المدارس
تتميز بيوت العبادة في الإسلام بكونها دور عبادة وعلم في آنٍ واحد،
[123] حيث نجد أن الكثير من المساجد تعتبر جامعا وجامعة في آن واحد.
[123] ولذا حرص المسلمون منذ العصور الإسلامية المبكرة على إقامة المدارس في المسجد الأقصى المبارك،
[123] ووقفها على الشيوخ والطلاب الذين يرابطون في هذا الموضع الشريف طلبا للعلم والثواب.
[123] وتنتشر مدارس المسجد الأقصى المبارك في الرواقين الشمالي والغربي للمسجد،
[123] وبعضها يمتد خارج سور المسجد المبارك ملاصقا له،
[123] وكلها تعتبر جزءا لا يتجزأ من الأقصى الشريف، ونذكر منها
[123]مدارس ورياض الأقصى الإسلامية
هي إحدى مدارس المسجد الأقصى، وتقع هذه المدارس داخل الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك،
[124] بين بابي حطة وفيصل. أنشئت في مطلع الثمانينات من القرن العشرين. ولها فروع عديدة بعضها خارج المسجد الأقصى المبارك.
[124]المدرسة البكرية/الدوادارية
هي إحدى مدارس المسجد الأقصى، وتقع على الحد الشمالي للمسجد الأقصى المبارك من الخارج إلى الشمال من مدارس ورياض الأقصى الإسلامية،
[124] وهي مدرسة كبيرة من مدارس البلدة القديمة،
[124] وتمتد غربا حتى المدرسة العمرية،
[124] وكانت تعرف حتى أواسط القرن العشرين باسم "المدرسة الدوادارية"،
[124] نسبة لبانيها الأمير علم الدين سنجر الدوادار، سنة 695هـ -1295م.
[124] وقد ظلت المدرسة البكرية تستعمل كمدرسة أكاديمية ابتدائية حتى مجيء الاحتلال الصهيوني حيث حول الجزء الأكبر منها إلى مدرسة للمعاقين تخضع لإدارة دائرة المعارف التابعة لبلدية القدس المحتلة منذ عام 1967م.
[124]ثانوية الأقصى الشرعية هي إحدى مدارس المسجد الأقصى، وتقع داخل الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك،
[125] غلب عليها هذا الاسم لأنها كانت عند إنشائها في مطلع الثمانينيات من القرن العشرين ثانوية محضة،
[125] واليوم هي عبارة عن مدرسة إعدادية وثانوية لطلبة الفرع الشرعي من الذكور.
[125]المدرسة الغادرية
المدرسة الغادرية
هي إحدى مدارس المسجد الأقصى، وتقع داخل الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك.
[126] يعود تاريخ تشييدها إلى عهد السلطان المملوكي برسباي عام 1432م على يد مصر خاتون زوجة الأمير ناصر الدين بن دلغادر، ومنه جاءت تسميتها.
[126] تم تجديدها من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية،
[126] لكن سلطات الاحتلال منعت تتمة السقف، ولا زالت بلا سقف حتى اليوم.
[126]والحقيقة أن هذا هو حال معظم مدارس الأقصى اليوم،
[126] التي أهملت بسبب مزاعم الصهاينة أنها تحوي آثارا يهودية، مما أدى إلى إهمال الكثير من المدارس القديمة وإغلاقها، أو تأجيرها للسكنى.
[126] المدرسة الباسطية
المدرسة الباسطية
هي إحدى مدارس المسجد الأقصى، وتقع فوق مدارس ورياض الأقصى الإسلامية الواقعة داخل الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك بين بابي حطة والعتم.
[127] ويعتبر شمس الدين محمد الهروي شيخ الصلاحية وناظر الحرمين في العهد المملوكي أول من بدأ بتشييدها،
[127] ولكن أدركته المنية قبل عمارتها،
[127] فعمرها القاضي زين الدين عبد الباسط بن خليل الدمشقي، سنة 835هـ -1431م، وحملت المدرسة اسمه.
[127] وقد كانت المدرسة الباسطية مدرسة عظيمة اشتهرت في أرجاء العالم الإسلامي،
[127] حيث تخرج منها العديد من العلماء ودرس فيها العديد من الحفاظ ورواة الحديث والأطباء وعلماء الفلك والرياضيات.
[127] وهي اليوم عبارة عن قسمين: واحد مأهول بجماعة من آل جار الله، والآخر يستعمل مقرا للمدرسة البكرية.
[127]المدرسة الأمينية
المدرسة الأمينية
هي إحدى مدارس المسجد الأقصى، وتقع غربي باب العتم في السور الشمالي للمسجد الأقصى،
[128] ويحدها من الشرق الطريق الداخل إلى باب العتم، ومن الشمال طريق المجاهدين، ومن الغرب المدرسة الفارسية، ومن الجنوب ساحة المسجد الأقصى المبارك.
[128] وهي مؤلفة من أربعة طوابق. وتسمى أيضا دار الإمام، حيث درّس فيها أجداد عائلة الإمام واتخذت دارا لسكناهم.
[128]ويعود تاريخ تشييدها إلى عام 730هـ -1329م في العهد المملوكي على يد الوزير أمين الدين عبد الله بن غانم، الذي كان أحد المسؤولين في جيش الناصر محمد بن قلاوون ويعرف بأمين الملك، فعرفت باسمه، وقد جرى ترميمها في العهد العثماني.
[128]وتعتبر هذه المدرسة من أجمل المدارس المطلة على ساحات المسجد الأقصى، ومن أهمها
[128] المدرسة الملكية
المدرسة الملكية
هي إحدى مدارس المسجد الأقصى، وتقع في الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك بين المدرسة الفارسية شرقا، والمدرسة الأسعردية غربا،
[129] ومدخلها مشترك مع الأسعردية.
[129] ويعود تاريخ تشييدها إلى عام 741هـ - 1340م, في عهد السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون،
[129] وأوقفها الحاج آل الملك الجوكندار، بعد بنائها بأربع سنوات.
[129] والمدرسة تحمل معظم العناصر المعمارية المميزة للعهد المملوكي، وخاصة تبادل ألوان الحجارة التي بنيت بها بين الأحمر والأبيض.
[129]والمدرسة عبارة عن طابقين، مأهولة حاليا على سبيل السكنى من قبل عائلة الدجاني، إذ استأجروها من دائرة الأوقاف الإسلامية.
[129]المدرسة الأسعردية
المدرسة الأسعردية
هي إحدى مدارس المسجد الأقصى، وتقع داخل الرواق الشمالي للمسجد الأقصى،
[130] أوقفها التاجر مجد الدين الأسعردي عام 770هـ - 1368م, فعرفت باسمه.
[130] وهذه المدرسة واسعة تتكون من طابقين يتوسطهما صحن مكشوف مربع الشكل،
[130] ويحيط بالصحن عدد من الخلاوي الصغيرة ذات المداخل المعقودة. تتميز بوجود ثلاث قباب فوقها من جهاتها الشرقية والوسطى والغربية،
[130]وقد قام المجلس الإسلامي الأعلى في عهد الاحتلال البريطاني بترميمها،
[130] ونقل إليها دار كتب المسجد الأقصى قبل أن تتحول إلى دار لسكنى آل البيطار حاليا.
[130] المدرسة المنجكية
هي إحدى مدارس المسجد الأقصى، وتقع فوق باب الناظر في الرواق الغربي للمسجد الأقصى المبارك،
[131] ويقع فوقها قبة، ويعود تاريخ تشييدها إلى العهد المملوكي في عام 763هـ - 1361م على يد الأمير يوسف الدين منجك.
[131] وهى عبارة عن طابقين يصعد إليهما بدرجات.
[131]والمدرسة تستخدم اليوم كمقر لدائرة الأوقاف الإسلامية العامة بالقدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، والمكلفة إدارة شئون المسجد الأقصى المبارك.
[131]المدرسة العثمانية
المدرسة العثمانية
هي إحدى مدارس المسجد الأقصى، وتقع على السور الغربي للمسجد الأقصى المبارك جنوبي باب المطهرة،
[132] أوقفتها أصفهان شاه خاتون بنت محمود العثمانية سنة 840هـ-1437م، في عهد السلطان الأشرف برسباي.
[132]والمدرسة العثمانية عبارة عن طابقين جلهما خارج المسجد الأقصى،
[132] ومسجد المدرسة بمستوى ساحات المسجد الأقصى ويطل عليها، وقد استولى عليه اليهود وأغلقوا شباكه بالحجارة.
[132] أما المدرسة فتستخدم حاليا لسكنى العائلات المسلمة.
[132]المدرسة الأشرفية
هي إحدى مدارس المسجد الأقصى، وتقع في الجهة الغربية من المسجد الأقصى المبارك، بين المدرسة العثمانية شمالا ومئذنة باب السلسلة جنوبا.
[133][134] وتسمى أيضا السلطانية،
[134] ويعود تاريخ تشييدها إلى العهد المملوكي عام 875هـ -1470م،
[133][134] على يد الأمير
حسن الظاهري لكن البناء لم يعجب السلطان الأشرف قايتباي عندما رآه أثناء زيارته للقدس،
[133] فأمر بهدمها،
[134] وأعيد بناءها عام 885/884هـ - 1480/1479م.
[133][134] المدرسة الأشرفية
والمدرسة تنقسم إلى قسمان: حيث يقع القسم الأول داخل المسجد الأقصى المبارك،
[133] والآخر خارجه،
[133] والذي داخله عبارة عن طابقين:
[133] الأول كان مصلى الحنابلة في المسجد الأقصى المبارك في أصله،
[133] ويستخدم جزء منه الآن كمقر لقسم المخطوطات التابع لمكتبة المسجد الأقصى المبارك ومقرها الرئيسي في جامع النساء،
[133] والجزء الأكبر منه هو مقر ثانوية الأقصى الشرعية للبنات، وفيه أيضا قبر الشيخ الخليلي، وبعض الأجزاء الصغيرة التي تستخدم دوراً للسكن. أما الطابق الثاني، فمتهدم السقف، وهو مسجد المدرسة. ويرجع انهدام هذا الجزء لزلزال وقع في عام 1346هـ - 1927م.
[133]ومبنى المدرسة جميل البناء، حيث اشتملت عناصره على صفوف الحجارة المشهرة الملونة باللونين الأحمر والأبيض،
[133] وامتازت بغناها بالعناصر المعمارية والزخرفية.
[133] وصفها مجير الدين الحنبلي بأنها
[133]«...الجوهرة الثالثة في المسجد الأقصى بعد قبة الصخرة وقبة المصلى القبلي.»
المدرسة التنكزية
المدرسة التنكزية
هي إحدى مدارس المسجد الأقصى، وتقع بين باب السلسلة شمالا وحائط البراق المحتل جنوبا،
[135] ويقع جزء منها داخل الرواق الغربي للمسجد الأقصى.
[135] ويعود تاريخ تشييدها إلى العهد المملوكي عام 729هـ -1328م على يد نائب الشام الأمير سيف الدين تنكز، ونسبت إليه.
[135] وقد كانت مدرسة عظيمة وداراً للحديث، وفي عهد السلطان المملوكي قايتباي،
[135] اتخذت مقراً للقضاء والحكم.
[135] وفي العهد العثماني، تحولت المدرسة إلى محكمة شرعية،
[135] ومن هنا صارت تعرف باسم المحكمة،
[135] وبقيت كذلك حتى أوائل عهد الانتداب البريطاني، فاتخذها المجلس الإسلامي الأعلى دارا للسكنى، ثم عادت بعد ذلك مدرسة لتعليم الفقه الإسلامي.
[135]وفي عام 1389هـ -1969م، صادرتها سلطات الاحتلال الصهيوني، ثم حولتها إلى موقع عسكري لما يعرف بحرس الحدود،
[135] حيث يشرفون منها على المسجد الأقصى، ويتدخلون لملاحقة المصلين عند اندلاع المظاهرات المنددة بالاحتلال.
المدرسة العمرية (المحدثية- الصبيبية- الجاولية)
هي إحدى مدارس المسجد الأقصى، وتطل على الحد الشمالي الغربي للمسجد الأقصى المبارك، وتعتبر جزءا منه.
[136] وهي مدرسة تاريخية كبيرة وواسعة تبلغ مساحتها 4 دونمات،
[136] وتتكون من ثلاثة مدارس مملوكية سابقة:
بالإضافة إلى عدد من الغرف والزوايا المختلفة التي كانت قائمة في عهود سابقة.
[136] وكانت المدرستان الأخيرتان قد استعملتا سكنا لنواب القدس،
[136] ومقرا للحكم العثماني
[136]، ثم مدرسة باسم روضة المعارف،
[136] ثم مقرا لشرطة الاحتلال البريطاني،
[136] ثم اتخذها المجاهدون مقراً للجهاد المقدس، ثم مقرا لقائد القدس الأردني، ثم مدرسة.
[136]وقد استولى عليها الصهاينة عام 1967م بعد احتلال القدس والمسجد الأقصى