معنى الشكر:
خير ما قيل في تعريف الشكر: عرفان الإحسان.
وقيل: الاعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع.
وقال ابن القيم: الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده: ثناء واعترافا،
وعلى قلبه شهودا ومحبة، وعلى جوارحه انقيادا وطاعة. [مدارج السالكين
(2/ 244)].وهذا يدل على أن للشكر ثلاثة أركان.
أركان الشكر:
أ- الاعتراف بالنعمة بقلبه.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مطر الناس على عهد النبي صلى الله عليه
وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر،
قالوا: هذه رحمة الله. وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا» [مسلم].
ب- التحدث بها والثناء على المنعم.
قال تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11].
ت- تسخيرها في طاعة مسديها والمنعم بها.
قال تعالى: {اعملوا آل داود شكر} [سبأ: 13].
ومعنى الآية: يا آل داود: اعملوا شكرًا لله على ما أعطاكم، وذلك بطاعته وامتثال
أمره ولذا قال الشاعر:
أفَادَتْكُمُ النّعْمَاء منِّي ثَلاثةً --- يدِي، ولَسَاني، وَالضَّمير المُحَجَّبَا
قال أبو عبد الرحمن الحُبلي: "الصلاة شكر، والصيام شكر، وكل خير تعمله لله
شكر. وأفضل الشكر الحمد" [رواه ابن جرير].
الفرق بين الشكر والحمد:
من وجهين:
الأول: الشكر يكون بالجوارح، والحمد يكون باللسان وبالقلب.
ولذلك نسمع بسجود الشكر، ولا نسمع بسجود الحمد، لأن الشكر يكون بالجوارح.
ومضى في أركان الشكر أنه يكون بتسخير النعمة في طاعة الله، وهذا عمل والعمل
بالجوارح.
الثاني: الشكر يكون عند البلاء، والحمد يكون على كل حال، وقد كان النبي صلى
الله عليه وسلم إذا أصابته سراء قال: «الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات»،
وإن نزل به بلاء قال: «الحمد لله على كل حال».