اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: الشكر ... الجمعة 28 أغسطس 2015 - 4:56
الشكر: هو المجازاة على الاحسان، والثناء الجميل على من يقدم الخير والاحسان.
شكر الانبياء: كان الشكر خلقا لازما لانبياء الله -صلوات الله عليهم- ، يقول الله تعالى عن ابراهيم عليه السلام: (ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين. شاكرا لانعمه اجتباه وهداه الى صراط مستقيم). ووصف الله نوحا - عليه السلام- بانه شاكر، فقال: (ذرية من حملنا مع نوح انه كان عبدا شكورا). وقال الله تعالى عن سليمان - عليه السلام - (قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر ام اكفر ومن شكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان ربي غني كريم). وتحكي عائشة رضي الله عنها - رضي الله عنها - ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل، ويصلي لله رب العالمين حتى تتشقق قدماه من طول الصلاة والقيام، فتقول له: لم تصنع هذا يارسول الله ، وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وماتأخر ؟! فيرد عليها النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: (أفلا اكون عبدا شكورا).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (التحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، ومن لا يشكر القليل لايشكر الكثير، ومن لايشكر الناس لايشكر الله). وقال رسول الله: (ان الله ليرضى عن العبد ان ياكل الاكلة فيحمده عليها، او يشرب الشربة فيحمده عليها).
(كان في بني اسرائيل ثلاثة رجال: ابرص واقرع واعمى. وكان كل منهم يدعو الله ان يزيل مابه من مرض وان يرزقه المال، فاستجاب الله لهم، وبعث الى الابرص ملكا وضع يده على جلده، فاصبح حسن اللون، واعطاه ناقة عشراء ولدت واصبح لها نسل كثير حتى صار غنيا. وذهب الملك الى الاقرع فمسح راسه فشفاه الله، واعطاه بقرة حاملا فولدت، وصار له قطيع من البقر. ثم ذهب الملك غلى الاعمى فوضع يده على عينه، فشفاه الله، واعطاه الملك شاة وولدها فولدت له حتى صار له قطيع من الغنم، وبعد فترة، جاء اليهم الملك ليختبرهم، هل يشكرون الله - سبحانه- ويتصدقون على الفقراء ام لا ؟ فذهب الى الابرص ثم ذهب الى الاقرع، فلم يعطياه شيئا، وقالا له: انا ورثنا المال عن ابائنا، فعادا كما كانا، واصبحا فقيرين. ثم ذهب الملك الى الاعمى وطلب منه صظقة فرحب به، وقال له: قدوكنت اعمى فرد الله علي بصري، فخذ ماشئت ودع ما شئت، فقال له الملك: قد رضي الله عنك. وهكذا يكون الاعمى قد نجح في الامتحان، فشكر ربه وتصدق مما رزقه الله، فزاد الله عليه النعمة وباركها له، بينما بخل الاقرع والابرص ولم يشكرا ربهما، فسلب الله منهما النعمة).
(ويحكى ان رجلا ابتلاه الله بالعمى وقطع اليدين والرجلين، فدخل عليه احد الناس فوجده يشكرةالله على نعمه، ويقول: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به غيري،وفضلي على كثير ممن خلق تفضيلا، فتعجب الرجل من قول هذا الاعمى مقطوع اليدين والرجلين، وساله: على اي شيء تحمد الله وتشكره ؟ فقالةله: ياهذا، اشكر الله ان وهبني لسانا ذاكرا، وقلبا خاشعا وبدنا على البلاء صابرا).
(ويحكى ان رجلا ذهب الى احد العلماء، وشكى اليه فقره، فقال العالم: ايسرك انك اعمى ولك عشرة آلاف درهم؟ فقال الرجل : لا. فقال العالم : ايسرك انك مجنون ولك عشرة آلاف درهم ؟ فقال الرجل: لا. فقال العالم: ايسرك انك مقطوع اليدين والرجلين ولك عشرون الفا ؟فقال الرجل: لا. فقال العالم، اما تستحي ان تشكو مولاك وله عندك نعم بخمسين الفا. فعرف الرجل مدى نعمة الله عليه، وظل يشكر ربه ويرضى بحاله ولايشتكي الى احد ابدا). انواع الشكر: المسلم يشكر كل من قدم اليه خيرا، او صنع اليه معروفا، شكر الله: المسلم يشكر ربه على نعمه الكثيرة التي انعم بها عليه، ولايكفر بنعم الله الا جاحد، قال الله تعالى : (فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولاتكفرون). ويقول الله تعالى: (ياايها الذين آمنوا كلوا من طيبات مارزقناكم واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون). شكر الوالدين: امر الله تعالى بشكر الوالدين والاحسان اليهما، يقول الله تعالى: (ان اشكر لي ولوالديك الي المصير). فالمسلم يقدم شكره لوالديه بطاعتهما، وبرهما، والاحسان اليهما، والحرص على مرضاتهما ، وعدم اغضابها . شكر الناس: المسلم يقدر المعروف ويعرف للناس حقوقهم، فيشكرهم على ماقدموا له من خير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لايشكر الله من لايشكر الناس).
فضل الشكر: اذا تحلى المسلم بخلق الشكر والحمد لربه، فانه يضمن بذلك المزيد من نعم الله في الدنيا، ويفوز برضوانه وجناته، ويأمن عذابه في الاخرة، قال الله تعالى : (لئن شكرتم لازيدنكم) وقال سبحانه: (مايفعل الله بعذابكم ان شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما). وقال الحسن رضي الله عنه: كلما شكرت نعمة ، تجدد لك اعظم منها.
عدم الشكر وآثاره: المسلم ليس من الذين لايقدرون المعروف، ولايشكرون اللع تعالى على نعمه، ولايشكرون الناس، فان هؤلاء هم الجاحدون الذين ينكرون المعروف، وقد ذمهم القران الكريم، فقال الله تعالى : (ومن يشكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان ربي غني كريم. وقال الامام علي- رضي الله عنه - كفر النعمة لؤم.