أيــــها الفقير
صبر جميل فقد سلمت من تبعات المال وخدمة الثروة
وعناء الجمع ، ومشقة وحراسة المال وخدمته ، وطول الحساب عند الله .
يا من فقد بصره
أبشر بالجنة ثمناً لبصرك ، واعلم أنك عرضت نوراً في قلبك
وسلمت من رؤية المنكرات ومشاهدة المزعجات والملهيات
ايها المريض
طهور إن شاء الله فقد هُذبت من الخطايا ونقيت من الذنوب
وصُقل قلبك وانكسرت نفسك وذهب كبرك وعجبك.
تفكيـر
لماذا تفكر في المفقود ولا تشكر على الموجود
وتنسى النعمة الحاضرة وتتحسر على النعمة الغائبة
وتحسد الناس وتغفل عما لديك
مــرض ولا بد من شيء من المرض يذكرك العافية
ويجتث شجرة الكبر ودرجة العجب ليستيقظ قلبك من رقدة الغافلين
قــدوةكن كالنملة في المثابرة فإنها تصعد الشجرة مائة مره وتسقط
ثم تعود صاعدة حتى تصل ولا تكل ولا تمل
وكن كالنملة فإنها تأكل طيباً و تضع طيباً
وإذا وقعت على عود لم تكسره وعلى زهرة لا تخدشه
مصاعـب لا تتهيب المصاعب فإن الأسـد يواجه القطيع من الجمال غير هياب
ولا تشك المتاعب فإن الحمار يحمل الأثقـال ولا يئن
ولا تضجر من مطلبك فإن الكلب يطارد فـريسته ولو في النار
لا تظن العاهات تمنعك من بلوغ الغايات
فكم من فـاضل حاز المجـد وهو أعمى أو أصم أو أشل أو أعـرج
فالمسألة مسألة همــم لا أجسـام
حكمــة عسى أن يكون منعه لك سبحانه عطاء وحجزك عن رغبتك لطـف
وتأخـرك عن مـرادك عناية فإنه أبصر بك منك
إذا زارتك شدة فاعلم أنها سحـابة صيف عن قليل تقشع
ولا يخيفك رعـدها ولا يرهبك برقها فربما كانت محملة بالغيث
سـرعـة (وَسَارِعُوا) (آل عمران: من الآية133)
ثب وثباً إلى العلياء فإن المجد مناهيه
ولن يقدم النصر على أقدام من ذهب
ولكن مع دموع ودماء وسهر ونصب وجوع ومشقة
الأفضل
عـرق العامل أزكى من مسك القاعـد
وزفرات الكادح أجمل من أناشيد الكسول
ورغيف الجائع ألـذ من خروف المترف