عشر ذي الحجة وعليه قضاء رمضان، وهذا خطأ يجب التنبه إليه؛ لأن القضاء فرض والصيام في العشر سنّة، ولا يجوز أن تقدم السنة على الفرض فمن بقي عليه من أيام رمضان وجب صيام ما عليه، ثم يَشْرع بصيام ما أراد من التطوع ..........

وأما الذين يجمعون القضاء في العشر مع يومي الاثنين والخميس لينالوا الأجور كما يقولون، فإن هذا قول لا دليل عليه يركن إليه، ولم يقل به أحد من الصحابة فيما نعلم، ولو صح فيه نص من الآثار لنقل إلينا، والخلط بين العبادات أمره ليس بالهين الذي استهان به أكثر العامة .........

♥ #ثانيًا أخطاء في يوم عرفة :

1- من الأخطاء: عدم صيامه، علمًا بأنه من أفضل الأيام في هذه العشر، وهذا خطأ يقع فيه كثير ممن لم يوفق لعمل الخير، فقد ورد عن أبي قتادة الأنصاري ، أن رسول الله سئل عن صوم يوم عرفة فقال: "يكفر السنة الماضية والسنة القابلة"[8]. وهذا لمن لم يحج؛ لنهيه عن صوم يوم عرفة بعرفات ...........

2- قلة الدعاء في يوم عرفة عند أغلب الناس والغفلة عنه عند بعضهم، وهذا خطأ عظيم؛ حيث يُفوِّتُ الشخص على نفسه مزية الدعاء يوم عرفة، فإن رسول الله قال: "خَيْرُ الدّعَاء دعاء يَوْم عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلتُ أنا والنّبِيّونَ مِنْ قَبْلي: لا إلَه إلا الله وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ الملْكُ، وَلَهُ الحَمدُ، وَهُوَ عَلَى كلِّ شَيْءٍ قَديرٌ"[9] ...........

قال ابن عبد البر: (وفيه من الفقه: أن دعاء يوم عرفة أفضل من غيره، وفي ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره، وفي فضل يوم عرفة دليل على أن للأيام بعضها فضلاً على بعض؛ إلا أن ذلك لا يُدْرَكُ إلا بالتوفيق، والذي أدركنا من ذلك التوفيق الصحيح: فضل يوم الجمعة، ويوم عاشوراء، ويوم عرفة؛ وجاء في يوم الاثنين ويوم الخميس ما جاء؛ وليس شيء من هذا يدرك بقياس، ولا فيه للنظر مدخل، وفي الحديث أيضًا: دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب كله في الأغلب، وفيه أيضًا أن أفضل الذكر: لا إله إلا الله .......

♥ #ثالثاً أخطاء في يوم النحر :

1- عدم الخروج إلى مصلى العيد، بل تجد بعض الناس لا يخرج إلى المصلى، خاصة منهم الشباب، وهذا خطأ؛ لأن هذا اليوم هو من أعظم الأيام؛ لحديث عبد الله بن قرط عن النبي قال: (إن أعظم الأيام عند الله تعالى يوم النحر، ثم يوم القر)[11]، يعني: اليوم الذي بعده .........

2- وإذا ما خرج بعضهم خرج بثياب رثة، بحجة أنه سيحلق ويقص أظافره ويتطيب ويستحم بعد ذبح أضحيته، وهذا خطأ، فينبغي للمسلم أن يتأسى برسول الله بهيئة حسنة، وبألبسة جديدة ذات رائحة زكية؛ لما ورد عن ابن عمر أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين، وقد صح الاغتسال قبل العيد عند بعض السلف من الصحابة والتابعين[12] .........

3- الأكل قبل صلاة العيد، وهذا مخالف للمشروع، حيث يسن في عيد الأضحى ألاَّ يأكل إلا من أضحيته؛ لما ورد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه، قال: كان رسول الله لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم، ولا يطعم يوم الأضحى حتى يصلي ........

قال ابن قيم الجوزية: (وأما في عيد الأضحى، فكان لا يَطْعَمُ حتى يَرجِعَ من المصلى فيأكل من أضحيته)[13] ........

4- عدم تأدية صلاة العيد في المصلى، بحجة أنها سُنَّة، وهذا حق، لكن لا ينبغي لمسلم تركها وهو قادر عليها، بل هي من شعائر الإسلام فلزم إظهارها من الجميع كبارًا وصغارًا، رجالاً ونساءً، ومن تركها بدون عذر فقد أخطأ خطأً عظيمًا ........

5- التساهل في عدم سماع الخطبة، فينبغي للمسلم أن يستمع للخطبة لما في هذا من الفضل العظيم .......

6- التساهل في الذهاب والإياب، وهذا خطأ؛ فكان من سنته أن يذهب من طريق ويرجع من طريق آخر .........

7- التساهل بترك تهنئة الناس في العيد، وهذا خطأ؛ فالزيارات وتجمُّع العوائل بعضها مع بعض، والتهنئة فيما بينهم.. من الأمور المستحبة شرعًا، كأن يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنكم، ونحو ذلك من العبارات التي لا محذور فيها ........

8- اعتقاد بعض الناس زيارة المقبرة للسلام على والد أو قريب متوفى، وهذا خطأ عظيم؛ فزيارة المقابر في هذا اليوم الفاضل بزعمهم أنهم يعايدون الموتى من البدع المحدثة في الإسلام؛ فإن هذا الصنيع لم يكن يفعله أصحاب رسول الله ، وهم أسبق الناس إلى كل خير، وقد قال رسول الله : "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"[14]. أي: مردود عليه ........

قال شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله): قوله: "لا تتخذوا قبري عيدًا"[15] قال: (العيد اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد عائدًا، إما لعود السنة أو لعودة الأسبوع أو الشهر ونحو ذلك). وعلى هذا: إذا اعتاد الإنسان أن يزور المقبرة في يوم العيد من كل سنة بعد صلاة العيد، وقع في الأمر المنهي عنه[16]؛ حيث جعل المقبرة عيدًا يعود إليه كل سنة، فيكون فعله هذا مبتدعًا محدثًا؛ لأن الرسول لم يشرعه لنا، ولا أمرنا بفعله، فاتخاذه قربة مخالفة له .........
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قولة تعالى(ولله على الناس حج البيت من استطاع الية سبيلا...
» ولله على الناس حج البيت لمن استطاع اليه سبيلا
» جسم الانسان (أقرب شىء الية)
»  اسطاع و استطاع
» الفرق بين (استطاع) و (اسطاع)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: المنتديات الدينية :: قسم الحج والعمرة-
انتقل الى: